الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اختفاء الأدوية ينعش صيدليات «بير السلم» بـ«بنى سويف»

اختفاء الأدوية ينعش صيدليات «بير السلم» بـ«بنى سويف»
اختفاء الأدوية ينعش صيدليات «بير السلم» بـ«بنى سويف»




بنى سويف - مصطفى عرفة


تتكاتف الظروف لتحول حياة المواطنين إلى جحيم، بعد الفقر الذى يحاصرهم من كل جانب، والبطالة التى تحرم الكثير منهم من لقيمات العيش، فضلا عن مداهمتهم الأمراض بسبب تلوث ضمائر بعض شركات الأدوية التى أصبح شغلها الشاغل تحقيق  المكاسب المالية الطائلة بغض النظر عن الفقراء الذى يدفعون حياتهم ثمنا.
وتسبب اختفاء الأدوية فى لجوء المرضى إلى الأدوية البديلة أو ما يسمى بأدوية «بير السلم»، حيث انتشرت ظاهرة جديدة تتمثل فى تكوين صيدليات خاصة فى المساجد والكنائس تعتمد على تبرعات الأهالى باعتبارها صدقة وتقربا إلى الله وغالبا تكون من بواقى الأدوية التى يستعملها المرضى ويتبرعون بها فور تماثلهم للشفاء.
ويقول محمود زين العابدين، صيدلى: إن أدوية بير السلم عبارة عن أدوية وتركيبات مجهولة تدخل فيها أنواع من العطارة والأعشاب مجهولة الهوية لها أثرها السلبى على صحة المريض، خاصة الجهاز الهضمى والكبد.
ويشير محمد على صيدلى، إلى أن المريض معذور فى إقباله على أدوية بير السلم واللجوء للعطارين والوصفات البلدى نتيجة اختفاء الأدوية من الصيدليات، حيث إن أكثر من 500 صنف أدوية استراتيجية تختفى من الصيدليات وتتوقف شركات الأدوية عن إنتاجها بحجة رفع أسعارها.
أما الصيدلى عارف الحديدى، فكشف عن اختفاء أدوية السرطان وأدوية الكحة والبرد والأنفلونزا ومنها «جى سى مول» وقطرات العين بأنواعها، إضافة إلى أدوية مهمة لمرضى السكر والضغط والكبد وأنواع كثيرة من أدوية الأطفال والمكملات الغذائية والفيتامينات وأدوية سيولة الدم، فضلا عن أنواع هائلة من المضادات الحيوية، مرجحا أن يكون السبب الرئيسى فى هذا العجز الكبير بسوق الأدوية ارتفاع سعر الدولار.
ويحذر مينا صليب، صيدلي، بمركز ببا، المرضى المصابين بأمراض مزمنة كالسكر والضغط من استخدام أدوية بديلة أو وصفات عشبية، ما قد يعرضهم لمشاكل لا حصر لها ومضاعفات خطيرة وأضرار بالكلى والكبد، مؤكدا أن الأدوية المغشوشة تسبب العقم والقيء والإسهال المستمر.
ويناشد الدكتور محمود خيرى، أستاذ الصحة العامة بكلية الطب بمتابعة الصيدليات، ومعرفة منشأ الأدوية ومراجعة التواريخ الموجودة عليها وطرق التعبئة والحفظ، مؤكدا أن ضعاف النفوس وشركات الأدوية الوهمية التى يتم الترويج لها فى القنوات الفضائية يؤكدون كذبا أنها رقم ايداع فى وزارة الصحة وتعلن عن الشفاء التام من فيروس «سى» والقضاء على العقم والعجز الجنسى والسكر والسمنة وخلافه والاستعانة بأشخاص وهميين للتحدث عن تجربتهم مع هذه الأدوية المجهولة.
ويفسر الدكتور محفوظ جابر، أخصائى أمراض الجهاز الهضمى، انتشار ظاهرة الأدوية ببعض الصيدليات بالمكسب المالى الكبير على الرغم من عدم وجود مادة فعالة وينتج عنه أعراض جانبية خطيرة قد تؤدى إلى تسمم الدم والفشل الكلوى.
وتحكى منى محجوب، ربة منزل، أنها اشترت زجاجة دواء سخونة لطفلها من إحدى الصيدليات الشهيرة فى مدينة بنى سويف مدونا عليها تاريخ الإنتاج وانتهاء الصلاحية وعندما عبثت بورقة الصلاحية الملصوقة على الزجاجة اكتشفت وجود تاريخ إنتاج وصلاحية آخر وداخل الصيدلية ساوموها على إرجاع الزجاجة بهدوء نظير زجاجة دواء مجانية بديلة.
بسخرية قال الحاج مطاع عبدالحميد، بالمعاش: هى الصيدليات فيها أدوية، وإنها عبارة عن معروضات للشامبوهات وتحضيرات التجميل، الوقت الذى يشكو فيه الجميع من الغلاء والوباء.
وعن أغرب البدائل التى يلجأ لها المواطنون فى بنى سويف لتوفير الأدوية لمرضاهم هو اللجوء لصيدليات المساجد والكنائس كما يوضح الحاج عطا سلام، أنه مع الارتفاع القياسى فى أسعار الأدوية واختفاء معظمها من الصيدليات لجأ أهالى الأحياء إلى تكوين صيدليات خاصة فى المساجد والكنائس تعتمد على تبرعات الأهالى باعتبارها صدقة وتقربا لله وغالبا تكون من  بواقى الأدوية التى يستعملها المرضى ويتبرعون بها فور تماثلهم للشفاء وفى أغلب الأحيان يتم صرفها بالمجان للمرضى.
وتحذر الدكتورة رجاء رحيم، مدرس مساعد الصحة العامة، أكثر الحذر من هذه الظاهرة التى ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، موضحة أنه بمجرد فتح زجاجة الدواء أو عبوة الدواء وترى الضوء ويتسلل لها الهواء تقل فاعليتها بنسبة 30%، ما يجعلها غير مجدية بل و تتحول من دواء إلى سم بحفظها فى بيئة وجو غير مناسب فلا توجد ثلاجات لحفظ الدواء فى المساجد، بينما يتم حفظها فى أدراج أو على الأرض، ما يفقدها قيمتها الطبية تماما.
أما الشيخ أ.م.ح، إمام وخطيب مسجد ببنى سويف فى يؤكد أن إقامة صيدلية صغيرة  فى المسجد تحت إشراف 5 صيادلة من أهل الحى لتوفير الأدوية للمرضى البسطاء والفقراء تجربة ناجحة بكل المقاييس ونتلقى تبرعات من شركات أدوية وأشخاص ولا نقبل أى عبوة دواء مفتوحة أو غير مدون عليها تاريخ الصلاحية كما إننا نشترى أنواعا معينة من الأدوية بأموال التبرعات والصدقات خاصة ألبان الأطفال ولا يتم صرف أى زجاجة دواء أو روشتة إلا تحت إشراف صيدلى متطوع.
من جانب وداخل مبنى مديرية الصحة ببنى سويف ومبنى تفتيش الصيدلة لاذ الجميع بالصمت، مؤكدين ضرورة الحصول على موافقة كتابية من وزير الصحة للإدلاء بأى بتصريحات صحفية.