الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عراب العرائس «ناجى شاكر»: «الليلة الكبيرة» من بدروم قصر عابدين لبدروم الأوبرا ومن خيمة الموسيقى العربية إلى مسرح الأزبكية

عراب العرائس «ناجى شاكر»: «الليلة الكبيرة» من بدروم قصر عابدين لبدروم الأوبرا ومن خيمة الموسيقى العربية إلى مسرح الأزبكية
عراب العرائس «ناجى شاكر»: «الليلة الكبيرة» من بدروم قصر عابدين لبدروم الأوبرا ومن خيمة الموسيقى العربية إلى مسرح الأزبكية




حوار – مروة مظلوم


فتح عينك تاكل ملبن.. فينك فينك.. تاكل ملبن..فتّح عينك تاكل ملبن..فينك فينك.. تاكل ملبن..أوعى لجيبك ده العيب عيبك قرب.. جرب نشن وسطن ايدك وسطن..اضرب.. البداية دائماً طفل يلعب بالأشياء يفككها ليكتشف محتواها وبمرور الأيام يصبح عالم.. وآخر يمسك بالقلم فيشخبط على الجدران والأوراق.. فتلتحم خطوطه وتصبح لوحة أو تستوى لتصبح كلمة ومن قلب طفل كتب لخيال طفل رسم دق المولد بسيركه وحيواناته وفنانيه ولصوصه أوتاده.. وارتبطت ملامحه بكلمات جاهين وألحان مكاوى.. وعرائس ناجى شاكر صاحب المولد بنات أفكاره.. تلك المجسمات الصماء التى أكانت ولازالت مصدراً للبهجة.. فكان منها الأطرف والأصعب والأقرب لقلبه نحتتها يداه لتعلق كل منها بجملة فى ذاكرتنا.. مبدع الماريونت يفتح صندوق الدنيا لـ«روزاليوسف» فى حوار خاص.


■ الاسم من واقع البطاقة الشخصية والنشأة الأولى؟
ناجى شاكر أنطون شاكر ولدت فى حى حلمية الزيتون بالقاهرة عام 1932، أمى أول من آمن بموهبتى كانت جمهورى وداعمى الأول فى الابتدائية كباقى الأطفال أصبت بمرض ألزمنى الفراش فشغلت نفسى بالرسم رسمت أولى لوحاتى وزينت بها غرفتى فشجعتنى وقررت إرسالى إلى أستاذى الأول الفنان الإيطالى كارلو مينوتى لأتعلم الفن على أصوله وهناك فوجئت أننى الطفل الوحيد بينما طلابه من سيدات المجتمع، ومن بعده الأستاذ الفرنسى دافورنو فى مدرسة ليوناردو دافنشي، كما كانت تصحبنى معها لمعارض فى وسط البلد كانت تعرض فى الأربعينيات لوحات لكبار الفنانين بيكاسو دافنشى لوحات أصلية عرفت لقيمتها فى مراحل أخرى من العمر من خلال الكتب، كذلك شجعتنى وأصحابى على رسم مناظر طبيعة صامتة ورسم وتحرير مجلات، وساندتنى فى مواجهة رفض العائلة لدراستى فى كلية الفنون الجميلة، قالوا لها «الولد هيخيب رجاه ويموت فقير زى الفنانين»، لكنها تجاهلت تحذيراتهم فقط لأنها آمنت بموهبتى ،بعد الثورة رأيت لوحاتى التى أعدتها لمعلمى «مينوتى» فى قصر رأس التين،عندها أدركت قيمة ما صنعته أمى لأجلى فهى لم تترك بابا لدعم موهبتى إلا وطرقته.
أما أبى فكنت فى السادسة عشر عندما أهدى البطريرك الجديد «للطائفة الكاثوليكية» البورتريه الذى رسمته له بملابس الترسيم، فأعجب به الملحق الثقافى الفرنسى فى القاهرة وطلب مقابلتى ليفاجأنى بمنحة لدراسة الفن فى فرنسا، وأذكر قوله وقتها «الموهبة دى لازم تاخد فرصة وتدرس فى مجال مش هيلاقيه هنا»..لكن هيهات لم تكن عائلتى لتوافق بسفرى فى سن صغيرة، وقتها حزنت بشدة، لكن بعد تجاوز الواقعة بسنوات أكتشفت أن السفر لم يكن ليضيف لى فى هذه الفترة على العكس كنت سأفقد جذورى وأصبح كباقى الفنانين الناقلين عن الغرب بلاهوية .
