الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«كارت إرهاب» داعش لن يخيف قيادات الداخلية

«كارت إرهاب» داعش لن يخيف قيادات الداخلية
«كارت إرهاب» داعش لن يخيف قيادات الداخلية




كتب - سيد دويدار


فى الوقت الذى تسابق وزارة الداخلية الوقت لكشف غموض جريمة حلوان والقبض على الإرهابيين الذى اغتالوا ضابطاً و٧ أمناء من قوة مباحث حلوان أظهر الإرهاب العين الحمراء وبعث برسالة قوية لقيادات رفيعة المستوى فى الداخلية أثناء تواجدهم فى مركز شرطة البدرشين والذى يقيم فيه حاليا اللواء جمال عبدالبارى مدير مباحث الوزارة وقيادات الأمن العام والوطني وقيادات ومفتشى أمن الجيزة لمطاردة الخلية الإرهابية التى ارتكبت حادث حلوان وقد فوجئ عبدالبارى بأن نفس المجموعة الإرهابية أطلقت النيران على مدرعة شرطة كانت تسير فى دائرة مركز البدرشين لتأمين قيادات الداخلية المقيمين فى مركز شرطة البدرشين حيث انتابت وزير الداخلية حالة غليان وغضب عندما علم بالأمر وقال هو أحنا مش هنخلص من القصة دى حيث سبق وكتب وزير الداخلية على إخطار استشهاد ٤ أمناء شرطة فى جنوب الجيزة «اين القيادات الأمنية» بسبب تكرار عمليات الاغتيال لضباط الشرطة بالكربونة.
«خلية داعش تخدع الداخلية»
مجموعة من الارهابيين ينتمون لتنظيم داعش يتمركزون فى جنوب الجيزة «الصف واطفيح والبدرشين والحوامدية وأبوالنمرس» ارتكبت أكثر من ٨ عمليات اغتيال بنفس الطريقة وهى الرصد ثم قطع الطريق على سيارات الشرطة ثم إطلاق النيران على الضباط بأسلحة آلية وختاما بسرقة أسلحة الشهداء ورفع علم داعش والتكبير.
وبعد وضع خطة من وزير الداخلية القيادات الأمنية وضعت مديرية امن الجيزة خطة أمنية محكمة كانت أبرزها تغيير خطوط سير  وتوقيت ضباط الجنوب وتزويدهم بالأسلحة الآلية واتخاذ الحيطة والحذر حيث يصدر اللواء أحمد حجازى مساعد الوزير لأمن الجيزة تعليمات مشددة على جهاز اللاسلكى بهذه التعليمات لأكثر من مرة، وكانت أيضا ابرز خطوات الخطة الأمنية هى منع الأكمنة الثابتة بجوار الزراعات حيث تعرضت سيارات الشرطة لإطلاق النيران من داخل الزراعات بعد غروب الشمس مباشرة، ومن هنا توقفت عمليات خلية داعش الإرهابية لأكثر من ٤ شهور رغم محاولة الداخلية القبض عليهم وبدأت عمليات الخداع لقيادات الداخلية ونقلت مسرح العمليات إلى حلوان التابعة فى الإشراف الأمنى لمديرية أمن القاهرة رغم أن المسافة بينهما هى كوبرى صغير فقط.
وهنا خرجت خلية داعش الإرهابية خارج نطاق مديرية أمن الجيزة التى كانت تكثف الخدمات الأمنية إلى نطاق أمن القاهرة غير المعتاد على مثل هذه الاغتيالات.
وعما يتردد بأن ضباط شرطة متورطون فى رصد زملائهم هو أمر غير صحيح حيث احتاجت الخلية الإرهابية إلى ٤ شهور من الرصد والتحريات وتجنيد مصادرإرهابية لمعرفة خطوط سير الضباط والأمناء وبدأوا فى ارتكاب أول عملية اغتيال لضابط و٧ أمناء والذين استشهدوا على الفور ثم عادت الخلية مرة أخرى إلى البدرشين ولم يهربوا إلى منطقة عرب المساعيد كما يقال بدليل أن اللواء جمال عبدالبارى مدير مباحث الوزارة وقيادات الأمن الوطنى بالقاهرة والجيزة يقيمون داخل مركز شرطة البدرشين بعد الحادث مباشرة رغم الظروف المعيشية الصعبة داخل المركز ورغم أن مسرح جريمة استشهاد الضابط والأمناء بنطاق قسم شرطة حلوان، حيث لم تتوقع الداخلية تغيير خطة الخلية الإرهابية بهذه الطريقة.
 «كيف يتم التجنيد ورصد الضباط»
فى الوقت الذى تنتشر فيه أقاويل بوجود خيانة داخل وزارة الداخلية متمثلة فى إفشاء ضباط أسرار الخطط الأمنية وخطوط سير المأموريات كانت خلية داعش الإرهابية تسير عكس الاتجاه وتبدأ فى تجنيد مصادر سرية لها فى مسرح العمليات الإرهابية لكشف خطوط السير وأسماء الضباط وأماكن خدمتهم حيث تعتمد خلية داعش على خطوتين لنجاح عمليات الرصد والتجنيد.
