الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«رمضان» الأقصر بلا مكسرات.. ولا لحوم

«رمضان» الأقصر بلا مكسرات.. ولا لحوم
«رمضان» الأقصر بلا مكسرات.. ولا لحوم




الأقصر - أسماء مرعى


رغم أن أياما قليلة تفصلنا عن حلول شهر رمضان المبارك، إلا أن منتجات ومستلزمات الشهر المبارك أصبحت «للفرجة فقط»، بسبب ارتفاع الأسعار، حيث شهدت جميع السلع زيادة ملحوظة خلال الفترة الراهنة، فضلا عن أن الكساد السياحى الذى تعانيه محافظة الأقصر أدى إلى عزوف المواطنين عن الإقبال على شراء المنتجات الرمضانية، حتى أصبح لسان حال جميع التجار «اللى معهوش ميلزموش».
«روزاليوسف» قامت بجولة استكشافية داخل أسواق محافظة الأقصر للوقوف على مدى إقبال المواطنين على شراء ياميش وفوانيس رمضان.
فى البداية يقول محمود عبدالحاكم، صاحب بازار سياحى: إن ركود السياحة له تأثير كبير على حياة المواطنين فى محافظة الأقصر الذى تعتمد على 60% من عائداتها على النشاط السياحى، فضلا عن ارتفاع أسعار الياميش وانخفاض دخول المواطنين، كل ذلك تسبب فى عزوف أهالى المحافظة عن شراء مستلزمات شهر رمضان على غير عاداتهم السنوية.
ويلفت محمود عبدالله، أحد سائقى الحنطور، إلى أن الظروف الراهنة اضطرته إلى بيع حنطوره والعمل كعربجى يقوم بحمل الأتربة ونقل الخشب على عربية كارو، منوها إلى أنه فقد فرحة قدوم الشهر الكريم، حيث إنه يعانى أشد المعاناة من عدم القدرة على توفير مستلزمات ومنتجات شهر رمضان المبارك لأطفاله الـ4، خاصة أن أجره لا يتجاوز 15 جنيها عن اليوم، وهو المبلغ الذى لا يكفى حتى لشراء أساسيات أسرته اليومية فما بالك بحوائج رمضان، مشيرا إلى أن توقف السياحة أثر على حياته بالسلب بل أوقفها وحولها إلى جحيم.
«رمضان السنة دى نار» بهذه الكلمات بدأت أم أحمد حديثها قائلة: إن رمضان أصبح عبئا كبيرا على عاتق الأسرة المصرية البسيطة، فربة المنزل عليها أن تقوم بتوفير وجبة الإفطار بمكوناتها من خضروات ولحوم وغيرها بجانب الياميش وهو ما يعنى أنها تحتاج لضعف المرتب حتى تسد احتياجات هذا الشهر، منوهة إلى أن أسعار الياميش والبلح هذا العام وصلت عنان السماء ولا تتناسب مع دخل رب الأسرة، ما اضطرها إلى تقليل الكميات المطلوبة والاكتفاء بشراء البلح وجوز الهند والزبيب وحرمان أبنائها من السلع الأخرى.
ويوضح محمد سلامة، أحد أبناء الأقصر، أن استعداداته لشهر رمضان هذا العام اختلفت كثيرا عن السنوات الماضية، حيث إنه اكتفى بشراء البلح فقط لأن زيادته طفيفة وفى المقدور مقارنة بباقى المنتجات من الياميش والمكسرات التى ارتفعت بطريقة جنونية على غير سابق عهدها، لافتا إلى أن عائلته مكونة من 8 أفراد، وبالكاد راتبه يكفى احتياجاته الشهرية لذلك استغنى عن شراء الياميش والمكسرات لغلاء أسعارها، مشيرا إلى أن تلك الأشياء سوف تقتصر على الأغنياء فقط فى رمضان هذا العام، أما محدودو الدخل والفقراء فليس لديهم نصيب.