■ أول عهدك بالعرائس ؟
ـــ «العروسة الورقة.. التى كانت تقتلع عين الحسد من البيت، كانت مربيتى سيدة ريفية بسيطة تدعى روحية تقوم بتحصيننى أنا وأخوتى من الحسد بالعروس الورقية ثم تحرقها وأنا أراقبها مبهوراً بالعروسة كانت أول عهدى بالعرائس، ومن بعدها عرفت الأراجوز والبيانولا وحواديت صندوق الدنيا أبو زيد الهلالى وعنترة بن شداد ،ولفت انتباهى قصة عقلة الإصبع من القصص الشعبية مماجعلنى أختارها لمشروع تخرجى فى كلية الفنون الجميلة وقدمته فى فيلم سينمائى قصير فكنت أول طالب يتقدم بمشروع عن فن العرائس فى تاريخ الكلية، شجعنى على مشروع العرائس تأثرى بأعمال المخرج ومصمم «العرائس» التشيكوسلوفاكى جيرى ترينكا وعرض «حلم ليلة صيف» لشكسبير لعرائس الماريونت خمسون دقيقة لعرض صامت كانت بمثابة النداهة لى فقد رأيت العرائس طرحًا جديدًا مهمًا، ولغة فنية تنقصنا فى مصر نحتاج لممارستها بصورة أعمق من الأراجوز وخيال الضل، رأيتها فنًا مسرحيًا يخضع لقواعد وقوانين ولغة المسرح وتوليفته من موسيقى وإضاءة، وليست فن شارع».
■ النواة الأولى لمسرح العرائس كانت على يد ناجى شاكر فكيف كان ذلك؟
ـــ فكرة إنشاء مسرح للعرائس ترجع إلى د.على الراعى رئيس مصلحة الفنون وفى خطوات جدية لدعم مشروعه على أرض الواقع استعان بخبراء رومانيين لتدريب مجموعة من الشباب المصرى على تصميم وتحريك وإخراج العرائس وتم اختيارى كأول مصمم مصرى وبدأت فى فهم منطق العروسة الماريونت المعقد والميكانيزم الخاص بها وقواعد اللعبة والعرض وكيفية تصميم العروسة وخصائصها التشكيلية وعندما بدأنا فى تكوين أول فرقة مسرحية للعرائس كان صلاح جاهين من أشد المتحمسين فكتب وألف أوبريت الشاطر حسن التى افتتحنا بها مسرح القاهرة للعرائس وقدمت على خشبة معهد الموسيقى العربية وقمت بتصميم الديكور والعرائس للمسرحية والمنوعات المصاحبة لها وبعد نجاح الفرقة قرر د. على الراعى تكوين فرقة جديدة للماريونت فقدمت «بنت السلطان» المستوحاة من ألف ليلة.
ناجى شاكر أيقونة فى مسرح العرائس لك العديد من الأعمال لماذا «الليلة الكبيرة» وحدها فى ذاكرة الناس عن باقى الأعمال ؟
الإجابة بسيطة التوليفة العجيبة التى جمعت بين أسطورتى صلاح جاهين وسيد مكاوي.. كلمات جاهين كانت أشبه ببلتة ألوان رسمت الشخصيات بدقة فالصورة المكتوبة بتتكلم، واللحن والصوت يكملها حتى هذه اللحظة أسأل نفسى كيف فعلها جاهين بهذه البراعة من أين حضرته الصورة والكلمات ببلاغتها كان شعره رسم .
■ من أين جاءت فكرة تحويلها من أوبريت إذاعى لأوبريت أبطاله من العرائس ؟
ــ تعرفت على «جاهين» فى أواخر الخمسينيات ونشأت بيننا صداقة، وفى عام 1960 طلب منظمو المهرجان العالمى للعرائس فى بوخارست أن يقدم المصريون عرضاً للعرائس، وكنت وقتها استمع إلى الليلة الكبيرة فى الإذاعة فأجن أوبريت عبقرى فى فترة كان فن الأوبريت على وشك الانقراض، فاقترحت على جاهين ومكاوى تحويله إلى مسرحية للعرائس، لكن «جاهين» تخوف من هذه الخطوة فى البداية مولد على المسرح فكرة مجنونة، ولكنه وافق تحت إلحاح منى.
