الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

متحف الفنون الجميلة بالقاهرة.. منارة الفن التشكيلى المصرى

متحف الفنون الجميلة بالقاهرة.. منارة الفن التشكيلى المصرى
متحف الفنون الجميلة بالقاهرة.. منارة الفن التشكيلى المصرى




كتب - أحمد سميح

بعد سنوات قلائل من احتفال كلية الفنون الجميلة بالقاهرة بعيدها المائة، احتفلت الكلية مؤخرا فى تاريخ ميلادها الـ108 بافتتاح متحف الكلية للفنون الجميلة ذلك الحلم الذى طالما داعب خيال أساتذة الفنون الجميلة وعمدائها، لتخرج روائع الفنون الجميلة التى كانت مخزنة داخل جدران المتحف القديم للكلية الذى كان أقرب للمخزن عنه كمتحف، ليتم تقديم تلك الأعمال بما تليق به وبما يليق بمتحف أقدم كليات الفنون الجميلة فى الوطن العربى على الإطلاق، والكلية العريقة مقدمة أساطين الحركة التشكيلية المصرية والتى كانت ولازالت ينبوعا مهما للحركة التشكيلية المصرية.
صاحب افتتاح المتحف صدور كتاب تذكارى ضخم كتب دراسته النقدية الفنان د.ياسر منجى وأعده وأخرجه فنيا الفنان د.أشرف رضا.
يعود الفضل فى إنشاء كلية الفنون الجميلة إلى الأمير يوسف كمال المحب للفنون الجميلة والمقتنى للكثير منها والذى أنشا «مدرسة الفنون الجميلة» فى عام 1908 واستحضر لها الأساتذة من فرنسا وخصص ربع دخل أرضه للصرف عليها والنهوض بها، فأوقف لها مساحة 127 فدانا من أرضه بصعيد مصر علاوة على عقارات أخرى وظلت مدرسة الفنون الجميلة تحت إشرافه الشخصي، وفى عام 1910م أصبحت تحت إشراف وزارة المعارف العمومية، وفى عام 1928م تحولت إلى مدرسة الفنون الجميلة العليا، ثم تحولت إلى الكلية الملكية للفنون الجميلة فى عام 1950م، ثم كلية الفنون الجميلة فى عام 1953م، وفى عام 1975م ضمت إلى جامعة حلوان باسم «كلية الفنون الجميلة».
يقام المتحف داخل فيلا رجل الاقتصاد المصرى الشهير عبود باشا الذى كان قد خصصه فى حينها لابنته «مونا»، وقد ظل هذا المبنى ملاصقا لمبانى كلية الفنون الجميلة بالزمالك إلى أن انتقل إلى تبعيتها على اثر حركات التأميم التى قام بها الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر والتى طالت ممتلكات عبود باشا، ليخصص فى بداية الأمر كمراسم وقاعات تعليمية لقسم الحفر - الجرافيك حاليا – قبل أن يتأثر المبنى نتيجة الزلزال العنيف الذى ضرب مصر فى عام 1992 ، وليتحول بعد ترميمه مؤخرا إلى متحف للفنون الجميلة.
يظهر فى مدخل المتحف بورتريه نفذه الفنان الرائد جمال السجينى للفنان الفرنسى بيبى مارتان والذى ترأس مدرسة الفنون الجميلة فى بداياتها، ويضم المعرض روائع رواد الحركة التشكيلية المصرية منذ رعيلها الأول وصولا إلى الرعيل الثانى والثالث بدأ بالفنانين المصورين راغب عياد وأحد صبرى والرسام والحفار والمصور الحسين فوزى أول رئيس مصرى لقسم الحفر بالكلية، وأعمال نحتية للفنانين أحمد عثمان و عبد القادر رزق و مصطفى متولى و أحمد أمين عاصم وعبد العزيز درويش علاوة على لوحات لرواد التصوير المصرى حسين بيكار و صلاح طاهر و حسنى البنانى وكامل مصطفى وحامد عويس وعبد الهادى الجزار وحامد ندا وحسن سليمان وصبرى راغب وضمت أعمال طباعية للفنانين الحسين فوزى وعبد الله جوهر ونحميا سعد وكمال أمين وأحمد ماهر رائف، تلا ذلك أعمال للفنانين من أجيال تالية مثل أعمال الفنان حسين الجبالى وحازم فتح الله وأحمد نوار وعوض الشيمى فى الحفر ولوحات الفنانين أحمد نبيل و زكريا الزينى وشعبان مشعل وصبرى منصور ومحمد رياض سعيد وحلمى التونى