السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حج المرأة




عن عائشة -رضى الله عنها- قالت: «خرجنا مع رسول الله لا نذكر إلا الحج» فى هذا الحديث وغيره ما يدل على جواز حج الرجل بامرأته، وهو مشروع بالإجماع، وأجمعوا على أن الحج يجب على المرأة إذا استطاعته.
 
وقد اختلف العلماء هل وجود الْمَحْرَم لها من شروط الاستطاعة؟ والراجح جواز سفرها دون محرم فى رفقة آمنة، والذى عليه الفتوى فى هذا الزمان: أن سفر المرأة وحدَها عبر وسائل السفر المأمونة وطرقه المأهولة ومنافذه العامرة؛ من موانئ ومطارات ووسائل مواصلات عامة، جائز شرعًا، ولا حرج عليها فيه، سواء أكان سفرًا واجبًا أم مندوبًا أم مباحًا، وأن الأحاديث التى تنهى المرأة عن السفر من غير مَحرَم محمولة على حالة انعدام الأمن التى كانت ملازِمة لسفر المرأة وحدها فى السابق، فإذا توفر الأمن لم يشملها النهى عن السفر بدون محرم أصلًا.
 
وأجمعوا على أن لزوجها أن يمنعها من حج التطوع، وأما حج الفرض فقال جمهور العلماء: ليس له منعها منه.
 
كيفية حج المرأة الحائض والنفساء: عن عبد الله بن عمر بن الخطاب أنه كان يقول: “المرأة الحائض التى تُهِلُّ بالحج أو العمرة: إنها تهل بحجها أو عمرتها إذا أرادت، ولكن لا تطوف بالبيت، ولا بين الصفا والمروة، وهى تشهد المناسك كلها مع الناس، غير أنها لا تطوف بالبيت، ولا بين الصفا والمروة، ولا تقرب المسجد، حتى تطهر».
 
وعن عائشة -رضى الله عنها- قالت: «خرجنا مع النبى فى حجة الوداع، فمنا من أهلَّ بعمرة، ومنا من أهل بحج، فقدمنا مكة فقال رسول الله: من أحرم بعمرة ولم يُهْدِ فليُحْلِلْ، ومن أحرم بعمرة وأهدى فلا يَحِلُّ حتى يَحِلَّ نحرُ هديه، ومن أهل بحج فليتم حجه، قالت: فحضتُ، فلم أزل حائضًا حتى كان يومُ عرفة، ولم أهلل إلا بعمرة، فأمرنى النبى أن أنقُضَ رأسي، وأمتشط، وأُهِلَّ بحج، وأترُكَ العمرة، ففعلت ذلك حتى قضيتُ حجي، فبعث معى عبد الرحمن بن أبى بكر، فأمرنى أن أعتمر -مكان عمرتي- من التنعيم».
 
وفى رواية أخرى قالت: «قدمتُ مكة وأنا حائض، فلم أطف بالبيت، ولا بين الصفا والمروة، فشكوتُ ذلك إلى رسول الله فقال: افعلى ما يفعل الحاج، غير أن لا تطوفى بالبيت، حتى تطهرى».
 
وعن عائشة -رضى الله عنها- قالت: «نُفِسَتْ أسماء بنت عميس بمحمد بن أبى بكر بالشجرة، فأمر رسول الله أبا بكر يأمرها أن تغتسل وتُهِل».
 
وعن ابن عمر قال: «مَنْ حَجَّ البيتَ فَلْيَكُن آخر عهده بالبيت، إلا الحُيَّض، رخص لهن رسول الله».
 
والحائض والنفساء والمحدث والجنب يصح منهم جميعُ أفعال الحج، إلا الطواف وركعتيه، فيصح إحرام النفساء والحائض، ويستحب اغتسالهما للإحرام، وكذلك الأغسال المشروعة فى الحج تشرع للحائض وغيرها، ويصح الوقوف بعرفات وغيره، لقوله: «اصنعى ما يصنع الحاج غير ألا تطوفى».
 
فالمرأة تستمر فى أداء المناسك وإن كانت حائضًا أو نفساء، غير أنها لا تطوف بالبيت حتى تطهر، فإن خشيت أن تفوتها رفقتها، ولم يمكن تأخرهم حتى يذهب حيضها، فقد أجاز بعض العلماء إذا خشيت فوات رفقتها أو سفرهم: أن تطوف بالبيت بعد أن تشد نفسها بما يمنع تلوُّث الحرم، أما طواف الوداع فهو مرفوع عنها.