الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأسئلة المحرجة.. بين فضول «الطفل» وارتباك «الأم»

الأسئلة المحرجة.. بين فضول «الطفل» وارتباك «الأم»
الأسئلة المحرجة.. بين فضول «الطفل» وارتباك «الأم»




كتبت - مروة فتحى

يتمتع أى طفل بخيال خصب قد لا يعرف الآباء والأمهات حدوده ومداه إلا عندما تتملكهم الدهشة والمفاجأة ويقفون مذهولين وربما عاجزين أمام بعض أسئلة أطفالهم غير المتوقعة فيضطرون للكذب أو الإسهاب فى تفاصيل لا يعيها الطفل للهروب من الإجابة عن سؤاله.
وعن كيفية التعامل مع بعض أسئلة الاطفال الغريبة أو المحرجة تقول د.علوية عبد الباقى أستاذ طب نفسى الأطفال بمعهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس، إنه لا يجب التهرب من سؤال الطفل مهما كان غريبًا أو محرجًا، كما أنه لا يجب السخرية من سؤاله وتجاهله بل التعامل معه على إنه مهم وذات قيمة ذلك لأن الطفل حين لجأ للأبوين قد وضع ثقته فيهما وإذا ادرك الطفل حتى لو فيما بعد أن والده كان يستخف به أو يكذب عليه سيكون لذلك تأثير سلبى عليه.
 وتشير إلى أن وقوف الأب أو الام عاجزين أو مندهشين أو مضطربين أمام سؤال الطفل الغريب ليس جهلاً بالإجابة ولكن جهلاً بالأسلوب الأنسب والمقدار المطلوب إخباره للطفل عند الإجابة عن السؤال، وتحتاج الإجابة السليمة فى البداية الفهم الكامل لخصائص المرحلة العمرية التى يمر بها الطفل ويمكن تقسيمها لثلاث مراحل الأولى هى المهد منذ الميلاد حتى نهاية العام الثانى وهى مرحلة حسية حركية يرتبط فيها الطفل بإشباع رغباته وتزداد ثروته اللغوية فى نهاية العام الثانى ومن هنا تبدأ أسئلته التى تكمن جميعها فى استكشاف الأشياء والتعرف على العالم المحيط ويجب أن تتسم الإجابة بالسرعة والوضوح، أما المرحلة الثانية من ثلاث لست سنوات وهى مرحلة يعى فيها الطفل للعلاقات من حوله فيسأل اسئلة مثل «أنا جيت منين»؟ وهنا يجب ان تتسم الإجابة بالبساطة والعمومية لأن التفاصيل والتعامل مع الطفل على أنه راشد عاقل بالسهاب لن يحقق نتائج إيجابية أما المرحلة الثالثة من 6 إلى 12 عاماً ينشغل فيها الطفل باكتساب المهارات وترتبط اسئلته بالمعرفة والدراسة والعلوم المختلفة.
 وتنوه د.علوية بضرورة فهم شخصية الطفل ودوافعه للسؤال وإشباع فضوله فى المعرفة ويجب معرفة أن الاسئلة تختلف طبقاً للمكونات المحيطة بالطفل لأن الطفل حصيلة ثقافة المحيطين به فالطفل فى القرية مصدر ثقافته الاهل والأصدقاء فتكثر اسئلته عن الخرافات والعفاريت أما طفل المدينة الذى يعيش وسط صخب التكنولوجيا الحديثة فيسأل عن مكونات تلك التكنولوجيا ويرغب فى إعادة تكوينها بنفسه وهنا يجب اتخاذ اسئلة الطفل وسيلة لتنمية مداركه، أما أبرز الاسئلة التى يسألها الاطفال بشكل عام فهى «لماذا لم أحضر زفافك يا أمى أنت وأبى» وهنا تكون الإجابة ببساطة لأنك كنت فى بطنى ولم يكن الطبيب قد أخرجك بعد، وسؤال أخر  هو «لماذا أنا ولد»؟ وتكون الإجابة ربنا خلق الناس بعضهم أولاد وبعضهم بنات ليحبوا بعضهم البعض، وسؤال ثالث «لماذا مات جدى؟ « والإجابة كل شخص يجب أن يموت ولكن لكل شخص موعدًا معينًا يموت فيه ليعيش فيه مع الله عز وجل وقد يتبع هذا السؤال آخر يقول «وماذا سأفعل إذا مت أنت يا أمى؟» والاجابة عليه هى والدك سيكون معك وإخوتك وسيعتنون بك حتى التقيك عند الله عز وجل مرة أخرى.