الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

هناء مصطفى: أدافع عن المرأة الشرقية عموما والصعيدية بشكل خاص

هناء مصطفى: أدافع عن المرأة الشرقية عموما والصعيدية بشكل خاص
هناء مصطفى: أدافع عن المرأة الشرقية عموما والصعيدية بشكل خاص




حوار- خالد بيومى

نفسى ولكنه عن المرأة الشرقية بشكل عام وفى مجتمع الصعيد بشكل خاص.
وأنا أرى أن العلاقة بين الرجل والمرأة فى مجتمعاتنا غير سوية لأن الواقع غير سليم وغير سوي، فهناك ضغوط اجتماعية على الرجل والمرأة تجعل كل منهما يتصرف بطريقة غير إنسانية، والعلاقات بين أفراد المجتمع مريضة، تخضع لصراعات وتقلبات وتنازع مصالح، وهذا بشكل أو بآخر ينعكس على العلاقة بين الرجل والمرأة.


■ متى وكيف بدأت علاقتك مع الشعر؟
- بدأت علاقتى مع الشعر فى المرحلة الثانوية وقتها كنت أعشق حصص النصوص والبلاغة وكنت استخرج الصور البلاغية بإحساسى بها، وفى الجامعة درست الأدب الإنجليزى برواياته وشعره مع استمرارى فى قراءة الروايات والشعر العربى فأصبحت لدى ثروة لغوية وأساليب جمالية أما علاقتى ككاتبة للشعر فقد بدأت منذ سنوات قليلة عندما أصبح لدى مخزون من الأحاسيس والمشاعر حاولت أن أعبر عنها فاستنفرت ما لدى من مخزون لغوى وبلاغى وكانت البداية.
■ لماذا اخترت كتابة الشعر ونحن فى زمن الرواية؟
- الشعر اعتراف، ولكنه ليس اعترافاً مباشراً مثل الاعتراف أمام القضاة، ولكنه اعتراف بمعنى مكثف، لأن تجربة الشاعر متعددة الجوانب، ولدى كل شاعر ما نسميه بمخزن هذا المخزن هو ما نسميه: ذكرياته، قراءاته، وأفكاره، وهذا المخزون غير مرتب.
عندما قررت أن أخرج ما بداخلى من أفكار ومشاعر لم أفكر فى أى زمن نحن وهل هذا زمن الشعر أم الرواية كل ما فكرت فيه هو التعبير عن أفكارى وأحلامى ومشاعرى بتلقائية, وبطبيعتى أحب أن تصل فكرتى للقارئ أو المحاور فى أبسط صورة وبأقل الكلمات حتى لا يتوه أو يشعر بالملل ومع ذلك فكرة الرواية موجودة وخلال الفترة القادمة سأبلورها وأصوغها وسأنشرها بمجرد الانتهاء منها.
■ ما التجربة الإبداعية التى يطرحها ديوانك الأول «امرأة الصمت»؟
- الديوان يحكى عن تجربة حسية وانفعالية من نوع مختلف، ويطلق العنان للغة والحواس للدخول فى منطقة جديدة تماما، هو يعكس تجربة الإقامة فى الحد الشفاف جدا بين المتضادات: الحب والكراهية، الضعف والقسوة، الحياة والموت، اللذة والألم، تقريباً تختفى هذه المنطقة تماماً، لتقترب المتضادات للحد الذى تصبح فيه مرادفاً لبعضها، من هذه المنطقة كتبت قصائد الديوان.
■ تكتبين قصيدة النثر التى ما زال الجدل دائراً حول مشروعيتها.. برأيك هل استقرت دعائمها فى الحياة الثقافية؟
- إن أهم ما يميز قصيدة النثر هو أنها بلا قواعد، ولا آليات قابلة للتطبيق، وتختلف فى ذلك عن القصيدة الكلاسيكية، التى تتطلب حفظ وممارسة قواعد لغوية وفنية معينة، وقصيدة النثر متحررة من كل ذلك، من الموسيقى، اللغة، والوصف، والصورة التقليدية أجدها أعمق، وأقرب للإنسان من أى شكل فنى آخر، لأنها تلامس روح الأشياء، بشكل رمزي، يمكن تأويله بأشكال عدة، هى قصيدة مفتوحة على قراءات كثيرة، ومن هنا صعوبتها، اللغة فيها أداة وليست غاية فى حد ذاتها، تشف حتى تكاد تختفي، ولو قدرنا أن نكتبها بدون لغة لفعلنا.
■ الطفولة لها حضور قوى فى قصائدك ما تأثيرها على تجربتك؟