ويترحم الحاج سعدى، صاحب محل بيع ياميش، على فترة انتعاش الشراء ما قبل ثورة يناير، ويقول: إن إقبال المواطنين على شراء الياميش ضعيف للغاية مقارنة بالسنوات الماضية وكأن شهر رمضان ليس على الأبواب ولا يفصلنا عنه سوى أيام قلائل، مشيرا إلى أن ارتفاع الأسعار أدى إلى عزوف المواطنين عن الشراء رغم أن بوجودها يشعر المواطن برمضان.
ويشير سعدى إلى أن سعر الزبيب ارتفع وسجل 32 جنيها للكيلو، وجوز الهند بـ40 جنيها، والمكسرات وصلت 28 جنيها، والبلح يتراوح بين 10 و40 جنيها، فضلا عن زيادة أسعار البقوليات، حيث وصل سعر الفول إلى 9 جنيهات، والعدس 13 جنيها، منوها إلى أن بعض الزبائن اكتفوا بالفرجة فقط والبعض الآخر يشترى نصف الكمية، الأمر الذى يهدد العديد من التجار بخسائر كبيرة فى ظل حالة الركود التى ضربت حركة البيع والشراء.
ويرجع أحمد عبده، بائع ياميش، الزيادة فى ارتفاع مستلزمات رمضان، إلى ارتفاع سعر الدولار والعملات الأجنبية مقارنة بالجنيه، حيث يتم استيراد كثير من مكونات الياميش من خارج مصر مثل «الزبيب» و«جوز الهند»، وغيرها والتى تؤثر بديهيا على الأسعار وتنعكس على محدودى الدخل، مشيرا إلى أن «البلح، الزبيب، جوز الهند» أكثر المنتجات الرمضانية التى يقبل المواطنون على شرائها، علاوة على أن استخدامها يكثر فى رمضان ويدخل فى حلويات الشهر المبارك، ناهيك عن أن البلح له قيمة غذائية عالية، وتناوله عند الإفطار سنة عن النبى محمد «صلى الله عليه وسلم».
على الجانب الآخر تجد محلا للزينة والفوانيس، الذى لم يختلف الحال فيه عن الياميش كثيرا، حيث شهدت الفوانيس ارتفاعا ملحوظاً هذا العام أيضا مقارنة بالعام الماضى.
«الحال واقف والأسعار نار».. بهذه الكلمات بدأ أحمد محمود، بائع زينة وفوانيس، حديثه، مشتكيا من ضعف الإقبال على الشراء بسبب غلاء الأسعار، موضحا أن أسعار الفوانيس والزينة ارتفعت بنسبة 80%، ما جعل الإقبال ضعيفا جدا، يكاد يكون معدوما، منوها إلى أن أسواق الفوانيس انقسمت لقسمين، الأول: الفوانيس الصاج المصرية التى اعتاد الناس على شرائها لتزيين منازلهم وشوارعهم وأسعارها تتراوح بين 75 و150 جنيها، والثانى: الفوانيس الصينى التى هى مطلب الأطفال فتتراوح بين 25 و125 جنيها، علاوة على أن الفوانيس التى كانت تباع بـ15 جنيها العام الماضى أصبحت بـ25، والفوانيس التى كانت تباع بـ40 أصبحت بـ65 جنيها، وفوانيس الـ75 جنيها أصبحت بـ125، ما جعل الزبائن تكتفى بالفرجة وتفضل شراء اللحوم لأطفالهم بدلا من شراء الفوانيس.
والتقطت طرف الحديث سناء حسين، أم لـ«أربعة» أطفال فى مراحل التعليم المختلفة، حيث أشارت إلى أنها تجولت فى السوق أكثر من مرة ولم تشتر أى شىء بسبب ارتفاع الأسعار، وفضلت الفرجة فقط، منوهة إلى أن ارتفاع أسعار الزينة والفوانيس حرمت أطفالها من الفرحة بقدوم شهر رمضان، حيث إنها عجزت عن تمكين أطفالها من ممارسة عاداتهم السنوية باللعب بالفوانيس أو تركيب الزينة على مقدمة منازلهم.