■ تم التغيير بالتعديل والإضافة للأوبريت الإذاعى ؟
ــ أكيد تم تحويل الأوبريت من 10 دقائق إلى 30 دقيقة فى أقل من ستة أشهر. اقترحنا أفكارًا وصلاح كتب مشاهد إضافية بشخصيات جديدة لم تكن موجودة فى الأوبريت الإذاعى منها حسبما أتذكر، السيرك بشخصياته، والمقطع الختامي، ناس من بلدنا هناك أهم، ووصلنا للشكل النهائى للأوبريت، ومن الصعوبات التى واجهت الأوبريت إعداد 45 عروسة بشخصيات مختلفة وتدريب محركين لها وأنجزت العرائس مستعينًا فى نحتها بأصدقائى ومنهم الفنان آدم حنين، ولم تخرج من صناديقها للعرض الأول إلا فى المهرجان، لضيق الوقت..
■ 45 عروسة لشخصيات الليلة الكبيرة.. هل تذكر أصعبهم فى التنفيذ ؟
ــ الراقصة فى أغنية «طار فى الهوا شاشي» صنعت نسختين منها قبل ظهورها فى شكلها النهائى كانت مختلفة فى الشكل وميكانيزم التحريك عن باقى العرائس، احتاج الأمر بعض الوقت لاكتشاف أنها تحتاج 3 محركين وذلك فى نسختها الثالثة والأخيرة .
■ نعتك خبراء العرائس فى بوخارست بالـ«مجنون» ؟
ــ الليلة الكبيرة كان عملاً مصرياً خالصاً فى الشكل والميكانيزم والخامات المستخدمة مختلفاً تماماً عما تعلمناه من أسلوب المدرسة الرومانية فصممت العرائس بشكل أقرب للتماثيل، وبالغت فى النحت الغائر والبارز لتبدو العرائس فى إضاءة المسرح وكأنها تتكلم، وهذا كان اكتشافى الجديد الذى لم يمنحنا الجائزة والمركز الثانى فقط، بل أبهر الخبراء الرومان لدرجة قولهم لى «أنت مجنون»..وفرحت بالتعليق كما فرحت بالثلاثين جنيهاً مكافأتى على نجاح العرض فطوال عامين عملت فى مسرح العرائس متطوعاً بلا أجر أملاً فى تحقيق حلمى.
■ ارتباط عرائس ناجى شاكر بشخصيات من واقع حياته ؟
ــ تعلمت فى الكلية تأمل الوجوه وكنت أسافر مع أصدقائى للأقصر وأسوان ونرسم الفلاحين مستقلين كوبرى الليمون ونرسم ملامح المسافرين فى عربيات الدرجة الثالثة، المخزون ده خرج فى أعمالي، ومنها طبعًا الليلة الكبيرة».. كلها تحمل ملامح مصرية لعل أقربها كانت عروسة «النيشان»..رأيت فيها صلاح جاهين بوزنه الثقيل وخفة ظله وحركته فقد كان يهوى الرقص لم أتعمد أن تظهر شبه صلاح لكن أذكر عندما زارنى فى المسرح وكنت قلت له «أنا عاملك مفاجأة يا صلاح.. شايف دي؟» فصُدم وقال «ده أنا»، قلت له «إنت الراجل بتاع النيشان، موافق؟»، فرد بسعادة «صحيح؟ ده حلو قوي، طبعًا موافق»، وعندما أخبر «صلاح» سيد مكاوى  تحسسها بكفيه وقال ضاحكًا «والله يا ناجى شكله بالظبط».
■ لماذا صنعت عروسة تشبه صلاح ولم تصنع عروسة «مكاوى» ؟
ـــ كلاهما خفيف الظل لكن كلاهما مختلف لوفعلت لن تجد الفكرة نفس الترحيب من مكاوى فهو شديد الحساسية ماكان ليقبل بالأمر أذكر أن فرحة صلاح بالعروسة جعلته يصر بعد نشرها وتفريغها من الخشب أن يضع فى رأسها نص ريال، ربما مازال موجودًا فيها إلى الآن».
■ قصة حبك لـ«ريحانة» بدأت فى ألمانيا وانتقلت معك إلى مصر؟
ـــ سافرت إلى ألمانيا فى منحة دراسية وأثناء رحلتى فى التعرف على المدرسة الألمانية بعث لى صلاح جاهين نص أوبريت حمار شهاب الدين قرأته وانبهرت بكلماته خاصة وأن فن الأوبريت كان على وشك الإنقراض تخيلت ريحانة وبدأت فى تصميمها وتنفيذها وعروسة أبيها شهاب الدين فى ورشة المعهد بألمانيا  فكانت نتاج ثلاث سنوات من غيابى عن مصر، أفرغت فيها حبى وحنينى لمصر ،فهى فلاحة رقيقة فقيرة جميلة  بنت حطاب مطحونة وهى أيقونة لآلاف المصريات.. وقطعت البعثة وعدت إلى القاهرة للبدء فى تصميم 38 عروسة  للعرض، وبعد اختيارى لإخراج المسرحية لاعتذار المخرج توفيق صالح اخترت بنفسى من يؤدى صوت ريحانة الفنانة عصمت محمود.. وعرض الأوبريت للمرة الأولى على خشبة مسرح الموسيقى العربية عام 1962، أذكر وقتها ان وزير الثقافة وقتها اقترح عرضها على مسرح الأوبرا فمال عليه أحد مساعديه وقال «سيادة الوزير البطل حمار» حقاً لم ينتبه لهذا .