«الخطوة الأولى» استغلال بعض الشباب الذين تعرضوا لاحتكاك من جانب أمناء الشرطة أو الضابط أو بعض المواطنين الذين لهم أقارب أو اخوة داخل السجون المصرية وغالباً ما يكونون أعضاء فى الجماعة الإرهابية أو المتعاطفين معها أو المتعاملين معها بالأموال وهنا يستغلون بغض هؤلاء الشباب على الداخلية بسبب شعورهم المزيف بأنهم مظلومون ويبدأون اقناعهم بالمساعدة بالمعلومات فقط للانتقام ممن ظلم آباءهم واسرهم ثم تأتى المرحلة الأخيرة وهى الانفاق علي المحبوسين من أقارب من تم تجنيده مع تخصيص مصروف شهرى لمن يتم تجنيده ولأسرته حيث يحصل على ٣ شهور مقدم وهذا بخلاف مكافات عمليات الرصد وغالبا ما يكلف العضو الذى تم تجنيده بجلب معلومات من نفس الدائرة التى يقيم فيها لسهولة الحصول على المعلومات الدقيقة والتى غالباً ما تكون شبه سهلة بسبب تواجد أمناء وضباط فى قسم الشرطة لأكثر من ٦ سنوات وهو ما يكون معروفاً لأغلبية أفراد هذه المنطقة بمن يتواجد فى المرور الليلى  وفترات نصف الليل وغالباً ما يتم توثيق المعلومة عن طريق كثرة البلاغات الليلية التى يحضر فيها الضابط والأفراد أو عن طريق «مرشدى» الضباط فى المنطقة حيث يعلم المرشد من يتواجد ليلا بالأقسام ومن يمر ليلا فى المنطقة وذلك لابلاغه بأى معلومة جنائية.
«الخطوة الثانية»
تعتمد هذه الخطوة على بعض المحامين من اعضاء الجماعة الارهابية الذين يقدمون كشوفاً باسماء الاشخاص الذين يمكن تجنيدهم  للمكلفين من قيادات الإرهاب الهاربة خارج البلاد تمهيدا لتسليمهم لقائد مجموعة رصد الذى يقوم بدوره بالتجنيد والحصول على المعلومات وخطوط سير الضباط فى المكان الذى يتم فيه عمليات الاغتيالات ثم يتأكد قائد مجموعة الرصد من المعلومات بنفسه وبعدها يسلمها لعضو آخر لتسليمها للخلية الإرهابية بطرق حديثة عبر وسائل الاتصالات وبعد تلقى المعلومات الدقيقة تقوم خلية داعش الإرهابية بالتأكد من المعلومات والتحركات نفسهم ثم يتم ارتكاب العمليات الإرهابية وخداع الداخلية.
«إمكانيات الخلية وتطور الأسلحة»
منذ أن بدأت خلية داعش الإرهابية فى إرتكاب أولى عملياتها فى البدرشين وأبوالنمرس «خط جنوب الجيزة» وهى فى تطور ملحوظ فى الأسلحة ووسائل الاتصالات والتنقل حيث بدات الخلية أولى عملياتها بالدراجات البخارية وهو ما يثبته الفيديو الذى شاهده وزير الداخلية بنفسه بعد أن سلمته موظفة قامت بتصويره أثناء اغتيال ٤ أمناء شرطة بأبوالنمرس وهو ما يوضح قيام الخلية الإرهابية بقطع الطريق المعاكس لسيارة الشرطة وإطلاق اعيرة نارية من بندقية آلية ومسدسات ثم رفع علم تنظيم داعش ثم التكبير ثم الهروب بالدراجة البخارية بعد سرقة جميع الأسلحة.
بعدها بدأ تطور الأسلحة فى استخدام سيارت ربع النقل ثم النصف نقل ثم السيارات ذات الدفع الرباعى المثبت عليها أسلحة ثقيلة مثلما حدث فى حادث استشهاد ضابط و٧ أمناء شرطة.
أما التطور الأخطر والذى وضعته قيادات وزارة الداخلية فى الأمن العام والوطنى ومديريات الأمن فى الاعتبار هو استخدام الخلية الإرهابية لسماعات الأذن المزودة بمايك فى العمليات الإرهابية للحديث مع بعضهم اثناء العملية والتى يمتلكها ضباط الحراسات الخاصة للوزارة ويستخدم الإرهابيين هذه التقنية للربط بين الخلية التى تقوم بعملية الاغتيال والخلية الأخرى التى تكون على أهبة الاستعداد للتدخل فى حالة محاصرة الخلية الأولى أو تضييق الخناق عليها أو محاصرتها لإنقاذ الإرهابيين من السقوط فى أيدى الداخلية والقبض عليهم.
ومنذ أكثر من سنة شكلت وزارة الداخلية فرق بحث على أعلى مستوى ضمت قيادات من جميع قطاعات الداخلية ولم يتم القبض على هذه الخلية التى أصبحت صداعاً فى رأس وزير الداخلية خاصة بعد امتلاكهم أسلحة ثقيلة ووسائل اتصالات حديثة وعلمت «روزاليوسف» أن وزارة الداخلية تحاول منع امتلاك هذه الخلية للمتفجرات والقيام بعمليات تفخيخ وتفجير للأماكن الشرطية أو استهداف القيادات الأمنية وبعض الوزراء والشخصيات القضائية.