ومصطفى عبد المعطى ويحيى عبده فى التصوير وتماثيل للفنانين أحمد عبد الوهاب وفاروق إبراهيم ومحمد عبد المنعم الحيوان ومحمد العلاوى فى النحت وصولا إلى جيل الفنانين سيف الإسلام صقر واشرف عبد الفتاح وعصام عليوة واحمد رجب صقر والسيد قنديل وعبد العزيز الجندى وطاهر عبد العظيم واحمد هنو وانتهاء بجيل الشباب ياسر منجى وإيمان أسامة وهند الفلافلى ومحمد بنوى وسالى الزينى وأسماء النواوى، فى تتابع فنى يرسم خريطة للحركة الفنية داخل «الفنون الجميلة» وداخل الحركة التشكيلية المصرية.
د.صفية القبانى عميدة كلية الفنون الجميلة تحدثت عن المتحف قائلة: «يعود الفضل فى إنشاء المتحف إلى د.صلاح عبد الكريم الأب الروحى لكلية الفنون الجميلة وهو الذى قام بالبدء بجمع الأعمال الفنية من الزملاء الفنانين أساتذة الكلية وكانت هناك مبلغ ضئيل مخصص لاقتناء العمال الفنية لا تتعدى غالبا قيمة مرتب شهر للأستاذ الجامعى فى حينها، كانت تلك نواة تكوين المتحف بهذه المبالغ زهيدة، واستمر الأمر كذلك وبعدها لم يعد هناك ميزانية للمقتنيات وتحول الأمر إلى تبرعات، وكليات الفنون الجميلة والأكاديميات حول العالم تحتوى داخلها متاحف للفنون الجميلة والتى تعمل على عمل تواصل بين الطالب وأستاذه، والمجتمع المدنى ساعدنا على تأثيث وتجهيز الديكورات الداخلية والتى تكلف الكثير لأن هناك مسئولية اجتماعية للمجتمع المدنى، والمتحف يضم 300 عمل فنى ولازلنا حتى الآن نستقبل أعمالا فنية لضمها لمقتنياته، والكلية لازالت بحاجة لدعم المجتمع من أجل تطويرها خاصة وأننا نسعى لإعادة بناء منطقة مبنى قسم النحت ومبنى مرحلة الإعدادى على أحدث مستوى».
الفنان د.سيد قنديل العميد السابق للكلية تحدث بدوره عن إنشاء الكلية قائلا: «المتحف عمره من عمر كلية الفنون الجميلة، وبدأ تجميع أعماله بالتبرعات فى بدايته، ومبنى المتحف اشترته جامعة حلوان من ورثة عبود باشا وبالتالى أصبحت الجامعة والكلية تملكه وقمنا بتحويله إلى متحف ومقر للدراسات العليا، وقد رممته الجامعة بحوالى أربعة ملايين جنيه للحفاظ عليه من الهدد، وكل العمداء السابقين للكلية شاركوا فى إنشائه، وكان المعمارى د.محمد إلهامى هو أول من تقدم بفكرة مكتوبة كدراسة لتوظيف المبنى وتبناها الفنان د.يحيى عبده العميد الأسبق للكلية ثم د.مكاوى، وقمنا وقت عمادتى للكلية بالبدء فى ترميم المتحف وترميم اللوحات وكان من المفترض أن يتم افتتاح المتحف منذ عامين وأكملته د.صفية، وكلنا عملنا وكنا نعمل فى حب كلية الفنون الجميلة، من كلية الفنون الجميلة بدأت الحركة التشكيلية المصرية الحديثة، والمتحف تعليمى لطلبة الفنون أولا ، وسوف نعيد قريبا ترتيب سيناريو العرض للمتحف زمنيا، ومن الممكن إقامة سيناريو عرض متغير كما يحدث فى متاحف العالم، والكلية لازالت بحاجة لدعم المجتمع والشركات الكبرى من أجل التطوير خاصة وأننا نسعى لتطوير منطقة مبنى قسم النحت ومبنى مرحلة الإعدادى وهى على مساحة 1500م لإقامتها على عدة أدوار على أعلى مستوى».
د.أشرف رضا يقول: «المتحف يضم أكثر من 300 عمل موثق فى كتاب ويضم تنوعا كبيرا بين المدارس الفنية مابين تعبيرية وتأثيرية وتجريدية وغيرها على مدار أكثر من 100 عام والعرض مقام على طابقين، الأول يضم الرعيل الأول للكلية والدور العلوى يشغل ما بعدهم من أجيال بدء من الجيل الثالث والرابع وحتى الأجيال المعاصرة، وقد تم ترميم الأعمال الفنية بالتعاون مع إدارة الترميم التابعة لقطاع الفنون التشكيلية بالإضافة إلى أساتذة الكلية».