الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«ترى البحر» نافذة ثقافية من قلب الإسكندرية

«ترى البحر» نافذة ثقافية من قلب الإسكندرية
«ترى البحر» نافذة ثقافية من قلب الإسكندرية




كتب - إسلام أنور

مدنية الإسكندرية واحدة من أكثر من المدن المصرية التى شهدت تغيرات متسارعة ومخيفة فى السنوات الماضية من تعدى على تراثها وتاريخها وهدى لمبانيها الأثرية وصولًا لتهالك شبكة الصرف وسقوط العديد من المبانى، هذه الكوارث ما هى مرآة لما حدث للإسكندرية من تهميش وإهمال على المستوى الرسمى على مدار قرون ماضية، فالمدينة التى كانت عاصمة لمصر ومينائها الرئيسى وأكثر مدنها تنوعًا ثقافى وعرقي، لم تعد كذلك، بل تحولت لمدينة متوحشة تلتهم فيها الكتل الأسمنتية كل شىء.
هذه الصورة المخيفة عن الإسكندرية التى يعرفها معظم الناس، يقابلها صورة مغايرة يحاول العديد من المبدعين السكندريين وغير السكندريين صناعتها عن إسكندرية الحاضر، منقبين عن جمال هذه المدينة القادر عل المقاومة والاستمرارية من جديد رغم كل هذا الركام.
مجلة «ترى البحر» الثقافية واحدة من المحاولات لخلق سردية جديدة عن الإسكندرية، تكتشف روح المدينة المعاصرة وتعيد قراءة تاريخها من جديد، المجلة التى صدر العدد الأول منها منذ عدة أيام هى مطبوعة غير دورية معنية بمتابعة الممارسات والفاعليات الثقافية والفنية فى مدينة الإسكندرية وكذلك رصد التغيرات العمرانية وأنماط الحياة فى هذه المدينة الكبيرة.
يضم العدد مجموعة من الكتابات والتغطيات والمراجعات والترجمات تغطية لمعرضى الكتاب اللذين أقيما خلال شهرى مارس وأبريل الماضيين بالإسكندرية.
وفى حديثها لجريدة روزاليوسف قالت الكاتبة أميمة عبدالشافى المحررة بالمجلة « تشغلنا الإسكندرية التى نعرفها كما تعودنا على صورتها فى كتب الجغرافيا وكروت البوستال وكل ما وقعت عليه عيوننا من كتابات وأفلام وغيرها..، شريط طويل يمتد بامتداد الساحل المتوسطي، وتتلاقى أطرافها مع البحر فى كل بقعة، لكن هذه الإسكندرية - التى مازال الكثيرون يروجون لها كما ألفوها - هكذا، مدينة سياحية ليست الإسكندرية التى نعيشها، والتى أصبحت - بدون مبالغات مجازية - مدينة لا «ترى البحر»!
وتضيف أميمة «من هذا التناقض الحاد بين ما نعيشه وما نقرأه عن المدينة الساحلية العريقة، عن واقع الفن والممارسات الثقافية بها، عن العمارة التراثية والحياتية بها، عن التحولات اللازمة بحكم مرور الوقت، والتحولات المجرمة بدافع الطمع ونكران القيمة، عن الانتفاخات الجنوبية التى تشكل أكبر الأحياء إعمارا، ولا نعرف منها سوى «حى محرم بك» لشهرته أيضا، ونغفل «صحراء فيكتوريا» وما تلاها من «سيدى بشر» و»العصافرة قبلى» ثم الذراع الطويل المسمى بحى «العجمي» والذى يعيش فى اليوم ذاته حياة المصطاف وأبناء المدينة التى لا تتذكر البحر، هذه الأحياء التى نشأت برغبة حقيقية فى التوطن بعيدا عن البحر».
وتكمل: «عن كل ما نعيشه يوميا، تأتى تجربة «ترى البحر» كموقع ومجلة مهتمة بالممارسات الثقافية والفنية، والحياة اليومية والعمران بالمدينة لتطلق صوتا واقعيا معاشا لهذه الصورة التى ملـَّت - ربما - من البقاء صامتة، «ترى البحر» هى تجربة سكندرية تطمح إلى خلق صورة جديدة وحقيقية للإسكندرية من خلال كتابات وفوتوغرافيا وفيديو معنيين بواقع المدينة، وطامحين لإعادة رسم صورتها المعاصرة، وتسعى «ترى البحر» لرسم صورة معاصرة لواقع المدينة، عبر تقديم رؤى متنوعة للفاعليات الفنية والثقافية والحياة اليومية فى الإسكندرية».