السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الفن الفرعونى والتراث النوبى يحصدان الجوائز العالمية لمصر




ثلاثة فنانين تشكيليين مصريين، حملوا على أكتافهم اسم مصر، ليشاركوا فى بينالى الصين وبينالى الإكوادور، قدموا أعمالاً عن الفن الفرعونى والنوبي، فعادوا بالجوائز الاولى والمتميزة للبيناليين، ليهدوها إلى مصر.
 

 
المصور الفوتوغرافى أيمن لطفى، حصل على جائزة «بين هول» فى التصوير الفوتوغرافى فى بينالى الصين 2012، وهى جائزة خاصة بأقوى الأعمال التصويرية فى الإضاءة، قال: ليس لدينا أغلى من مصر، ولا يستطيع أحد أن يمحو حضاراتنا، وسنحارب كل من يتطاول على الفن والحضارة بالفن الراقى.
 
وعن مشاركته قال لطفى، الذى يعتبره الوسط الفنى فنان الجوائز العالمية، والذى حصل على الجائزة الأولى من بينالى الصين عدة مرات سابقة: هذه الدورة شهدت منافسة شرسة، نظراً لمستوى الفنانين المشاركين وما وصلوا إليه من تطور فى مجال التصوير الفوتوغرافى خاصة الجانب الصيني، حيث نال فنانوها معظم الجوائز المهمة بالبينالي.
 
وشارك فى هذه المسابقة 25 ألف عمل فوتوغرافى، من 48 دولة، بالإضافة إلى مصورين من الصين، وقد اخترت هذا العام أن أتقدم بعمل فنى فوتوغرافى مستوحى من التراث الفرعونى، وبالتحديد لشخصية المرأة الفرعونية، قد يراها المتلقى نفرتيتى، وقد يراها المرأة المصرية المعاصرة، ومن خلال حصولى على جوائز من بينالى الصين أكثر من مرة، علمت أنهم عاشقون بدرجة رهيبة للفن الفرعونى والرموز الفرعونية عاشقين لكل مصر.
 
ولكنى هذا العام اختيارى كان عن قصد أن أتوجه برسالة للعالم كله ولمن فى مصر ان الفن لايقمع واننا نمثل مصر بفنوننا الراقية ولا نقبل بهدم حضاراتنا وتراثنا، ومن الجانب الفنى استخدمت الالوان البرتقالية الدافئة فى ملامح الشخصية ومن حولها رموز وكتابات فرعونية تمثل رسائل وليس رسالة واحدة اننا مصر وحضاره 7000 عام، كما اضافت بعض المعالجات البسيطة على اللقطة لان الفوتوغرافيا القوية تصنعها اللقطة ولا تصنعها ادوات المعالجة الكمبيوتر. وان كل اللجان التحكيم الدولية تقيم العمل الفوتوغرافى على اللقطة ثم على اى اضافات أخرى.
 
ومن المواقف التى أثرت فى ما دار بينى وبين صديقى المصور العالمى كليمث كلينت، حيث أبلغنى اعتذار أمريكا واعتذار خاص من الفنانين فى أمريكا عن الفيلم المسىء للرسول واحضنى، وقال لى مصر حضارة قوية لا يؤثر فيها شىء، وأبلغته أن هذا الفيلم لا يؤثرعلى الإسلام ولا على المسلمين، وقد تصدر المشهد السياسى فى مصر وكل الجلسات هناك وجدت نفسى اتناقش فى الفن والسياسية وما نعانيه اليوم من قمع حريات الابداع وهجوم على التراث والحضارة الفرعونية، اسعدتنى الجائزة وفى الوقت نفسه حملتنى مسئولية أن أقدم دائما أعمالا على مستوى أعلى يشرف مصر.
 
أما الفنان الدكتور شادى أديب الحاصل على الجائزة الأولى فى مجال «التجهيز فى الفراغ» من بينالى الإكوادور الرابع فقال عن مشاركته: مصر عالية وغالية، وكل الشعوب تحترمنا وتحترم حضاراتنا، والعمل الذى حصلت على الجائزة عنه حمل عنوان «توالد المعرفة»، فكرته الأساسية الفنون المتوارثة بمعنى الثقافات التى لا تنتهى وتتوارث من جيل إلى جيل، وتتنقل من دولة الى أخرى.
 

 
وأضاف: العمل الحاصل على الجائزة عبارة عن كتاب كبير باللون الذهبى، وهذا له دلالات ثقافية كثيرة، فالذهب فى الفن المصرى القديم يعنى الألهة المقدسة، والذهب فى التراث القبطى يعنى «اللانهائى» والذهب فى الفن الاسلامى يعنى التعبير عن الفراغ، أما فى الاكوادور فهو فى اللاتينية يمثل لهم عالم الأرواح والأسلاف والأجداد.
 
«الكتاب الذهبى» مصنوع من كتاب كبير أضفت له ما يوحى بأن الثقافة كالماء تروى العقل باستخدام «الحنفية» كرمز للمياه، ثم صنعت 25 كتابا بأحجام مختلفة مصنوع من ورق الجرائد، كل الكتب تأتى من الكتاب الذهبى، وحرصت على وجود ظل لكل كتاب كأن كل كتاب هو نقطة مياه أو نقطة معرفة ننتظر أن تزيد كلما قرأنا أكثر، هكذا الثقافة والمعرفة لا تنتهى، وأهدى هذه الجائزة إلى مصر، ولا أجد غيرها حبيبة أعطيها الجائزة سوى مصر.
 
ومن جانبها قالت الفنانة نادية سرى، الحاصلة على الجائزة الأولى لأفضل الأعمال التصويرية «تصوير بالألوان المائية» من بينالى الإكوادور الرابع فقالت: مصر كنز لا يسرق وحضارة لا تنتهى وفن يتوارث أهديها الجائزة».
 
وأضافت: شاركت بأعمال تصويرية عن النوبة، وهى ليست مشاهد مباشرة، وإنما هى حصيلة رصيد وتراكمات بصرية فى كيانى عن النوبة، فالنوبة ليست منطقة سمراء كما يقولون، إنها منطقة أضاءت مصر بحضاراتها وتراثها، وفيها من الفنون الثرية التى تتواراث وتتوالد منها كل الفنون المعاصرة.
 
وأوضحت أن البينالى كان قد حدد أن تكون الأعمال عن التراث الثقافي، وشارك معى فى المسابقة أكثر من 100 لوحة فنية تصويرية، ولم أجد أجمل من النوبة، والعمل الذى حصل على الجائزة لقطة تصويرية استحضرت فيها النوبة التى أعشقها، وقد يفسر العمل أنه تعبيرى أو تأثيرى أو واقعي، فأنا أفضل أن يعمل الفنان العمل الفنى دون أن يرتبط بتصنيف معين أو مذهب فنى، أما فى التقنية فلابد للفنان أن يختار ما يستطيع أن يقدم من خلاله أفضل منتج فنى، وجذبنى الاستقبال الرائع لنا جميعا كمصريين مشاركين، وأعتبر الجائزة التى حصلت عليها جائزة لمصر