الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

شيخ الأزهر من باريس: العولمة أدت إلى تدمير هوية الشعوب

شيخ الأزهر من باريس: العولمة أدت إلى تدمير هوية الشعوب
شيخ الأزهر من باريس: العولمة أدت إلى تدمير هوية الشعوب




كتب - صبحى مجاهد

 

قام شيخ الأزهر الدكتور  احمد الطيب خلال زيارته للفاتيكان بإطلاق الملتقى الثانى للحوار بين حكماء الشرق والغرب بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث وجه خطابا عالميا للشعوب الأوروبية والمسلمين حول العالم، أكد خلاله أنه آن الأوان لننتقل من فقه الأقليات إلى فقه الاندماج والتعايش الإيجابى مع الآخرين، وأنه لا ينبغى أن تكون بعض القوانين الأوروبية التى تتعارض مع شريعة الإسلام حاجزا يؤدى إلى الانعزال السلبى والانسحاب من المجتمع.  
وشدد على أنه يجب أن تكون نظرتنا الجديدة للغرب موضوعية مبنية على مبدأ التأثير والتأثر، مؤكدا أنه لم  يعد أى من الشرق والغرب اليوم بمعزل عن الآخر فكلاهما يؤثر فى الآخر ويتأثر به، وأن  العولمة مثلت مرحلة جديدة على طريق الصراع العالمى ولابد من استبدالها بـ«العالمية».
ولفت إلى أن  العولمة أدت إلى تدمير هوية الشعوب وخصائصها التى خلقها الله عليها، وقال إن العالمية عبر عنها شيوخ الأزهر فى القرن الماضى بأنها الزمالة العالمية أو التعارف كحل لانقسام العالم وتكريس الثنائيات الحادة التى تنتهج الصراع وتشعل الحروب، لافتا إلى أن  عالمية الإسلام تنظر إلى العالم كله على أنه مجتمع واحد تتوزع فيه مسئولية الأمن والسلام على الجميع.
وأوضح أن  العدل والمساواة والإخوة بين البشر هى حدود كونية لله على هذه الأرض، وأن العالمية تفرض علينا أن نعيد نظرتنا فى فهمنا للغرب لتوظيف المشترك الإنسانى، مطالبا جميع صانعى القرار والمؤثرين فيه تحمل مسئولياتهم لصد الإرهاب العالمى، بالإضافة الى التصدى لمحاولات تهويد القدس.
وشدد على أن  حل القضية الفلسطينية يمثل مفتاح المشكلات الكبرى التى تعيق التقاء الشرق بالغرب وتباعد ما بين الشعوب وتؤجج صراع الحضارات.
 وأوضح أن العالمية التى نتطلع إليها كبديل عن «العولمة» لإنقاذ العالم من المآسى التى يتردى فيها شطره الشرقى الأوسط والأقصى – تفرض علينا نحن الشرقيين إعادة النظر فى فهمنا للغرب وتقييم حضارته، واكتشاف ما يسكن هذه الحضارة من قيـــم إنسانية مشتركة، لا يتفاضل فيها شرق ولا غرب، وكذلك توظيف المشترك الإنسانى فى علاقات دولية تقوم على التعاون وتجنب الحروب.  
كما وجه  شيخ الأزهر كلمة إلى الدعاة الأئمة وكل من يشارك فى خطابات المسلمين وإرشاداتهم هنا فى أوروبا قائلا: إنه قد آن الأوان لأن ننتقل من فقه الأقليـــات إلى فقـــــه الاندماج والتعايش الإيجابيين.