الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«تحيا أفريقيا.. تحيا مصر»

«تحيا أفريقيا.. تحيا مصر»
«تحيا أفريقيا.. تحيا مصر»




عيسى جاد الكريم  يكتب:

تابعت بكل فخر تفاصيل حفل تخرج الدارسين والوافدين من قوات الدول الإفريقية الذين قضوا فترة تدريب داخل القوات المسلحة المصرية، الحفل الذى حمل تفاصيله فيديو مختصر بثته إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة وحضره الفريق محمود حجازى رئيس أركان القوات المسلحة واللواء أركان حرب أحمد وصفى رئيس هيئة تدريب القوات المسلحة، يجعلك تشعر بأن الدولة المصرية بقوتها المسلحة وقوتها الناعمة تخطو خطوات دقيقة وصحيحة نحو استعادة مكانتها واحتلال المكانة التى تستحقها فى قلب أفريقيا فى ظل تحديات إقليمية تستحق منا أن نعمل بسرعة وبجد للتعاون مع الدول الإفريقية القريبة من حدودنا والبعيدة عنا.
فهناك فى الجنوب الافريقى الصناعات المتقدمة فى المجال العسكرى وفى مجال الطيران والكيماويات وفى شرق أفريقيا منابع النيل وثروات أفريقيا وإنتاجها الوفير من الثروة الحيوانية، وفى الغرب حيث منابع النيل والدول الاسلامية التى ترنو لمصر بلد الأزهر الشريف وتتابع عن كثب ما يقوله علماءها بكل احترام وتقدير وإجلال؛ تأخرنا فى الرجوع إلى حضننا الأفريقى ولكن أن تصل متأخرًا خير من ألا تصل أبداً.
تابعت الاحتفال وجوه إفريقية شابة من قادة عسكريين وإعلاميين حضروا الحدث تؤكد أننا قارة واعدة ليس بمواردها وخاماتها البكر التى لم تكتشف بعد وربما حفظها لنا الرحمن حتى تأتى هذه الأجيال الواعدة المسلحة بالعلم والمعرفة لتستغلها، ولكننا قارة واعدة بشبابها؛ كم شعرت بالسعادة وأنا أسمع كلمة ضابط القوات الخاصة الكاميرونى الذى ألقى كلمته فى الاحتفال، والذى لم يذكر الفيديو اسمه؛ هذا الشاب هو عنوان لشباب القارة الإفريقية ومستقبلها الواعد، الضابط الكاميرونى أكد أنه وزملاءه سعداء لمشاركتهم فى التدريب بمصر لشهور ورغم بعدهم عن أوطانهم وأصدقائهم لكنهم يعودون محملين بكل فخر بالجيش المصرى ولجميع القادة الذين نقلوا إليهم العلم؛ منوها إلى ان التدريب بوحدة مكافحة الإرهاب بالقوات المسلحة شىء مهم لأننا جميعاً نواجه عدواً لا يفرق بين شخص وآخر أو دين وآخر ففى دولة الكاميرون التى ينتمى لها توجد جماعة «بوكو حرام» الإرهابية التى تقتل المسلمين والمسيحيين على حد السواء؛ الضابط الكاميرونى الشاب الذى قدم التهنئة فى كلمته للشعب المصرى وللقوات المسلحة ولرئيس الجمهورية بذكرى تحرير سيناء هتف فى نهاية خطابه قائلاً «تحيا أفريقيا.. تحيا مصر» هذا الهتاف الذى يجب ان نضعه جميعاً نصب أعيوننا لأننا نعيش فى قارة واحدة بارتفاع هامة هذه القارة ترتفع هامتنا ليس هذا فحسب ولنكن نحن من نساعد ابناء هذه القارة ودولها فنحن نملك الكثير ولدينا فى كل المجالات التى تحتاجها أفريقيا بداية من التدريب العسكرى فى قواتنا المسلحة وحتى الصحة والتعليم والإرشاد الدينى.
