واحة الإبداع.. بلاد تعرف رجالها

كتب: حاتم الجوهرى


يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى:    
[email protected]

إذا جاءك يوما
من يسعى لاختبار معدنك
وتساوت الكفتان لم تنفضه أصابعك بسهولة
ولم يسحق بثقله ميزان يدك
فاطو أصابعك الخمسة  
و افردهم سجادة عربية تستضيفه عليها
يكفيك فترة طويلة
وأنت تجلى قوس حربك وحيدا
بعدما تركت روحك
تجرى فى مضمار لخيول السباق
وفى لحظة حساب
بانت الرؤية وشف المطر
فكان جميع من اعتقدت أنهم فرسان مجدون
جلوسا فى المدرجات كعجائز الفرح
مشغولين برهان على كبوة جوادك
فيا مرحبا بهذا الغريب
بأصابعه .. شبك أصابع يدك
فيصبحان معا مذراة فلاح
 تفصل - أينما ضربت - حبوب الأرض الطيبة
 عن خفيف قش الماشية
وإذا مررت على ديار من ادعوا أنهم رفاق
مر بنسائم الغفران
وافرد بضرباتك انحناءات الظلام  
التى سكنت اعوجاج صدورهم
ولو لمرة أخيرة
وإن بقيت رغم ذلك
عيونهم معلقة بخيط كبندول الساعة
ترقب أرفف حانوت الدنيا
دع السماء تقرر مصيرهم
إنك لو جعلت لنجوم السماء سرجا ولجاما
وامتطيتها عائدا حيث مفترق الطرق  
وكانت قلوبهم مشغولة بوحى ٍ آخر      ما أبصروها
من يحمل نفس حلمك
سيجوب العالم بحثا عنك  
سويا.. تنتظركما بلادى
والله هى بلاد تعرف رجالها
بلاد تستحم فى الخفاء  
كعروس تتحضر سرا ليوم دخلتها  
يوم أن تشق لها من قميصك
وشاحا كفلقة القمر
حينها أبواب بيوتها العتيقة ستنادى عليك
سَتَفْتَحُ وتَغْلِقُ فى توالٍ كأنها يدان
تصفق لك بحرارة
ثم من على جدرانها.. ستنهض أبواب البيوت
 وتعود لسابق أصلها حانية عطوف
لا يستطيع أن يدخل ملكها غازٍ  
يسمد طينها بطمى غريب
ويخرج نباتا شيطانيا لئيما
يشهر الأشواك  
فى وجه ثواره