الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«صبيح».. بقعة سوداء تلطخ ثوب الإسماعيلية الأبيض

«صبيح».. بقعة سوداء تلطخ ثوب الإسماعيلية الأبيض
«صبيح».. بقعة سوداء تلطخ ثوب الإسماعيلية الأبيض




الإسماعيلية - شهيرة ونيس


علق أهالى «صبيح» بقرية المحسمة القديمة التابعة لمحافظة الإسماعيلية، أحلاما كبيرة على تحويل عزبتهم المتواضعة إلى قرية، ترحم آدميتهم، حيث إن منطقتهم تشكو غياب جميع الخدمات والمقومات الأساسية، فضلا عن حالة الإهمال الذى آلت إليها الشوارع، بسبب تراكم تلال القمامة، وانعدام الصرف الصحى، بالإضافة إلى أنها تحولت إلى مأوى للخارجين عن القانون.
 تلقت «روزاليوسف» العديد من الشكاوى من أهالى «صبيح»، التى سادها الظلام الدامس، بعد عزوف المسئولين عن إنارتها، مثلها مثل باقى العزب والقرى المجاورة لها..
بداية تقول عفيفة عبدالمحسن، من أهالى «صبيح»: إننا لا نستحق أن تتحول إلى وكر للخارجين عن القانون والبلطجية، مطالبة بأن تضع هذه العزبة على خريطة الاهتمام كباقى العزب والقرى بمحافظة الإسماعيلية، علاوة على ضرورة إضاءة الشوارع، خاصة أنها تحتوى على مدرسة للتعليم الأساسى، ويعود التلاميذ وطلاب الجامعات فى ساعات متأخرة من الليل، ما يهدد حياتهم بالخطر.
وتضيف عبدالمحسن: إن مازاد الطين «بلة» تراكم تلال القمامة فى مداخل ومخارج العزبة، الأمر الذى يعكس بدوره انتشار الحشرات الناقلة للأمراض والفيروسات القاتلة، منوهة إلى أن هناك انتشارا للكلاب الضالة التى تقطع الطريق على المارة، وترعب التلاميذ أثناء ذهابهم وإيابهم إلى مدارسهم.
ويشير محمد عبداللطيف، أحد المتضررين إلى أنه أصحاب الأراضى الزراعية تعدوا على حرمة الطرق الرئيسية وضموها إلى أراضيهم، دون وجه حق، ما يؤدى إلى اتخاذ الأهالى طريقا تابعا لعزبة أخرى، للسير والتنقل من خلاله، لافتة إلى أن المياه أغرقت منزلها دون أن تعرف السبب الأساسى وراء تسربها للمنازل.
ويضيف بكر محمد زيد، أحد أهالى عزبة الصبيح: تشكو «صبيح أيضا» من غياب منظومة الصرف الصحى، حيث باتت الظاهرة تهدد الأهالى يوما تلو الآخر، ناهيك أنها تتفاقم بالتزامن مع ندرة وجود سيارات الكسح التى تقوم بإزالة مياه الصرف الصحى، مؤكدا عدم وجود شبكة للصرف الصحى خاصة بعزبة الصبيح تحقق للأهالى أبسط حقوق لهم فى الحياة، مطالبا اللواء يس طاهر، محافظ الإسماعيلية بالتدخل.
من جانبه قالت نهاد تركى، رئيس قرية المحسمة القديمة: إننى توليت منذ 10 أشهر فقط، وكانت القرية بأكملها وماتحتويه من 48 عزبة خالية من الإنارة فى الشوارع الرئيسية أو حتى رصيد فى المخازن، وبالرغم من ذلك تمكنت من تركيب كشافات الصوديوم «100 وات» فى الشوارع الرئيسية والمناطق الحيوية والمقابر، ثم لجأت إلى تركيب كشافات الليد نظرا لقلة تكلفتها، والعمر الافتراضى الطويل، وكونها لاتحتاج إلى أعمال صيانة دورية.
وتضيف: لكن ما يزيد من حدة الأزمة هو أن قريتى المحسمة القديمة وأم عزام، لا تمتلكان سوى تيار سلم كهربائى «ونش» يوجد بكل قرية منهما أسبوعا بالتناوب، ما دفعنى إلى التفكير فى وضع حل بديل من خلال عمل «سلم حديدى كهربائى» مثبتا على «لودر» حتى يتسنى لهم الحركة بين الأعمدة الكهربائية المرتفعة، وبناء على ذلك تم الانتهاء من نسبة 80% من أعمال الإنارة بالقرية على أن يتم الانتهاء الكامل بنسبة 100% قبيل شهر رمضان المبارك.
ولفتت إلى أن ذلك الحل أثر بالسلب وعكس وجود أزمة جديدة، حيث تسبب فى تراكم أكوام القمامة طوال أيام الأسبوع الذى يحل فيها «اللودر» محل السلم الكهربائى، لانشغاله عن رفع القمامة أولا بأول، مطالبة الأهالى بتخصيص أماكن لتجميع القمامة والمخلفات خارج الحيز العمرانى منعا من انتشار الأمراض.
وأشارت تركى إلى أنها تقدمت بخطة لرصف نحو «كيلو» من قرية المحسمة ككل خلال مدة عام، وفورها أرسلت الهيئة العامة للطرق المهندسة لبني، مدير عام الطرق بالإسماعيلية للمعاينة، التى قررت تخصيص 600 ألف جنيه لرصف الطرق الخاصة بالقرية، وبالفعل تمت التوسعة بالطرق تمهيدا لرصفها.
ونوهت إلى أنها تلقت خطابا من «الرى» طالبها خلاله بتخصيص قطعة أرض بمنطقة «أبوعطوة» لإنشاء محطة رفع صرف صحى، ما ترتب على ذلك حرمان «صبيح» من عملية الرصف، حيث إنها لا تبعد عن «أبوعطوة» سوى أميال، ووفقا لتعليمات الدولة «شباكات الصرف تلغى عمليات الرصف»، الأمر الذى رفضه بشدة أهالى «صبيح».
ونفت رئيس المحسمة القديمة وجود أى تعديات على الأراضى الزراعية، منوهة إلى أن أصحاب الأراضى يقومون بالرى عن طريق خلجان صغيرة متصلة بترعة الإسماعيلية، وعليه قمنا بتغطية 170 مترا من خليج «أم شاكر» المؤدى الى قرية أم عزام وذلك للحفاظ على المظهر الجمالى والحضارى، ومنع تراكم القمامة نتيجة السلوكيات الخاطئة للفلاحين، الأمر الذى زاد معه منسوب مياه الري، وتجمعها فى برك تخترق المنازل، ناهيك أننا قائمون فى الوقت الحالى على إنشاء مصرف الرشاح لإنهاء الأزمة.