الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«جاد الله».. شيكاغو المنوفية

«جاد الله».. شيكاغو المنوفية
«جاد الله».. شيكاغو المنوفية




المنوفية – منال حسين

 

يعانى أهالى عزبة جاد الله بالكوم الأخضر التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية من الظلام الدامس نتيجة عدم توصيل التيار الكهربائى لمنازلهم، البالغ عددها 20 منزلا مبنية بالطوب اللبن منذ أكثر من مائة وثمانين عاما.
كما سادت حالة من الاستياء والغضب الشديد بين أهالى العزبة، بعد تعنت المسئولين بالمحافظة وتجاهل شكاواهم أكثر من مرة  ورفضهم عمل شبكة كهربائية خاصة بهم، أو التوصيل من أقرب محول كهربائى لهم، معللين ذلك بأن عددهم بسيط لا يحتاج لإدخال محول مخصوص بالرغم من أن أقرب عامود يقع على بعد 50 مترا فقط من منازل العزبة.
معاناة أهالى العزبة لم تتوقف عند حد الظلام والحرمان من مظاهر الحياة فقط بل انتشرت حالات السرقة والنهب لممتلكات الأهالى، حيث تم سرقة 7 مواشى بـ80 ألف جنيه  من عبدالفتاح سليمان  الذى حمل محافظ المنوفية والعاملين بالكهرباء المسئولية كاملة.
بداية يقول مجيب مصطفى أحد الأهالى بأنه وبمشاركة جميع أهالى العزبة تقدموا بشكاوى عديدة للمسئولين بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، بضرورة إيجاد حل لتوصيل التيار الكهربائى وخاصا بعد انتشار حالات السرقة ونهب المنازل، وأخيرا تم التقدم بشكوى لرئيس قطاع الكهرباء بالمنوفية الذى أبدى موافقة مبدية مرهونة بوجود دعم مادى من محافظة المنوفية لتركيب محول خاص للعزبة.
وبالفعل تم التقدم بطلب لمحافظ المنوفية تم تحويله لمجلس مدينة شبين الكوم، تحول بعدها للوحدة المحلية بالبتانون قامت من خلالها بعمل معاينات من قبل كهرباء القرية وحتى الآن الوضع كما هو عليه، وحالات السرقة مستمرة والظلام يسيطر علينا. 
ويناشد هانى محمود، أخصائى بمدرسة البتانون الثانوية الصناعية وحد أهالى القرية، الدكتور هشام عبدالباسط، محافظ المنوفية، بضرورة التصديق على الدعم المادى لإدخال محول كهرباء، للقضاء على السرقة والحفاظ على ما تبقى من ممتلكات أهالى العزبة.
ويضيف محمد حمودة إبراهيم، فلاح، وأحد الأهالى المتضررين: إننا نعيش حياة بدائية، حيث إنه لا توجد أى مظاهر للحياة المدنية الحديثة، بالإضافة إلى حرمان الأطفال من مشاهدة التلفاز وغسيل الملابس يتم يدويا، وحرارة الجو العالية فى الصيف، لافتا إلى أن كل هذه المعوقات كانت سببا رئيسيا فى التقدم بالشكاوى للمسئولين، ناهيك أن عنصرى الأمن والأمان مختفيان تماما ولدينا أطفال معرضون للخطف فى أى وقت، فاللصوص لم يتركوا شيئا فى العزبة إلا وتمت سرقته.
ويشير إبراهيم أبوزيد، مزارع، إلى أن هناك أعمدة ضغط عال فى الأراضى الزراعية الخاصة بأهلى العزبة، وأنهم أول من سيدفعون الثمن فى حالة حدوث أى كارثة لا قدر الله قد تحدث للأعمدة، ومع ذلك لم يستفيدوا منه أو ينعموا بدخول التيار الكهربائى لهم حتى الآن.
ويلفت أبوزيد إلى أن العزبة تبعد عن أقرب محول مسافة 1000 متر وتم التقدم للوحدة المحلية بالبتانون بطلب لتوصيل الكهرباء من المحول القريب وتمت الموافقة عليه، إلا أن شركة الكهرباء بالمنوفية رفضت الطلب بحجة بعد المسافة بالرغم من توصيل التيار الكهربائى لعدد من المنازل فى مناطق أخرى تبعد عن أقرب محول مسافة لا تقل عن 2000 متر.
أما نادر السيد أبوالعينين، أحد المضارين، فيقول: إن هناك مواطناً يقع منزله فى أول العزبة يعمل موظفا فى ديوان عام محافظة المنوفية كان معنا خطوة بخطوة فى التقدم بالشكاوى للمسئولين وتمت الموافقة له فقط بإدخال التيار الكهربائى لمنزله دون النظر لباقى الأهالى.
من جانبها خاطبت «روزاليوسف» الدكتور هشام عبدالباسط، محافظ المنوفية، بضرورة إيجاد حل جذرى وفعال لانتشالهم من الظلام الدامس وحمايتهم من اللصوص وتوفير حياة آدمية مدنية حديثة تحفظ لهم حقوقهم التى كفلها الدستور والقانون.
وبالفعل قام المحافظ بدور بالتأشير على الشكوى وتحويلها بصورة سريعة للمهندس حسن البيلى، وكيل وزارة الكهرباء بالمحافظة، الذى صرح بأن هناك عجزاً كبيراً فى السيولة المادية بالشركة تمنعها من تحمل تكاليف تركيب محمول، مشيرا إلى أنه لا مانع من إدخال التيار الكهربائى للعزبة وعمل محول خاص بهم، لكن بشرط تحمل أهالى العزبة جميع التكاليف المادية التى تتجاوز نصف مليون جنيه، الخاصة بالمقايسات وتكلفة المحول، التى تعتبر صدمة لأهالى العزبة، نظرا لارتفاع المبلغ وعدم قدرتهم على توفيره.
ما دعا الأهالى إلى اللجوء للمهندس محمد عسل، رئيس شبكة كهرباء وسط الدلتا، الذى أفاد بأن المنطقة بالفعل تحتاج لمحول كهرباء بتكلفة نصف مليون جنيه متضمنة رسم المقايسات، لافتا إلى أن شبكة كهرباء المنوفية تعانى عجزا صارخا فى الميزانية ولا يوجد سيولة مادية تتحمل هذا، ومن ثم وجه أهالى العزبة بضرورة الرجوع مرة أخرى لمحافظ المنوفية لاستثناء العزبة وتحمل المحافظة جميع التكاليف.