الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شركة حكومية لإدارة الهرم ياريس

شركة حكومية لإدارة الهرم ياريس
شركة حكومية لإدارة الهرم ياريس




عيسى جاد الكريم يكتب:

هل جرب المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء زيارة منطقة الأهرامات بالجيزة ليرى حالة البؤس والتردى التى وصلت إليها المنطقة والبطالة التى يعانى منها أهلها وشبابها بعد أن ضربتهم سنين السياحة العجاف فقضت على مدخراتهم، هل استطلعوا رأى السياح والزائرين فى استمارات استبيان ليعرفوا العيوب ليعالجوها والإيجابيات ليدعموها؟!
ثلاثة أهرامات فى قلب محافظة الجيزة هى أجمل وأروع وأعظم آثار العالم، ليس لها مثيل، كفيلة وحدها لو وجدوا فى أى بقعة من بقاع الأرض أن يغيروا حياة البشر الذين يتواجدون بالقرب منها، يغيرون حياتهم الاقتصادية والاجتماعية، بل كفيلين بأن يغيروا اقتصاد دولة وليس محافظة مثل محافظة الجيزة التى للأسف الشديد لا تولى الأهرامات الاهتمام المطلوب بها.
ولأن الانطباعات الأولى تدوم، فإن الزائر لمنطقة الأهرامات أول شىء يقابله وهو على بوابات منطقة الأهرامات الأثرية هم أصحاب الخيول من أبناء منطقة نزلة السمان، إذا كان حظك العثر قادك للذهاب إلى منطقة الأهرامات فإنك حتما قابلت أولئك المساومين الذين يجذبونك غصبا لتركب خيولهم وجمالهم.
وإذا كانت لديك النية لركوب الخيول والجمال فطريقة التعامل وأسلوب العرض ينفرك من الأمر برمته ويجعلك تتشكك خوفا من ارتفاع السعر أو أنك تتعرض لعملية نصب، لأن هؤلاء الصبية الذين يؤجرون الخيول يتعاملون مع زائر الهرم كأنه ضحية يجب استنزافه ماديا.
وإن لم يكن لديك إصرار ملح على زيارة الأهرامات، فإنك حتما ستولى هاربا لا تريد الزيارة وربما تلوم نفسك عشرات المرات أنك فكرت أن تقف ذلك الموقف وسط المساومين والخيالة من مؤجرى الخيل والعربات.
قد يكون الشباب الذين يقومون بتأجير الخيول لهم عذرهم وسط شح السياح وعدم وجود نظام يكفل لجميع العاملين فى مجال تأجير الخيول والعربات الحنطور توزيعًا عادلاً للزبائن وبالتالى توزيعاً عادلاً للدخول على كل الشباب الذين يريدون فقط ضمان عائد ثابت يضمن لهم حياة كريمة.
ولذلك فإن الحكومة عليها واجب، أولا نحو هؤلاء الشباب الذين يعملون فى مجال تأجير الخيول التى تعتبر مصدر رزقهم الوحيد، ونحو أصحاب الخيول وملاكها بل نحو جميع سكان منطقة نزلة السمان التى تقع الأهرامات فى نطاقها، لكى ينعموا بالرزق الحلال من أثار بلادهم، وواجب نحو الشعب المصرى الذى من حقه أن يفتخر بأن الأهرامات موجودة فى مصر ومن حق الجميع أن يزورها، وواجب نحو السائحين من مختلف أنحاء العالم الذين من حقهم أن يستمتعوا بالحضارة الإنسانية بشكل راق ودون مضايقات .ولا سبيل لذلك إلا إصلاح منظومة الزيارة بما فيها العاملين فى مجال الخيالة ولذلك يجب ان تقوم الدولة بإنشاء شركة حكومية تقوم بإدارة المنطقة يتم بها توظيف جميع العاملين فى مجال تأجير الخيول، وذلك بعد أن يتم عمل إحصاء للعاملين واستبيان حالة لهم وعن المبالغ الشهرية التى يتوقعونها كأجر شهري.
حتى لو كان كل عامل سيطلب عشرة آلاف شهريا فإنه سيكون أجرًا بسيطًا مقارنة بالعوائد المتوقعة وسنضمن رقابة افضل على سلوك العاملين الذين سيحصلون على مميزات وظيفية وتأمين صحى مقابل ان يكون لهم ملف بادارة الشركة به جميع المعلومات عنهم بما فيها صحيفة الحالة الجنائية وتحليل للمخدرات بعد العمل لضمان سلوكهم القويم فى التعامل مع السياح وعدم وجود حالات تحرش أو إيذاء للزوار والسائحين مع التزامهم بزى مميز ووضعهم لبادج خاص باسمائهم بما يضمن لاى سائح حقه فى شكوى الموظف المخالف ملاك الخيول. أما أن يبيعوا خيولهم للحكومة أو أن يشاركوا بخيولهم كجزء من أسهم الشركة الحكومية التى سيتم إقامتها، والشركة ستقوم بإعطاء راتب شهرى لجميع العاملين فى المهنة والذين سيكونون موظفين بالشركة خاضعين لاشرافها وللوائحها ونظامها؛ هؤلاء الموظفون سيتم تدريبهم على كيفية التعامل مع السائح وفق أفضل أساليب البروتوكول والضيافة.
الشباب بدورهم سيلتزمون لأنهم سيضمنون راتبا شهريا ولن يخافوا من زيادة أو نقص السائحين لأنهم سيحصلون على رواتب شبه ثابتة مع أرباح سنوية فى حال زيادة عدد السائحين مما يقلل الأعباء النفسية عليهم، الشركة بدورها ستقوم بتجهيز اسطبلات للخيول والجمال بأحدث طرق تحت إشراف طبى جيد بما يقضى على العشوائية المتواجدة الآن وعلى الوضع المتردى لحال الخيول التى تظهر ضلوعها من الفقر والجوع وعدم العناية مما ينفر السائحين.
الشركة بدورها ستحدد أسعارا لتذكرة ركوب الخيول وعربات الحنطور معروفة مسبقا للسائحين سواء المصريين أو الأجانب مما يتيح لشركات السياحة أن تضع ضمن برنامجها فقرة ركوب الخيول، تنفيذ المشروع يجب أن يتم اليوم وليس غدا سواء من خلال الشركة القابضة للسياحة والسينما التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام والتى لديها الامكانيات المادية وعامل الثقة بوصفها شركة وطنية المشروع يحتاج للثقة؛ ولذلك أدعو الرئيس السيسى ان يطلقه ليتم تنفيذ المشروع خاصة أن افتتاح المتحف الكبير لم يتبق عليه إلا شهور مع توقعات بزيادة عدد السائحين والمترددين على منطقة الأهرامات والمتحف الكبير.