الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

تعارض المصالح وإنتاج الفنون

تعارض المصالح وإنتاج الفنون
تعارض المصالح وإنتاج الفنون




يكتب: د.حسام عطا

التفاصيل الصغيرة التى تعرفها عن قرب تشعر معها بالخوف لأنك تعرفها جيداً، وربما تجد العديد من المبررات لعبورها، لكنها عندما تتكرر أكثر من مرة لتصبح نظاماً مستقراً يكون الصمت والتغاضى عنها مشاركة فيما تحدثة من آثار سلبية، أكتب ذلك لأن ما ألمسه وأعرفه جيداً فى مجالى الاختصاصى أنه حدث الأسبوع الماضى ان صدر قرار بتعين أحمد السيد المنتج الفنى لمسرح النهار الذى تديره نقابة المهن التمثيلية مديراً لمسرح الطليعة الذى تملكه الدولة، جدير بالذكر أن مسرح النهار ثارت ضجة بسببه فى الجمعية العمومية الأخيرة لنقابة المهن التمثيلية اعتراضاً على مساره الفنى، وتأييداً لرفض الجهاز المركزى للمحاسبات لاعتماد الميزانية الخاصة به، ما أدى لتأجيل اعتماد الجمعية العمومية للميزانية، المشكلة لا تكمن فى هذا الأمر فقط بل هى حاضرة بوضوح فى مبدأ تعارض المصالح وتضارب الاختصاص كمبدأ قانونى يمنع مديراً لمشروع خاص من إدارة مشروع مماثل ومنافس تملكه الدولة، ولأن هذا الامر قد تكرر فى سوابق اخرى ممثلة فى إدارة المخرج هشام عطوة لمسرح البالون المتعارضة مع إخراجه المسرحى لبرنامج «وش السعد» الذى أثار استياء الجمهور والنقاد، وهو ذات التعارض بين تعاقد المخرج خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافى على إخراج مسرحية لمحمد رمضان بمسرح الهرم، ذلك ان السؤال يصبح: هل يمكن حقا أن يسمح خالد جلال لمخرج كبير مثل محمد فاضل بأن يقدم عملاً فى الدولة ينافس عمله المنتظر فى القطاع الخاص؟
السؤال بشكل عام: هل يمكن أن يسمح المنتج الفنى الذى يدير أموال الدولة بأعمال أخرى تتسبب فى إيقاف مكاسبه ومكاسب الآخرين الخاصة؟
اللافت والصارخ والمتكرر هو إصرار الكاتب الصحفى الوزير حلمى نمنم ان هذا ليس عمله، عمل من إذن إنفاذ القانون وضبط إيقاع توظيف أموال الدولة.
أسأل رئيس الوزراء بالتأكيد، كما أرجو نظر مجلس الشعب أمر المال العام فى الإنتاج الثقافى المصرى، المفزع والمخيف أن تعيين أحمد السيد هو إعلان لموافقة الوزارة وسعادتها بهذا النوع المسرحى الهزلى الخشن المضاد لأبسط قواعد الفن والجمال، وجوهر هذه الموافقة على الهزل هى رغبة الوزارة فى تكراره فى مسرح الطليعة.
السؤال الأعم: من يوقف مبدأ تعارض المصالح القانونى فى هذا الشأن ومن يتصدى لمجموعة أفراد بعينها تمارس الإنكار التاريخى لإنجاز الاجيال المصرية فى الفنون؟
وهو أمر لم يعد يحتمل الصمت ويستوجب معه أن نسأل عن غياب الإرادة السياسية عن إنتاج الثقافة والفنون فى مصر.