السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لف ودوران




من واشنطن:

قرأت مقال الأستاذ جهاد الخازن في عدد جريدة الحياة يوم الأحد.. حيث استمتعت بالتفافاته المتنوعة لكي يسرب ما يريد أن يقوله بين أسطر قصة لا علاقة لها بالأخبار التي يرغب أصلاً في أن يعلنها.. أو الملاحظات التي يود أن يذكر بها بعض من يقرأون.. وبالتأكيد من يقصدهم ليسوا هم عموم القراء.

وليس لدي ما أسربه.. ولكنني فكرت لوهلة في أن استعين بالقالب الذي لجأ إليه الأستاذ جهاد.. أو علي الأقل فكرته.. حتي أبيع لك بضعة أخبار، لا أجد لها سياقا في التقارير التي أكتبها من العاصمة الأمريكية.

هكذا حاولت أن ألف وأدور حول فكرة عنوانها «شعرة معاوية» لكي أقارن لك بين نوعين من العلاقات الأمريكية في الشرق الأوسط.. علاقة واشنطن بالقاهرة.. وعلاقة واشنطن بدمشق.. ورتبت أن أقول لك إن مصر لم تقطع شعرة معاوية مع واشنطن حتي في أحلك ظروف عهد بوش.. ولذا فإنها لم تتعب حين قررت أن تدفع من جديد بهذه العلاقة في عهد أوباما.

ومن ثم كنت أريد أن ألف وأدور لكي أقول لك إن سوريا ليست لديها شعرة معاوية مع واشنطن.. ولذا هي تحلم بأن تمدها معها ولو اقتضي الأمر محاولة إحياء معاوية نفسه.. وبالتالي أكشف لك عن أن هناك كثيرا يجري بين دمشق وواشنطن.. وليس سرا أن أقول لك إن الأمريكيين قبلوا بإبعاد مساعد وزير الخارجية جيفري فيلتمان عن ملف الاتصالات مع سوريا.. ترضية لدمشق.. وأن يكون البديل هو جورج ميتشيل.. لأن فيلتمان له مواقف معروفة منذ كان سفيرًا في لبنان.. كلها كانت ضد تواجد سوريا العسكري في لبنان.

وعليه كنت سأعلن لك أن هناك مذكرة تفاهم حول الحدود السورية اللبنانية.. سوف توقع قريبًا بين دمشق وواشنطن.. وأن سوريا تأمل أن يكون الطرف الأمريكي الذي يوقع عليها هو ديفيد بتريوس قائد المنطقة المركزية لارتقاء مستواه.. وأن الأمريكيين يدركون ذلك.. ويلوحون لسوريا بجزرة بتريوس.. مقابل أثمان لن أعلنها الآن.

لكن الفكرة لم تعجبني. وعدلت عنها. وقلت إنه يمكنني أن أروي لك بعض مشاهداتي في فندق فورسيزونز حيث يقيم الرئيس مبارك والوفد المرافق له في واشنطن.. لكي أبيع لك خبرا مؤداه أن جهات مصرية رفيعة كانت تتابع عملية تسفير الصيادين المصريين الذين اختطفوا في الصومال.. بينما الجميع يركز علي الإعداد لملف التفاوض مع الولايات المتحدة والاستعداد لقمة اليوم بين مبارك وأوباما.

ولكنها أيضًا فكرة لم تعجبني.. حتي وإن كانت تصلح لأن أضمنها مشهد لقاء عابرا مع الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان الرئيس.. لكي أفلت وسط هذه الحكاية بتصويب معلومة كنت قد نشرتها خاطئة وقلت فيها إن لقاءً منفصلاً بين الرئيس مبارك ونائب الرئيس الأمريكي كان سيعقد يوم الاثنين في واشنطن.. والصحيح كما قال الدكتور زكريا هو إنهما سيلتقيان في اللقاء الجماعي الموسع بين الرئيسين بعد قمة اليوم.

وقلت لماذا لا أصف لك مبني السفارة المصرية في واشنطن.. وكيف إنه مبني رائع وعصري ومجهز جيدًا.. حتي أكشف لك أن عدد الأعضاء في السفارة دبلوماسيًا يبلغ 11 شخصا.. وأن الزيادة التي يحتاجها عمل معقد قد تكلف الدولة ما لا يقل عن 300 ألف دولار سنويا لو أرادت أن تضيف دبلوماسيين ضروريين للعمل في ملفات مختلفة.. وكنت سوف أصل إلي هذا المعني بعد أن أصف لك الصور الفوتوغرافية المهمة علي جدران السفارة التي تروي تاريخ العلاقات بين رؤساء مصر ورؤساء الولايات المتحدة.

وعدلت عن هذه أيضًا.. رغم أنها تصلح لأن أروي لك كيف نجح سفير مصر في واشنطن سامح شكري في أن يحدث تعديلاً في موقف منظمة مدنية يرأسها لي هاميلتون.. كانت تتخذ موقفا مضادًا لمصر.. بعد تنظيم لقاء فكري موسع.. مع حوالي 80 عضوا في المنظمة.. في السفارة.. وصولاً إلي دعوة لي هاميلتون نفسه ونائبه إلي لقاء مع الرئيس عقد بالأمس مع شخصيات أمريكية بارزة.

كل هذه الأساليب لم ترق لي.. وقلت لابد أن هناك طرقًا أخري لكي أقدم لك هذه الأخبار.. وأن علي أن أترك طريقة الأستاذ جهاد الخازن له.. فالتقليد قد يؤذي من يلجأ إليه.. وبهذه المناسبة السعيدة لن أقول لك ما الذي اكتشفت أن جهاد كان يسربه في مقاله.

www.abkamal.net

[email protected]