الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«خفافيش الظلام» تخطف الأرز من على مائدة المصريين

«خفافيش الظلام» تخطف الأرز من على مائدة المصريين
«خفافيش الظلام» تخطف الأرز من على مائدة المصريين




تحقيق - محمد فؤاد

الأرز المصرى من أهم الوجبات الرئيسية التى يتناولها الشعب المصرى يوميا خاصة الفقراء، وتنتج مصر أكثر من 3 ملايين طن سنويا، ولكن تجار السوق السوداء «خفافيش الظلام» يعبثون بمقدرات الوطن فى أمنه الغذائى للتربح السريع، وفى الأيام الأخيرة اختفى الأرز، وتعددت الشكاوى من ارتفاع الأسعار، ووصل سعر الكيلو الواحدإلى 8 جنيهات، مما أدى إلى عدم قدرة العديد على شراء هذه السلعة المهمة التى لا يمكن الاستغناء عنها.. وكان لـ«روزاليوسف» هذا التحقيق التى كشف فيه المتخصصون عن أسباب اختفاء الأرز وارتفاع أسعاره والحلول التى قدمتها الحكومة.


تساؤلات.. استفسارات حول أزمة الأرز.. بقالو التموين يشترونه من السوبر ماركت لتوفيره للمواطنين.. والدولة تتحرك بشكل بطئ لحل المشكلة.
وقال أحمد الشاويش - بقال تموينى - إنه أنشأ حملة للإبلاغ عن مخازن محتكرى الأرز تحت شعار «خليك إيجابى مرة» حتى نتعلم نكون مواطنين شرفاء على صفحات التواصل الاجتماعى ولاقت قبولا كبيرا من الشباب، وأنه بدأ بنفسه وأبلغ رجال مباحث التموين عن مخزن لمحتكر كبير لمحصول أرز به 600 طن، وأكد أنه غير متوافر للمواطنين فى التموين، ووصل السعر فى السوق الحرة إلى 8 جنيهات.
وقال هانى زكريا - صاحب مضرب أرز - إن ما يحدث الآن فى الأسواق هى بفعل فاعل، وليست مطابقة لآليات السوق حيث توافر الإنتاج ومحدودية كميات التصدير ولكن تراجع المضارب الحكومية والخاصة عن استلام الشعير فى بداية موسم الإنتاج أدى الى تسريب كميات إلى السوق السوداء، وهذا أكبر خطأ لأنهم يتعاملون بأسلوب المضاربة وهو حجب السلعة عن العرض، حتى ترتفع أسعارها.
وطالب رجب شحاتة - رئيس شعبة الأرز بالغرفة التجارية بالقاهرة - المواطنين بمقاطعة الأرز لمدة 15 يوما حتى تنتهى الأزمة، ووصف قرار المهندس شريف إسماعيل استيراد 80 ألف طن من الأرز قبل حلول شهر رمضان، لحل مشكلة ارتفاع سعر الأرز بغير المنطقى، مشيراً إلى أن تلك الشحنات لن تصل قبل بدء موسم الأرز الجديد، وأن الدولة يجب أن ترفع يدها عن الأرز والزيت لكى يكون متاحاً لكل المواطنين فى جميع منافذ البيع الاستهلاكية، وطالب بإلغاء وزارة التموين بعد أن فشلت فى حل أزمة الأرز وتصدرت كافة الأزمات الأخرى.
وقال محمود الخشن - عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب - أن مصر تنتج 3 ملايين طن تقريبا من أجود أنواع الأرز، أما قرار استيراد 80 ألف طن أرز عن طريق هيئة السلع التموينية  فتأخر كثيرا بعد أن تركت الحكومة الفلاح فريسة فى يد التجار يجمع الأرز فى بداية الموسم بـ1400 جنيه للطن ثم يقوم ببيعه إلى وزارة التموين بعد صناعة الأزمة بـ 4000 جنيه للطن، مشيرا إلى أن السبب الحقيقى لأزمة الأرز هو التهريب على أيدى خفافيش الظلام إلى فلسطين والإمارات وتركيا والعراق والأردن وغيرها.
مصطفى النجارى - رئيس لجنة الأرز بالمجلس التصديرى للحاصلات الزراعية - يرى أن الأرز متوافر بكثرة فى مصر، ولكن جشع التجار واحتكار السلعة وراء أزمة ارتفاع السعر وهو ما تسعى الحكومة لإنهائه، لافتا إلى أن السعر العادل لكيلو الأرز لا يزيد على 4 جنيهات، وتكاسلت وزارة التموين عن جمع جزء من المحصول من الفلاحين الموسم الماضى.
وأوضح ماجد نادى - أمين عام نقابة البقالين التموينيين - أن سعر الأرز التموينى لا يتجاوز الـ 4 جنيهات ولكنه غير متواجد تماماً، مشيراً إلى أن البقالين لم يستلموا أى كمية أرز خلال شهر مايو، وأن العجز وصل إلى 100% للشهر الجارى، و60% الشهر الماضى، منوهاً إلى ضرورة حل أزمة الأرز قبل حلول شهر رمضان لأن المواطن البسيط  لن يتحمل استمرار ارتفاع سعر الأرز فى هذا الشهر.
وقال محمود العسقلانى رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء، إنه تقدم ببلاغ ضد جهاز حماية المستهلك من أجل توجيهه لدراسة السوق والقيام بالدور المنوط به، ويجب تعديل قانون هذا الجهاز، مطالباً نواب البرلمان باتخاذ الاجراءات المناسبة لمراقبة أداء جهاز حماية المنافسة، فهناك محتكرون للأرز فى السوق، وزيادة المعروض جزء من حل مشكلة ارتفاع أسعار الأرز.
وائل عباس - معاون وزير التموين.  قال إن ما يحكم الأسعار داخل الأسواق هو العرض والطلب، مشيراً إلى أن الحكومة تتدخل بآلياتها لخفض أسعار الأرز، وأن وزارة التموين هى أكبر قوى شرائية فى الأسواق وتخدم أكثر من 70 مليون مواطن توفر لهم الأرز بسعر يبدأ من 4 جنيهات، وأن المجمعات الاستهلاكية تفرض سياسية سعرية مناسبة لمحاولة إرضاء المواطن وتثبيت الأسعار، مشيراً إلى أن حجم الرضا يعكسه فرق قياس الرضا الميدانى وحجم المكاسب المحققة فعليا من حجم مبيعات المجمعات.