 اختيار اللواء أركان حرب أحمد وصفى لتولى مهمة رئاسة هيئة التدريب للقوات المسلحة كان اختيارًا موفق جداً فالرجل واجه الإرهاب ومخططته عندما كان قائد للجيش الثانى الميدانى الذى واجه الإرهاب ببسالة ولمس مواطن القوة والضعف فكان أن وضع على رأسه هيئة منوط بها أعداد الفرد المقاتل خاصة فى ظل تنامى ظاهرة الإرهاب عالمياً هو شيء مهم يضاف إلى رصيد الرجل الذى كافح الإرهاب فى سيناء وواصل مسيرة العطاء بتدريب رجال أكفاء يدحرون الإرهاب ليس فى مصر فقط ولكن فى دولنا الإفريقية.
وما لفت انتباهى أيضاً فى الاحتفال هو وجود ريتشارد مونزا رئيس هيئة الإذاعة والتليفزيون فى زامبيا وهو إعلامى كبير من عائلة سياسية شهيرة وكان معه لفيف من رؤساء تحرير الصحف الإفريقية الأوسع انتشاراً مونزا فى كلمته التى أثرت فى أكد على ضرورة العمل معاً كصحفيين وإعلاميين وعسكريين لحماية أفريقيا ومواجهة المخططات التى تستهدفها، مشيراً إلى أن مصر لديها تاريخ ثرى لكنه ليس معروفاً للكثير من الدول الأفريقية، ولذلك فان دور الصحفيين الأفارقة هو إبراز هذه الثقافة الثرية؛ مونزا أكد أن الشراكة هى شراكة استراتيجية، ضارباً مثالاً بالقرويين من قرى زامبياً الذين يتعايشون مع الأسود وأن الاسود لكى توقع بهم وتأكلهم تقوم بوضع صغارها فى الطريق لكى يأتى الإنسان ويحاول اخذها فتنقض عليه الأسود وتأكله لكن القرويين تعلموا الدرس فكانوا عندما يجدون ذلك يذهبون إلى الناحية الأخرى حاملين معهم أدوات الصيد لكى يصطادوا الأسود قبل أن تقتلهم؛ مؤكداً أن الصحفيين مع العسكريين يجب أن يسبقوا عدوهم المتربص لهم بخطوة بأن يحصلوا على المعلومة.
 وفى قصة أخرى للتدليل على أهمية مصر للقارة الإفريقية حكى مونزا عن قصة شعبية عن رجل يعيش فى منزل معتم فقد إبرة كان يستخدمها فى خياطة ملابسه ولكنه خرج يبحث عن الإبرة خارج المنزل فقال له الناس كيف تخرج لتبحث عن الإبرة فى خارج المنزل لأنه مضيء بينما إبرتك موجودة داخل منزلك؛ فالإبرة التى تحتاجها أفريقيا موجودة داخل مصر فكيف يذهب الأفارقة للبحث عنها فى أوروبا؛ وأفريقيا قارة غنية جدا وبها جميع الموارد، فأفريقيا بها كل الحلول لما تحتاجه أفريقيا متمنياً أن يصل كلمة لرئاسة الجمهورية فى مصر ووزارة الدفاع المصرية ووزارة الخارجية المصرية لان الصحفيين الأفارقة سيتفاعلون على أعلى المستويات لتستمر الشراكة فحلول أفريقيا لمشكلتها موجودة داخل أفريقيا.
 وتقدم ريتشارد مونزا بمقترح لإنشاء مركز معلومات يغطى الشئون الإفريقية والقضايا المهمة التى تؤثر فى أفريقيا وأتمنى ان يلقى دعماً من جميع الأفارقة متمنياً أن تستمر اللقاءات الثنائية بين البلاد الإفريقية ويتم تعزيزها باستمرار وأن يستمر التعاون بين الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية لتسهيل الحصول على المعلومات المهمة فى ظل مجتمع مكتظ بالمعلومات ولكن يحتاج الحصول عليها الى التنقيب عليها والوصول لها وإيصالها يعزز من التعاون المشترك ويجب على الإفريقيين التعاون لمواجهة عدونا الخارجى.
وشكرا مونزا فى نهاية كلمته الدولة المصرية التى أتاحت للصحفيين الأفارقة للحصول على المعلومات المفيدة والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية والتى يتولى أمينها العام السفير السفير حازم فهمى ونحن بدورنا نشكر قواتنا المسلحة عما تقوم به ونتمنى ان تتجه الدولة بكل قواها المؤثرة والناعمة نحو أفريقيا فهى بعدنا الاستراتيجى والوقت لم يعد متأخراً لكنه الوقت المناسب.