الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

منتدى «أستانا» الاقتصادى

منتدى «أستانا» الاقتصادى
منتدى «أستانا» الاقتصادى




أحمد عبده طرابيك  يكتب:

تستضيف أستانا عاصمة كازاخستان «منتدى أستانا الاقتصادى»، والذى عقد دورته التاسعة يومى 25، 26 مايو 2016، وقد تم تدشين المنتدى لأول مرة عام 2007 فى أعقاب الأزمة الاقتصادية العالمية، ويعقد المنتدى بصفة دورية كل عام منذ ذلك التاريخ على غرار منتدى دافوس، حيث حظى منتدى أستانا بشهرة واسعة نظرا لاهتمامه بموضوعات ومناطق جغرافية لها تأثير كبير على الاقتصاد العالمى، إلى جانب المشاركة الواسعة فى المنتدى من الشخصيات المهمة فى الاقتصاد والسياسة، والمنظمات الدولية الكبرى، إلى جانب الموضوعات المتنوعة والمهمة التى يناقشها، ولذلك فإنه يتم إرسال توصيات المؤتمر إلى مجموعة العشرين التى تهتم بدراستها ومناقشتها فى قمتهم.
يشارك فى المنتدى نحو 8500 شخص يمثلون مائة دولة، منهم شخصيات سياسية مهمة، وعدد من المنظمات الدولية والمؤسسات المالية العالمية الكبرى فى مقدمتها الأمم المتحدة، صندوق النقد الدولى، البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية، بنك التنمية الآسيوى، والبنك الإسلامى للتنمية، والعديد من الخبراء والشخصيات الحائزة على جائزة نوبل فى الاقتصاد ورؤساء الشركات الكبرى، حيث يعقد المنتدى هذا العام تحت عنوان «الواقع الاقتصادى والابتكار وتنويع اقتصاد المعرفة فى النظام العالمى الجديد»، ويندرج تحت هذا العنوان 10 موضوعات فرعية يناقشها المنتدى منها: تحديات الأزمة الاقتصادية العالمية، والاحتباس الحرارى وتأثيره على أزمة النمو الاقتصادى، والطاقة المتجددة، والتوجهات العالمية نحو التقنية الحديثة والابتكارات، والاقتصاد الأخضر، والسياسة المالية والنقدية، وتطوير السياحة، وجذب الاستثمارات، وغيرها.
يتُبع المنتدى تقليدا منذ تدشينه باختيار شخصية مؤثرة فى عالم المال والاقتصاد لتكون شخصية محورية ومتحدث رئيسى فى المنتدى كل عام، وكانت مديرة صندوق النقد الدولى كريستين لا جارد، هى شخصية المنتدى لهذا العام، وقد انعكست مشاركتها على مناقشات المنتدى، باعتبارها أكثر الشخصيات نفوذا فى العالم حسب تصنيف مجلة تايم، حيث ينعقد المنتدى هذا العام وكازاخستان تحتفل بمرور 25 عاما على استقلالها عن الاتحاد السوفيتى عام 1991، وهو ما أثارته مديرة صندوق النقد الدولى عندما شاهدت مدى التطور فى مختلف المجلات الذى وصلت إليه كازاخستان خلال تلك الفترة التى تعتبر قصيرة نسبيا فى عمر الدول والشعوب.
 أشارت كريستين لاجارد بما حققته كازاخستان من تطور، وخطط نحو مستقبل البلاد لتكون ضمن أفضل 30 اقتصادا عالميا بحلول عام 2050، وهى الاستراتيجية المعروفة بهذا الاسم، والتى تنقسم إلى خطط خمسية وعشرية حتى يتحقق الهدف الأسمى عام 2050، وكذلك الخطوات المائة التى وضعها رئيس كازاخستان نور سلطان نزاربايف والتى تشمل كل جوانب الإصلاح فى البلاد ضمن خمسة محاور أساسية تشمل التصنيع والنمو الاقتصادى، سيادة القانون، تشكيل جهاز الدولة على أساس عصرى، الدولة الشفافة التى تخضع للرقابة، التنمية الاجتماعية، وكان ذلك بمثابة شهادة من أكبر مؤسسة مالية عالمية لما حققته كازاخستان فى سبيل بناء الدولة الحديثة.
استطاعت أستانا التى لم يتجاوز عمرها عشرون عاما، حيث تعتبر أحدث عاصمة فى العالم، والتى تم تشييدها واعتمادها عاصمة رسمية لكازاخستان عام 1997، استطاعت تلك العاصمة الشابة أن تضع لها مكانة بين عواصم العالم الكبرى بفضل ما تنظمه وتستضيفه من فعاليات عالمية كبرى مثل «مؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية»، الذى يعقد دوريا كل ثلاث سنوات، ومنتدى الإعلام الأوروآسيوى الذى يعقد كل عام، ومنتدى أستانا الاقتصادى السنوى، كما تم اختيار أستانا عام 2012 لتنال شرف تنظيم معرض «إكسبو 2017» الذى يعتبر ثالث أكبر حدث عالمى بعد دورة الألعاب الأوليمبية، وكأس العالم لكرة القدم، حيث يعقد المعرض العام القادم فى أستانا تحت عنوان «طاقة المستقبل».
تعتبر سياسة أو سياحة المنتديات والمؤتمرات من أهم الوسائل وأسرع الطرق للانفتاح على العالم الخارجى، ولفت أنظار المجتمع الدولى إلى الطاقات المادية والبشرية وقدرات البلاد بما تملكه من ثروات وعوامل تاريخية ومناخية وحضارية، الأمر الذى يشكل أهم دعاية عالمية لجذب الاستثمارات ورجال المال والاقتصاد والسياح إلى البلاد، من خلال ما تصنعه لنفسها من مكانة على خريطة العالم الاقتصادية والسياحية.