الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بلطجة الفوتوشوب.. مفخرة الشباب!





 
إنك تكون بلطجى فى الماضى فدا أمر يستلزم كتير من الشروط، يعنى لازم تكون «ذو سمعة سيئة» فى المكان اللى انت عايش فيه، بتعمل خناقات كتير، بتفرض اتاوات على الناس، وحاجات من النوع ده، أما إذا اردت أن تكون بلطجى حاليا فدا امر مفيش أسهل منه بفضل الاختراع العبقرى اللى اسمه فوتوشوب.

 

ظهر فى الفترة الاخيرة صور للشباب على الانترنت وهما متصورين بالسيوف والسنج والمطاوى وبيتخانقوا، وبتكون الصور دى مش حقيقية، بمعنى انها متصورة فى استوديو، مش كده وبس بل استخدم صاحب الاستوديو بناء على طلب الشباب برنامج الفوتوشوب فى عمل رتوش علشان يظهر القلب الميت للشاب البلطجى، يعنى يصوره مثلا وهو قاطع رقبة واحد صحبه، او وهو راشق السيف فى خصر زميله، وحاجات بالشكل ده، ووصل الامر لدرجة إن واحد ركب صورة ليه وهو بيقطع رجليه بالسيف!، يا عينى ع الصبر.

 

البعض بيرجح ان انتشار الصور دى ليها علاقة بانتشار البلطجة بعد الثورة وان ده مردود طبيعى للطاقة اللى عند الشباب اللى مبيلقوش حاجة مفيدة تخرج فيها، فبيتجهوا لبلطجة الفوتوشوب كنوع من الوجاهة والروشنة الافتراضية، اضافة إلى ظهور نوع جديد من البلطجية على الساحة، زى «نخنوخ»، اللى غير مفهوم البلطجى المنبوذ المتعارف عليه عند الناس إلى البلطجى الباشا المتريش اللى له علاقة بسادة القوم.

 

البلطجة زمان كان ليها قواعد وأطر أفضل من دلوقتى، لان البلطجة جزء من منظومة الصياعة، واللى قالوا فى الامثال الصياعة ادب مكانوش بيكدبو، يعنى فى المناطق الشعبية الصايع فيها زمان مكنش يقدر يفتح المطوة على اى حد لانه لو عمل ده مع واحد مغلطش بيبقى فيها حق عرب والصايع يركبه الغلط قدام كبير المنطقة، لكن دلوقتى الامر اختلف، بمعنى ان اى حد ممكن يرفع على اى حد سنجة او سلاح ابيض بدون مراعات اى قواعد او ادبيات وده بيحصل حتى بالفوتوشوب.