الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أسعار اللحوم تشوى جيوب الغلابة بـ«الفيوم»

أسعار اللحوم تشوى جيوب الغلابة بـ«الفيوم»
أسعار اللحوم تشوى جيوب الغلابة بـ«الفيوم»




الفيوم - حسين فتحى


مع اقتراب شهر رمضان وتكالب الناس على شراء اللحوم، وبحجة ارتفاع سعر الدولار، قام جزارو الفيوم برفع سعر كيلو اللحوم إلى 90 جنيها، حيث إن هذا الرقم المخيف جعل المواطنين يمرون فقط أمام محال الجزارة لرؤية الذبائح وكأنها قطع أثرية داخل المتاحف بالرغم من أن محافظة الفيوم واحدة من المحافظات التى تنتج اللحوم البتلو والضأن، إلا أن مواطنيها أصبحوا حائرين بين الجزارين ومنتجى اللحوم.
يقول الفنان مصطفى الشامى: إن وصول سعر كيلو اللحوم إلى 90 جنيها يهدد الفقراء ومتوسطى الدخل، حيث طال الغلاء أحد أهم أنواع البروتين الحيوانى، فضلا عن أن الجزارين استغلوا غياب الرقابة وتحرير السوق فى رفع أسعار اللحوم حسب مزاجهم، معللين ذلك بارتفاع سعر الدولار وكأن مصر ليس بها إنتاج لمستلزمات اللحوم، متسائلا: أين دور مصانع الأعلاف المنتشرة فى جميع محافظات مصر؟، خاصة أننا نزرع الكثير من الذرة الشامية والصيفية، وهناك بقايا القمح والأرز، وبذرة القطن، ناهيك عن أن مصر بها مساحات كبيرة منزرعة بالذرة الصفراء وهى محاصيل تجعل سعر سوق اللحوم مستقرة.
ويصف أحمد جمال الدين، مدير مدرسة، ارتفاع أسعار اللحوم بهذا الشكل فى محافظة زراعية كالفيوم بـ«المهزلة»، خاصة أنها تنتج الأبقار والجاموس، بالإضافة إلى الماعز، مشيرا إلى أن هناك جزارين بقرى بمراكز سنورس وطامية والفيوم يقومون بذبح الإناث، ما يتسبب فى تراجع إنتاج اللحوم، خاصة أنه يتم القضاء نهائيا على مصادر تناسل وتكاثر الجاموس والعجول.
أما سعدية عبدالفضيل، ربة منزل، فتقول: العام الماضى واجهت المحافظة جشع الجزارين بطرح لحوم القوات المسلحة بسعر 50 جنيها، وبالفعل نجحت التجربة لمدة أسابيع محدودة، لكن هذا العام ترك المسئولون بالمحافظة المواطنين فريسة سهلة للجزارين، الذين يبيعون ويشترون فى جسد الغلابة الذين قرروا مخاصمة اللحوم التى وصل سعرها إلى 90 جنيها بمدينة الفيوم، فضلا عن أن سعر كيلو الدجاج الأبيض سجل 25 جنيها، والزيادة الباقية فى الطريق، متسائلة: ماذا نفعل خاصة أن دخولنا محدودة والكثير منا معدوم الدخل؟، مطالبة الرئيس عبدالفتاح السيسى، ومحافظ الفيوم، بإعادة فرض التسعيرة الجبرية حتى يتمكن الغلابة الذين وقفوا بجواره من العيش وسط أباطرة الاستيراد.
ويرى مؤمن العمدة، مربى عجول، أن زيادة أسعار الاعلاف وراء قيام الجزارين برفع أسعار اللحوم، حيث إن الأعلاف يتم استيرادها بالعملة الصعبة من الخارج، خاصة أن سعر فول الصويا ارتفع من 430 جنيها إلى 505 جنيهات، والنخالة المصرية من 1600 جنيه للطن إلى 2000 جنيه، والذرة الصفراء من 1660 جنيها إلى 2750 جنيها للطن، مشددا على ضرورة قيام أجهزة الدولة بالتصدى لمافيا احتكار مستلزمات إنتاج اللحوم ومراقبة الجزارين.
