الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بنات × بنات




 عالم البنات مليء بالأسرار ولا يعرف تفاصيله سوى البنات لذا قررنا منح هذه المساحة للبنات ليعبرن   فيها عن أنفسهن وللحديث عن المشكلات والهموم والقضايا التى تشغل بالهن ويرفض المجتمع فى كثير من الأحيان الاستماع إليها. ويمكن التواصل والمشاركة فى هذا الباب عبر البريد الإلكترونى: [email protected]
 
 
الجواز نصف الدين لكن مش نصف الدنيا
 
 
«أكيد مش موافق، بنتى مش هاتتجوز و لا حتى تقرأ فاتحة الا بعد أما تنهى دراستها الجامعية!!» كلمة سمعتها من والدى ومعظم الآباء ساعتها كنت بحس انه تلكيك عشان بيحبنى وعايزنى معاه أطول فترة ممكنه.. لكن لما سألت و عرفت، حقيقى اقتنعت!!
 
فى يوم رحت لوالدى قلت له أنا عارفه انك مش مستعد تجوزنى دلوقتى علشان أقعد معاك أكثر، بس الشخص ده كويس وأنا عايزه أبدا حياتى معاه.
 
رده ليا كان مفاجئ لما قاللى: أنا عارف وأنا عايز أجوزك النهارده قبل بكره.. بس كل القصة انى عايزك تفهمى حاجة واحدة! على الرغم من أن الجواز نصف الدين، الا انه مش نصف الدنيا.. يعنى اللى مش هاتتجوز مش معناه هتعيش نصف دنيتها! لأ يا بنتى، كلنا هنعيش حياتنا كاملة.. بس المهم نفهم ان الدنيا ملهاش غير غاية واحدة، انك تقابلى ربك وانتى عامله اللى عليكى و فى نفس الوقت مستمتعة بدنيتك. مش مهم اتجوزتى ولا لأ.. بس المهم انك تعيشيها كاملة.. كل مرحله فى حياتك لازم تخلصيها لأخرها.. وتعيشيها لحظة بلحظة..طفولتك ولعبك، مراهقتك وطيشك بعنادك، شبابك بتعليمك وشغلك.
 
الجواز أه مهم، بس مش هو ده هدفنا فى الحياة. هتعملى ايه لو الجواز مجاش! هتعملى أيه لو جيه وبعديه الطلاق. هل حياتك هتقف؟!!لأ.. لو فكرتى بالمنطق ده، هتختارى صح.. ومش هتندمى و هتقبلى بكل النتائج حتى لو خسرتى، لو وقعتى، حتقفى تانى تكملى.
 
قرارى ده مش تعسفى، كل اللى أنا عايزه انك تبقى أحسن من أمى.. تخلصى جامعتك، تشتغلى وفرصتك هتيجى لحد عندك وهتستناكى لو من نصيبك!
 
مش عايز أشوفك وانتى لسه ماكملتيش عقدك الثانى شايلة طفلة، محتاسة بيها ورايحة لوالدتك، بتتخانقى مع جوزك عشان ادراكه للحياة قليل.. وفى الآخر طلاق، وحياتك ساعتها تنتهى، عشان تبتدى حياة أولادك وتعيشيها من خلالهم.
 
حقيقى أنا اقتنعت، ومن تجارب أهالينا وتفكيرهم أنا انبهرت.. وعلى نفس الطريقة و يمكن أحسن هربى أطفالى، أنا كده قررت، وفجأه!! كنت فاتحة التليفزيون، لقيت نقاشا حول قرار تقديم سن الجواز للتاسعة من العمر.. أنا فعلا أحبطت!! بعد كل اللى اتعلمناه واللى شفناه وجربناه، سواء أهالينا أو احنا عيشناه.. يطلع قرار بجد زى ده!
 
إزاى هقول لبنتى متفكريش فى الجواز وعيشى سنك، وفى نفس الوقت صديقتها فى نفس الفصل زوجة وأم! ازاى هعلم بنتى القراءة والكتابة وفى نفس الوقت أقول لها عما يحدث فى ليلة الدخلة! عشان ماتسمعش قصة جواز واحدة صاحبتها من بره بتفاصيلها!
 
ازاى عايزين نعيش فى مجتمع البنت اللى عندها تسع سنوات أم، والولد اللى فى نفس السن، زميلها فى الفصل، مجرد طفل أكبر من ابنها بسنين بسيطة، ممكن يتجوزها لما يكبر!
 
ازاى عايزين نعيش فى مجتمع مختل الموازين لما تلاقى البنت شايله الهم من صغرها ومولوده كبيرة فى عالم ذكور كله أطفال من وجهة نظرها! ازاى عايزين نعيش فى مجتمع نحكم بيه على الأطفال بالجواز من صغرهم وعدم عيشهم طفولتهم وترميلهم فى مستقبلهم وشبابهم بحكم كبر سن أزواجهم! لا يوجد ما يعبر عن مثل تلك الحاله المضطربة لقرار مضطرب فى بلد تحاول جاهدة لايجاد مكان لها على الخريطة!
 
 
 
كتبتها: ريم منيب خريجة كلية علوم جامعة عين شمس ويرجع السبب وراء التحاقها بكلية العلوم هو شغفها بفاروق البارز كما أنها تعتبر أن مثلها الأعلى فى الحياة هو أحمد زويل، وتعد ريم هى الأخت الثانية فى أسرة مكونة من أربع فتيات وأم وأب بينهما تفاهم عميق يضفى على الأسرة جواً من الترابط الأسرى.