الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الطاقة النظيفة»مستقبل صناعة الطيران

«الطاقة النظيفة»مستقبل صناعة الطيران
«الطاقة النظيفة»مستقبل صناعة الطيران




يشهد عالم الطيران والتحليق فى الجو تطورات كبيرة بسبب ثورة التكنولوجيا التى يشهدها العالم، حيث من المتوقع أن ترى الطائرات التى تعمل بالطاقة الشمسية النور وتدخل إلى الخدمة قريباً بعد أن تم تجربتها أكثر من مرة وحققت نجاحاً، ليكون عالم الطيران بذلك قد انتقل إلى عالم الطاقة النظيفة .

ويبحث العالم عن مصادر للطاقة البديلة منذ سنوات بعد أن ارتفعت أسعار النفط والوقود التقليدى بصورة كبيرة، حيث بدأت شركات السيارات بإنتاج مركبات هجينة تعمل بالكهرباء والوقود العادى فى آن واحد لتقليل استهلاك المحروقات، ثم تطورت هذه التكنولوجيا لتنتج العديد من شركات السيارات فى العالم مركبات تعمل بالطاقة الكهربائية بشكل كامل، أما فى عالم الطيران فان الطموح يبدو أكبر من ذلك حيث يجرى العمل على ابتكار طائرات تعمل بالطاقة الشمسية، خاصة أن الطائرة تتعرض إلى الشمس بصورة أكبر خلال التحليق فوق الغيوم، ما يجعل استخدام الطاقة الشمسية فى الجو أمرًا ذا كفاءة أعلى.
وأقلع طيار سويسرى من ولاية أريزونا منتصف الشهر الماضى على متن طائرة تعمل بالطاقة الشمسية بشكل كامل وذلك فى إطار رحلة جوية له حول العالم هى الأولى من نوعها فى تاريخ البشر، يطمح خلالها الطيار إلى أن لا يستهلك أى كمية من الوقود التقليدي.
كما أقلع الطيار السويسرى المغامر بيرتنارد بيكارد من فونيكس فى ولاية أريزونا الأمريكية  باتجاه أوكلاهوما دون أى توقف ودون استخدام أى شيء من الوقود التقليدى حيث يحلق بالطاقة الشمسية فقط.
ويقول القائمون على المشروع، بمن فيهم الطيار السويسرى، إن عمليات الإقلاع والطيران تعتمد على الحالة الجوية، حيث يتم تجنب الأجواء السيئة، ولذلك يتم الهبوط من مكان إلى آخر خلال الرحلة الجوية التى ستطوف العالم بأكمله، على أن مدينة نيويورك ستشكل محطة هبوط واستراحة مهمة خلال الأيام المقبلة.
وفى حال نجحت تجربة الطائرة المسماة (Solar Impulse 2) أو الطائرة (SI2) فإن تكنولوجيا الطيران فى العالم ستدخل مرحلة جديدة، حيث يتوقع أن تحدث طفرة مهمة فى عالم الطيران ولو بعد سنوات طويلة، كما أن هذه التكنولوجيا سوف تقلل من الاعتماد على الوقود التقليدى فى العالم، وتخفض الطلب على النفط.
وكانت الطائرة (SI2) هبطت فى يوليو من العام الماضى بعد ما واجهت مشاكل فى بطاريتها لكنها كانت قد قطعت مسافة 35 ألف كيلو متر فى رحلة الطوفان حول العالم، واستغرق إصلاح الخلل فى بطارية الطائرة عدة شهور قبل أن تستأنف رحلتها حول العالم.
والطائرة سولار امبلس خفيفة وتجريبية من صنع برتراند بيكارد الــــذى يحلق بها حالياً وأندريه بورشبرغ، وكـــلاهما مـــن سويســــرا، وهــــى تعمل بالطاقة الشمسية، وقامت بأول رحلة لها يوم 5 يونيو 2012 لمدة 19 ساعة متواصلة عبرت فيها مسافة 830 كيلومترا من مدريد عاصــــمة إسبانيا إلى الرباط فى المغرب، وكان الغرض من تلك الرحلة تجهيز وسائل الاتصالات لتقنـــية جديدة، ومحاولة التوصل إلى نظام جديد للطيران يكون محافظا على البيئة واقتصاديا فى الوقت نفسه. ولم يكن إحراز رقم قياسى فى الطيران بهذا النوع هو الحافز، وإنما يختص الحافز بالتوصل إلى تقنية محرك طائرة صديقة للبيئة من دون استهلاك للوقود.
وتتصف الطائرة التجريبية بعرض جناحيها الذى يبلغ 64 متراً ووزنها 1.6 طن، أما مساحة الجهة العلوية من الطائرة فتبلغ نحو 200 متر مربع، مرصعة بنحو 12 ألف خلية شمسية.
وخلال رحلة 2012 إلى المغرب وصل ارتفاع الطائرة فوق جبل طارق إلى نحو 8500 متر، مما يضطر الطيار للبس قناع لاستنشاق الأكسجين من أنبوبة أعدت لذلك، حيث إن ضغط الهواء يقل بالارتفاع عن سطح الأرض، وتقوم الخلايا الضوئية المرصعة على سطح الطائرة بتوليد كهرباء لتشغيل 4 محركات كهربائية تعمل بها الطائرة.
وتعتبر الطاقة الشمسية واحدة من مصادر الطاقة المتجددة والبديلة التى يسود الاعتقاد بأنها يمكن أن تحل مستقبلاً بدل الطاقة التقليدية التى تسبب تلوثاً فى العالم.
والطاقة المتجددة هى تلك المستمدة من الموارد الطبيعية والتى تتجدد ولا تنفد، وتختلف جوهرياً عن الوقود الأحفورى من بترول وفحم والغاز الطبيعي، حيث لا تنشأ عن الطّاقة المتجددة أى مخلفات كثانى أكسيد الكربون (CO2) أو غازات ضارة أو تعمل على زيادة الاحتباس الحرارى كما يحدث عند احتراق الوقود الأحفورى أو المخلفات الذرية الضارة الناتجة عن المفاعلات النووية.
وتنتج الطّاقة المتجددة من الرياح والمياه والشمس، كما يمكن إنتاجها من حركة الأمواج والمد والجزر أو من طاقة حرارية أرضية وكذلك من المحاصيل الزراعية والأشجار المنتجة للزيوت.