الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

حقيقة الاحتفال بالنصف من شعبان ووجه الإعجاز فى تحويل الكعبة

حقيقة الاحتفال بالنصف من شعبان  ووجه الإعجاز فى تحويل الكعبة
حقيقة الاحتفال بالنصف من شعبان ووجه الإعجاز فى تحويل الكعبة




فى كل عام  يأتى علينا النصف من شعبان  ويكثر الحديث عن حكم الاحتفال بتلك الليلة وكيفية الاحتفال بها، وما هى حقيقة تحويل الكعبة المشرفة، وهو ما نحاول التعرف  عليه من خلال التوجه إلى علماء الأزهر والدين.
ففى البداية يقول د. عبد الحكم صالح  الاستاذ بجامعة الأزهر إنه ورد فى فضل شعبان أحاديث كثيرة أهمها حديث يا رسول الله ما بالنا نراك تصوم فى شعبان ...» فهذا كان المصطفى صلى الله عليه وسلم الذى غفر الله تعالى له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فماذا عن المسلمين ، فشعبان شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله، فالأعمال عندما ترفع يتم جردها على ثلاث مرات ، حيث ان هناك رفعاَ للاعمال فى كل يوم وليلة ففى حديث البخارى يقول صلى الله عليه وسلم « يتعاقبون عليكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ...» فهناك  كاتبان من الملائكة للحسنات ومثلهما للسيئات يجتمعون مع المسلم فى صلاة العصر معه ، فهؤلاء الكتبة الأربعة هناك غيرهم اربعة حفظة، وهؤلاء الكتبة يصعدون بالعمل عقب صلاة العصر وعقب صلاة الفجر ، كما يوجد رفع اعمال اسبوعى حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يوم الخميس ذاك يوم ترفع فيه الأعمال إلى الله « ثم ياتى رفع الأعمال سنوياً
اضاف ان الرسول اخبرنا ان شهر شعبان يكتب فيه الآجال فقال ذاك شهر يكتب فيه الآجال واحب ان يكتب اجلى وانا صائم « مشيرا إلى  حديث رسول الله  إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها ، فإن الله ينزل فيها إلى السماء الدنيا .. وانه لو كان هذا الحديث ضعيفا فنحن نتمسك برحمته.
وعن  استقبال بيت المقدس ثم تحول القبلة  للكعبة أكد   هذه امور تعبدية ، وشدد ان القبلة الأولى لم تكن المسجد الأقصى وإنما هو البيت الحرام ، فالبيت الحرام كان بناؤه قبل المسجد الأقصى والنبياء كانوا يصلون قبل المسجد الأقصى ، وبناه سيدنا ابراهيم وصلى اليه ، وعندما بنى بيت المقدس صار قبلة أنبياء بنى اسرائيل ، وعندما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم جاء من نسل سيدنا إسماعيل على عكس انبياء بنو اسرائيل الذين هم من نسل نبى الله أسحق ،  ومع ذلك وجه الرسول إلى بيت المقدس وهو قبلة بنى إسرائيل ، وهو القبلة الثانية ليشعر المسلمون والعالم اجمع إلى يوم القيامة ان الدين واحد مهما تعددت الرسالات.
وشدد ان الله علمنا فى مسالة القبلة الدبلوماسية فى التعامل ، حيث كان فى استقبال  الرسول لبيت المقدس اولا استثمارا للعلاقات وتأليفاً للقلوب مع بنى اسرائيل  ، وكذلك تعريب بيت المقدس واعتباره حرمًا إسلامًيا وعربيًا ومسئولية العالم اعادة هذا البيت للعرب ، موضحًا أن مكة ام القرى لانها مركز الأرض.
