الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«رمضان» فى الإسماعيلية «شكل تانى»

«رمضان» فى الإسماعيلية «شكل تانى»
«رمضان» فى الإسماعيلية «شكل تانى»




الإسماعيلية - شهيرة ونيس

 
اشتهرت محافظة الإسماعيلية، بعاداتها وتقاليدها الخاصة لاستقبال شهر رمضان المبارك، لاسيما فى وقتى الإفطار والسحور، حيث يتسابق المواطنون فى غلق الطرق الرئيسية أمام المارة والسيارات قبيل أذان المغرب، لإفطار أكبر عدد من الصائمين، استناداً لقول رسولنا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن ثواب إفطار الصائم، وأيضا الأمر لا يختلف كثيرا وقت السحور، الذى يشهد زحاماً شديداً من قبل المواطنين على محال بيع الفول والألبان، خاصة أن الفول يعتبر الوجبة الرئيسية على مائدة السحور فى الإسماعيلية، إلى جانب تناول الزبادى.. علاوة على أن شوارع الإسماعيلية تشهد فى أوقات ما قبل الإفطار هدوءاً غير مسبوق، فى ظل حالة الإرهاق التى تصيب الصائمين، خاصة فى ظل الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة، بينما تشهد الساعات الأخيرة قبل الإفطار، حالة من الارتباك الشديد فى الحركة المرورية، لتسابق المواطنين للحاق بموعد الإفطار فى منازلهم، وعلى العكس تماماً فتشهد شوارع الإسماعيلية بأكملها، حالة من الصمت الرهيب عقب أذان المغرب، لانشغال الصائمين بتناول وجبة الإفطار.
فى المقابل، تشهد أحياء وقرى الإسماعيلية، عقب الإفطار حالة من السعادة الشديدة، فى ظل حرص الأطفال على اللعب بالشوارع مستخدمين فوانيس رمضان، بالإضافة إلى الأنوار التى تنتشر بأنحاء المحافظة على المنازل والمساجد، وذلك فى إطار تعظيمهم للشهر المبارك وتمييزهم له على سبيل الفرحة العارمة.
أيضا ينتشر فى أسواق الإسماعيلية فوانيس رمضان الصينية بأشكالها وأحجامها المختلفة رغم قرار الحكومة بمنع استيرادها والاعتماد على المنتج المحلى، بل ويعتبر شهر رمضان حالة فريدة فى الإسماعيلية، حيث يقسم غالبية المواطنين اليوم فى الشهر الكريم إلى يومين، الأول: قبل الإفطار، والثاني: عقب أذان المغرب، وهو ما يشعرهم بالسعادة.
ويقول فوزى جاد، أحد التجار والمتخصص فى بيع الفوانيس بالجملة: إن المستوردين قاموا باستيراد دفعة كبيرة من الصين وذلك لطرحها فى الأسواق مبكرا، ما أثر بالسلب على المنتج  المحلى وضربه فى مقتل، بل وعرض التجار والباعة إلى خسائر فادحة، فضلا عن أن شهر رمضان يعتبر موسم الكثير منهم لتحقيق الربح والحصول على مبلغ مادى يعينهم على مدار عدة أشهر من العام.
ويضيف جاد: إن أشكال الفوانيس هذا العام كثيرة ومن بينها أشكال لشخصيات الكرتون التى يعشقها الأطفال منها: «المفتش كرومبو ـ سبونش بوب ـ الدبابة ـ السيارات ـ الأسماك ـ جهاز التليفزيون ـ آلة الجيتار ـ القط توم  ـ الحيوانات المختلفة»، حيث إنها أبرز الاشكال المطروحة الآن، لكن ما زال الفانوس الصاج المزين بالزجاج الألوان أبو شمعة يتصدر المشهد.
ويلفت التاجر إلى أن فانوس القط توم يعتبر الأكثر ثمنا هذا العام، حيث يصل ثمنه إلى 85 جنيها مقارنة بباقى الأشكال المطروحة، بينما تبدأ أسعار الفوانيس الأخرى من 45 حتى 85 جنيها ليتربع فوق عرش سوق الفوانيس بوجه عام فى «باريس الصغرى».
أما محمود بكر، أحد التجار المتضررون، يقول: إن الفانوس الأرابيسك المصنوع محليا هو الأكثر مبيعا والأعلى ثمنا، وهو عبارة عن خشب الأرابيسك محفور عليه آيات قرآنية، وعبارة رمضان كريم، وهو شغل يدوى وأقل ثمنا من الفوانيس الأخرى المصنوعة من الزجاج، علاوة على أن عليه إقبالا شديدا من المواطنين، وبداخله لمبة موصلة بسلك كهربائى يمكن أن توضع فى كبس الكهرباء وتبدأ أسعاره من 35 إلى 50 جنيها، ومنه ما يصنع للتعليق فى ميدالية بسعر 5 جنيهات.
وتلفت منى العرقى، ربة منزل، إلى أنها لم تعرف خلال الأعوام الماضية عن الماكينة الحديثة التى تصنع «الكنافة» و«القطايف» اللذان يشتهر بهما شهر رمضان، مضيفة: «كم كانت سعادتى وأنا أمام صانع الكنافة والقطايف اليدوى، حيث كنت أحرص دائما قبل شهر رمضان على السير فى شوارع وأحياء المحافظة الحيوية والشعبية لأرى بناء الأفران قبل تشغيلها فى الشهر الفضيل، خاصة أنه كانت تنتابنى سعادة غامرة لا تساويها شيئا»، منوهة إلى أنه فى العام الماضى وحتى الآن لم تر مثلما اعتادت عليه، وأصبحت صناعة الكنافة والقطايف اليدوى شبه معدومة دون معرفة السر وراء عزوف الجميع.