الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

واحة الإبداع.. لحظات زاهية

واحة الإبداع.. لحظات زاهية
واحة الإبداع.. لحظات زاهية




اللوحات بريشة الفنانة: نهى على رضوان

يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 550 كلمة» على الإيميل التالى:    
[email protected]


لحظات زاهية

كتبها - ياسر جمعة

قدمت لى كراسة الرسم والألوان وهى تقول: ارسمنى.
نظرت إليها فأقبلت تقبلنى وتقول: أرجوك أرجـــوك أرجـــــــوك.
نهرتها أمها، فقاطعتها متحدثًا إلى الصغيرة: موافق، ولكن ارسمينى أنتِ أولًا.
- لا أعرف.
- وأنا أيضًا لا أعرف.
- خلاص خلاص.. هات.
خذى ارسمينى وأنا أتحدث مع ماما.. أخذتهم منى وانبطحت أرضًا، وواصلتُ حديثى مع أختى، بينما عينى وجل اهتمامى كانا مع الصغيرة، مما جعل حرارة الحديث تخفت، بل ودفعت أختى للخروج عن موضوعها لتسألني: ألا تشتاق للإنجاب؟!
على ما أعتقد أنكِ انتهيتِ حديثك، حان لى أن العب.
وانبطحتُ بجوار الصغيرة، التى ضحكت فى سعادة وإندمجت ترسمنى بخطوط متعرجة ولدًا صغيرًا، ثم لونت رسمتها بالأخضر والأزرق والأصفر، ثم كتبت فى الأعلى خالو.. وإعتدلت جالسة وقالت: خذ.. حان دورك.
تناولتُ منها الكراسة وقلتُ: وأنتِ تحكين لى حكاية.
أوك، ولكن لا ترسمنى وردة ولا عصفورًا ولا شجرة مثل كل مرة.. ارسمنى ارسمنى (ثم هتفت وهى تنقر بأصبعها على جانب رأسها) ارسمنى بنتًا.. أوك؟
قلتُ بنفس أسلوبها: أوك.
ضحكت، وراحت تحكى لى ما حدث فى يومها وهى تخلط به ما يطرأ على خيالها؛ بصوتها الذى يستريح فيه حنان ناضج وبهجة.. فبدا ما تحكيه مثل عطر فى هواء رائق.. أتنفسه فيستكين قلبى العامر باللحظة الآنية..
- والنبى أنت دماغك فاضية.
قالتها أختى ضاحكة وهى تقوم من جوارنا.