■ مولد الليلة الكبيرة ومولد فى شفيقة ومتولي.. إرتباطك بالموالد له قصة أم هو وليد عشق رسم الوجوه؟
ـــ أنا لفيت مصر كلها حضرت موالد فى الريف والصعيد والدلتا.. المولد حياة.. فن وغوازى ملامح الناس نشأتى فى منطقة شعبية فى حلمية الزيتون كانوا يتجولون فى الشوارع حولنا صاحب البيانولا والأراجوز وصندوق الدنيا وبائعى الروبابيكيا كانوا يبيعون الأسطوانات القديمة..
■  دخولك إلى عالم السينما ؟
ـــ عندما كان عمرى خمس سنوات فى يوم حضر أبى إلى المنزل وقال «يلا هفرجك على السينما فسألته: «يعنى ايه السينما؟» رد «هتشوف وتعرف» كان لنا جار خواجة مالطى وعنده ماكينة سينما 35 مللى يخرج من جزء منها ضوء فتظهر الصورة على الحائط أبهرنى أ أرى صورة تتحرك ولو بدون صوت فهو شيء مبهر بعدها أخبرت والدى بأننى سأصنع السينما الخاصة بى سخر وقتها من خيالى لكن عقلى لم يتوقف عن ذلك الحلم حتى صار عمرى 38 عاماً..
كل المدخلات لى وأنا طفل فى ذلك السن الصغيرة ظلت عالقة فى ذهنى كمشاريع أسعى لتحقيقها طوال الوقت أمى كانت الداعم الأول لخيالى وموهبتى.
■ لماذا اقتصرت أعمالك فى السينما على فيلمين الأول تجريبى «صيف 70» والآخر تجارى «شفيقة ومتولي»؟
ـــ سافرت بعد هزيمة 1967 ونكسة المسرح إلى إيطاليا أملاً بالعودة إلى حلمى القديم لدراسة فن السينما انتسبت إلى المعهد لكنه لم يكن يمنح الطلبة المنتسبين حقوقهم كاملة فكان ينتج فقط مشاريع التخرج للطلبة المنتظمين فاتفقت أنا وصديقى الإيطالى باولو إيسايا بكاميرا صغيرة اشتريتها منذ زمن وإمكانيات بسيطة أنتجنا أول فيلم «مصري- إيطالي» تجريبى مستقل بعنوان «صيف 70 وبرعاية من المخرج رينزو روسيليني، نجل أحد أهم مخرجى إيطاليا روبرتو روسيليني، لم أكرم عنه فى وقتها ولكن بعد مرور 40 عامًا على صناعة الفيلم، تم اختياره عام 2010 ضمن مقتنيات قسم الأفلام التجريبية بمتحف الفن الحديث بنيويورك «موما» ثم كانت تجربتى الثانية فى فيلم شفيقة ومتولى مع أحسن ناس، صلاح وسعاد حسنى وأحمد زكى وعلى بدرخان.
■ لماذا وافقت على فيلم تجارى رغم عشقك للسينما التجريبية ؟
ـــ من وجهة نظرى السينما التجريبية يجب أن تطغى فيها الصورة على النص فهى الأكثر تعبيراً لكننى، وافقت على شفيقة ومتولى لأن نصه مميزة، فقررت دخول المجال لأعرف طبيعة العمل السينمائى فى مصر وشروطه على أمل إيجاد طريق أنفد منه «للسينما بتاعتي» فكانت شفيقة ومتولى فرصة أخرجت صورة ظلت عالقة فى ذهنى منذ الطفولة، استحضرت الماضى بكل طقوسه الشعبية فصممت المولد الذى ظهر لمدة 3 دقائق فقط فى الفيلم من أصل 20 دقيقة مصورة وهو ما أثار ضيقى وقتها فالمولد كانت وظيفته فى الفيلم أنه مدرسة تتعلم فيها شفيقة الفلاحة دروس الحياة، وأعتقد إن مشاهده لو عُرضت كاملة كما صممناها وصورناها لخرجت بمستوى الليلة الكبيرة، لكن عامة الفيلم مر بظروف صعبة، واستمر العمل فيه من 1973 إلى 1978، وتبدل عليه المخرجان سيد عيسى ويوسف شاهين، إلى أن وصل لبدرخان.