بينما يدافع أحمد العيسوى، عن الجزارين، قائلا: «إحنا معذورين ودائما متهمين برفع أسعار اللحوم»، مشيرا إلى أن سعر كيلو اللحوم الحية وصل إلى 36 جنيها فى أسواق المواشى، وهذا السعر يتطلب بيع كيلو اللحوم بحوالى 85 جنيها، أما الجزارون الذين يعرضون اللحوم بسعر70 جنيها للكيلو فهى لحوم إناث يجرم القانون ذبحها وبيعها للمواطنين، مشيرا إلى أن الجزار ليس من مصلحته ارتفاع أسعار اللحوم، حيث إنه إذا كانت منخفضة سيتمكن من بيع كميات كبيرة. من جانبه يؤكد الدكتور نبيل محمد عبدالمعطى، مدير عام المجازر بالفيوم، أن الدولة فشلت منذ إلغاء مشروعات تسمين البتلو التى كانت منتشرة بجميع الوحدات المحلية القروية فى فترة السبعينيات والثمانينيات، وانتهت أوائل التسعينيات، عندما تم تحويل عنابر التسمين إلى حجرات للموظفين وحضانات للأطفال، منوها إلى أن الفيوم تحولت من محافظة منتجة للحوم إلى مستهلكة تستورد اللحوم من خارج المحافظة بفضل السياسات الحكومية الفاشلة.
ويضيف: إن الاعتماد على الاستيراد من الخارج لن يحل أزمة الغذاء، حيث إن استيراد اللحوم ومستلزمات إنتاجها ما هى إلا عبارة عن مسكنات وقتية، مطالبا بإعادة نظام تسمين البتلو وإنتاج الدواجن إلى الوحدات المحلية مرة أخرى حتى نتمكن من القضاء على أزمة البروتين الحيوانى وإعادة الحياة إلى القرى مرة أخرى.
أما الدكتور أسامة مخلوف، نقيب البيطريين بالفيوم، فيرى أن المحافظة تنتج أكثر من 2 مليون رأس ماشية وعجول بقرى، إلى جانب 600 ألف من الماعز والضأن سنويا، وهذا الكم ليس قليلا، لكن أغلبه يتم تصديره إلى سكان القاهرة والجيزة، خاصة أن لحوم الفيوم من النوع الممتاز والأكثر نكهة بين أنواع اللحوم التى تنتجها مصر، لافتا إلى أنه يصعب على أجهزة المحافظة منع خروج اللحوم الحية خارج الفيوم، علاوة على أنه فى حالة منع خروج اللحوم خارج المحافظة لن يزيد سعر كيلو البتلو على 60 جنيها.
من جهته قال المستشار وائل مكرم، محافظ الفيوم: إنه طلب من جهاز الخدمة الوطنية للقوات المسلحة مد الفيوم بكميات كبيرة من اللحوم قبل شهر رمضان لمواجهة ظاهرة ارتفاع أسعار اللحوم، خاصة أن هناك بعض المنافذ الخاصة بالقوات المسلحة تعرض اللحوم الحية بسعر 50 جنيها للكيلو، منوها إلى أن الجزارين ومنتجى اللحوم يتعللون بزيادة أسعار اللحوم بسبب ارتفاع سعر الدولار وارتفاع مستلزمات الإنتاج الحيوانى.
جدير بالذكر أنه فى فترة السبعينيات كانت اللحوم تباع بسعر 70 قرشا للكيلو، ثم قفزت أسعارها فى عهد الرئيس السادات، مما دفع رئيس الجمهورية فى ذلك الوقت لمنع أكل اللحوم لمدة شهر، وفى عهد الرئيس مبارك قفزت أيضا أسعار اللحوم وسجلت 40 جنيها حتى وصلت قبل ثورة يناير 2011 إلى 50 جنيها، بينما الآن حطمت الرقم القياسى ووصل سعر الكيلو 90 جنيها قبيل شهر رمضان فى عام 2016، وهو ما دفع أهالى الفيوم إلى مطالبة الرئيس عبدالفتاح السيسى بالتدخل لوقف مهزلة ارتفاع الأسعار.