- الطفولة بشكل عام تعنى البراءة والفطرة السليمة ومن هذا المنطلق لها أكبر الأثر ليس فقط على تجربتى ولكن أيضا على تكوينى الشخصى والفكرى فقد كانت البداية أو اللبنة الأولى التى قام عليها تكوينى الشخصى والفكري، فقد كانت لدى والدى رحمه الله مكتبة مليئة بكل أنواع الكتب وفى شتى المجالات فكنت دائما أستبق سنى فى نوعية ما أقرأه من مجلات وكتب لأنى كنت أحصل عليها من مكتبة والدى الذى شجعنى على هذا وكان يناقشنى فى كل ما أقرأه فأضفى ثقافته وفكره على شخصيتى وتكوينى وبالتالى على تجربتى.
 ■ ما رأيك فى أداء النخبة فى الشارع المصري؟
- بعد سنوات طويلة من الكبت والقهر، لم يكن منطقياً أن يكون الأداء أفضل، خاصة أن هذه النخبة لا تملك الأدوات، والأمر ليس عيب النخبة لأنها ضعيفة ولا تملك من أمرها شيئاً.
 ■ هل تشحنك الرومانسية إلى حد تحدى سلطة الذكر؟ أم أن الشعر عندك أداة تدافعين بها عن نفسك ضد أى سلطة؟
- أشكرك لأنك استخدمت لفظة (الذكر) لأن الفرق كبير بين الذكر والرجل، لا تشحننى الرومانسية بقدر ما تشحننى تجارب شاهدتها وتعايشت معها، وربما تواجدى فى مجتمع الصعيد جعلنى أرى الكثير من نماذج قهر وتسلط الرجل على المرأة كأب أو أخ أو زوج وفى كل الحالات يسلبها ابسط حقوقها الشرعية التى منحها لها الله عز وجل، تحت ذريعة المجتمع والعادات والتقاليد لذلك فدفاعى ليس عن نفسى ولكنه عن المرأة الشرقية بشكل عام وفى مجتمع الصعيد بشكل خاص.
وأنا أرى أن العلاقة بين الرجل والمرأة فى مجتمعاتنا غير سوية لأن الواقع غير سليم وغير سوي، فهناك ضغوط اجتماعية على الرجل والمرأة تجعل كل منهما يتصرف بطريقة غير إنسانية، والعلاقات بين أفراد المجتمع مريضة، تخضع لصراعات وتقلبات وتنازع مصالح، وهذا بشكل أو بآخر ينعكس على العلاقة بين الرجل والمرأة.
■ ما أهمية القراءة فى أيامنا هذه وفى عصر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعى؟
- أعتقد أن دور القراءة مهم فى تنمية مفردات الأشخاص وتوسعة آفاقهم، حيث إنه بالقراءة تزداد معرفة الإنسان بالعالم وبكل ما يدور حوله وبالثقافات المختلفة، ويفترض أن تكون القراءات فى الكتب الورقية وليس الإلكترونية، وذلك حرصاً على تحصيل المعلومات الصحيحة، وأيضاً لتجنب الآثار السلبية الناتجة عن كثرة استخدام الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر، فالكتاب يوفر ملاذاً آمنا وهادئاً لتغذية الخيال وتوسيع الأفق، ويكمن أيضاً دور القراءة فى نقل خيال الشخص إلى مكان آخر، وتتجلى هذه الظاهرة بوضوح مع الأطفال حين يقرؤون، حيث تفتح القراءة باباً لخيال الطفل ليسرح فى عالم سحرى وعميق.
■ المرأة المصرية اليوم: هل هى مثقفة فضائيات وإنترنت أم مثقفة كتب؟
- أغلب ثقافة المرأة حاليا ثقافة إنترنت ولكن ليس المهم وسيلة الثقافة ولكن الأهم نوع الثقافة فبعض السيدات تنحصر ثقافتهن فى الأزياء والمطبخ، وأخريات يستفدن من الإنترنت فى قراءة الكتب الدينية أو العلمية أو الأدبية التى لا يمكن الحصول عليها من الأسواق، فالمهم فى النهاية أن نحصل على امرأة مثقفة.
■ هل هجرة الشعراء إلى الرواية «موضة جديدة»؟ أم واقع فرضته المتغيرات؟
- القارئ هو المحك ولو لم تثبت الرواية جدارتها فى محاكاة فكر القارئ وواقعه لن تستمر وأنا اعتقد أنها واقع فرضته المتغيرات ولكن ستثبت الأيام إذا كانت كذلك أم مجرد موضة.
■ يعيش العالم اليوم ثورات وتغييرات.. ما تأثيرها على الإبداع؟
- مؤكد تأثيرها سلبي، فالإبداع يعكس الواقع أو مرآة الواقع كما يقولون والمبدع يرسم صور خيالية يصف بها هذا الواقع فعندما يكون الواقع ثورات وخلافات ونجاحات وإخفاقات وقتلى وإرهاب فماذا ننتظر أن يعكس الإبداع.