■ أكبر مشكلة واجهتك فى فيلم شفيقة ومتولى؟
ـــ غير تبديل المخرجين وأماكن التصوير والديكورات كانت المشكلة الأبرز شفيقة نفسها أو «سعاد حسنى فى تصميم لها تخيلتها شابة فقيرة متمردة وقوية جدًا ولها شعر غجرى وملابس من أصل الصعيد، وذهبت بتصميم ملابسها ومظهرها لسعاد، فتفاجئت بالجلابية الفلاحى واعترضت قائلة «إزاى تلبسنى الجلابية الواسعة دي، دى عايزة 4 سعاد حسنى يلبسوها. وكمان شعرى هيبقى منكوش» فكان ردى عليها «أنا عايزك شفيقة، مش السندريللا»
 تصميى لملابس شفيقة أعادنى لعملى كمصمم أزياء فى أواخر الخمسينيات، عندما كان شابًا حديث التخرج، كمصمم لأزياء السيدات فى مصنع اسمه «شوشة» للنسيج، وخرجت خبرتى فى مظهر سعاد فاقنعتها بارتداء الملابس وباروكة الشعر المجعد أسبوع فى البيت لتعتادهم، وبعدها وافقت عليهم،قائلة «حلوة الجلابية دى ياناجى «،الحق يقال كانت متواضعة لا تتعامل بوصفها نجمة وإنما بوصفها فنان يسعى لتقديم عمل ناجح يحفظ اسمه وتاريخه.
■ ناجى شاكر استمتع بكل خطوة فى عالم العرائس؟
ــ بالطبع أنا هاوى لا أقدم على تنفيذ فكرة إلا إذا استفزتنى فنياً وإبداعياً وشعرت أننى بتنفيذها سأقدم شيء جديد فى هذا المجال،كل عمل كان لابد وأن تستفزنى فيه ناحية جديدة تجريبية واكتشافية، كأن أخاطب الكبار بمسرحية عرائس مثلما فعلنا فى مسرحية «دقى يا مزيكا» عام 1967 بتوليفتها السياسية الاجتماعية المستفزة بين أغنيات «جاهين» وأشعار «فؤاد حداد»، التى صمم عرائسها وديكورها إيهاب شاكر، وتوليت أمر السيناريو والإخراج.
■ كيف جمعت بين جاهين وفؤاد حداد فى عمل واحد؟
ــ أنا تعرفت على فؤاد من خلال صلاح، فبينهما صداقة حتى على المستوى العائلي، وحدث بيننا نحن الثلاثة انسجام لأننا أبناء جيل واحد تقريبًا، وفؤاد كان شعره سياسى واجتماعى لاذع، وعندما فكرت فى المسرحية أعددت بعض أشعاره، إلى أن أتانى بنسخ بخط يده لشعر أحدث قرر هو كتابته خصيصًا للمسرحية، وكان فى شكل رباعيات تختتم كل واحدة منها بعبارة دقى يا مزيكا، وصاحبها أداء موسيقى من مزيكا حسب الله».
■ يشكو معظم شباب الفنانين من أماكن العروض وعدم اهتمام الدولة ودعمها لمسرح العرائس ؟
ــــ ليست مشكلة الهواة وحسب عندما بدأنا الليلة الكبيرة مشروع من اللاشيء نبحث له فرقة جديدة بدون ميزانية تبحث عن مسرح وتوفير مكان للعرض لم يكن سهلاً فالبداية كانت فى بدروم قصرعابدين ثم طردونا، ثم انتقلنا إلى بدروم فى دار الأوبرا، ومنه إلى خيمة فى حديقة مسرح الموسيقى العربية، إلى أن استطعنا الخروج من هذه الأزمة بإضافة الضلع الأخير لـ«الليلة الكبيرة»، المخرج صلاح السقا، ليعرض الأوبريت على مسرح العرائس بالأزبكية.. وبه كل الإمكانيات غرف ورش تسجيل ملابس إمكانيات ضخمة لذلك فمسرح الأزبكية من المسارح الضخمة والقليلة والتى تتوافر بها تلك الميزات مسرح 7 طوابق وتدعمه الدولة فى حين عندما بدأنا كان كله بالجهود الذاتية.