فيما يوضح د. حسن احمد شحاتة الاستاذ بكلية العلوم بجامعة الأزهر أن الكعبة بناء فريد وموجودة فى وزاد محاط بالجبال ولذلك فهى مستعصاة على الغزاة والله حافظها ولا يستطيع احد ان يغزوها عبر التاريخ ، وهى واد غير ذى زرع وحوله جبال وصخور جامدة كما ان الجو هناك مناسب لمناسك الاحرام لأنه لو كان هناك برودة لاستحالت معه المناسك ، مشيرا إلى ان سيدنا محمد كان خاتم المرسلين ولم تكن رسالته منحصرة وانما رسالة لكل العالمين ولذلك كان التوجه لبيت المقدس لايصال تلك الفكرة
ولفت إلى أن الدراسات الحديثة والقديمة  اثبتت ان مكة تعتبر فى وسط العالم وهى مركز اليابسة بالفعل ، حتى العالم الحديث عندما اكتشفت الامريكتين وقارة استراليا اثبتت الابحاث ان مكة هى مركز الارض  القديم والحديث وهذا تعطى لمكة شيء من القدسية ولذلك عندما جاءت الاية لتنذر ام القرى ومن حولها « دليل على ان مكة هى ام القرى وام الدنيا وهو اول ما ظهر منها كان البيت.
من جهته يرى د. محمد متولى منصور الاستاذ بجامعة الأزهر أن الله تعالى اراد ان يميز امة رسول الله تعالى إكراما لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وليلة النصف من شعبان ورد فيها حديث عن رسول الله يقول فيها هناك خمس ليال لا يرد الله فيها الدعاء ليلة الجمعة وليلة اول رجب وليلة النصف من شعبان وليلة الجمعة وليلة عيد الضحى «، ولله فيها عتقاء من النار عدد شعور بنى كلب « وهى قبيلة ، والرسول استثنى بعض الاصناف الذين لن ينالوا رحمة الله منها المشرك والمشاحن الذى يشيع العداوة والبغضاء ومنهم قاطع الرحم وعاق والديه وشارب الخمر،
ولفت إلى انه فى الحديث الصحيح ان رسول الله قال إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهاراها لأن الله تعالى يتنزل فيها على السماء الدنيا ...» وعوام الناس لا يمكلون الآن إلا ان يكثروا بالدعاء ان يخرج مصر مما فيها من ازمات وان تعود لدورها الريادى القيادى
ويقول د. عبد الفتاح العوارى عميد كلية اصول الدين بجامعة الأزهر  ان فضائل شعبان لا يمكن ان يحصيها العبد وهو شهر فضيل كما جاء فى الحديث « رجب شهر الله وشعبان شهرى ورمضان شهر امتى» فكان الرسول يعنى بمزيد من التعبد فى هذا الشهر والصوم فيه فيكفيه شرفا وفضلا ان الله تعالى حقق فيه رغبة نبيه صلى الله عليه وسلم حيث كان الرسول يتقلب فى السماء بان يتحقق له امنيته بالاتجاه للكعبة لكن الادب النبوى جعل الرسول لم ينطق ذلك بكلمة ، للكن الله حقق امنية نبيه بمجرد التطلع ومن هنا نرى السيدة عائشة رضى الله عنها تقول للنبى :» يا محمد إنى ارى ربك قد سارع فى هواك أى سارع فى رضاك « فإذا كان الله تعالى حقق امنية نبيه فحرى بامته ان تحتفل بهذا الامر العظيم لأن مكانة الأمة من منزلة ومكانة نبيها
من جهته يوضح د. عبد الباسط السيد استاذ الإعجاز العلمى أن مكة ليس لها ميل وبالتالى تعتبر هى القبلة الأولى وامتداد الكعبة هو امتداد للبيت المعمور وبالتالى هى سرة الأرض وجميع ابواب السملاء تميل على الكعبة بزاوية 45 ، ولا تميل مكة على خطوط الطول ، ولابد ان نحسب التوقيت على ام القرى لأنها تميل على خطوط الطول بدرجة صفر ، كما ان القبلة وتحويلها فيه معنى وحدة الأديان  الوسطية لم تكن وسطية الدين ولكن وسطية الموقع.