السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مستشفى بنى مزار العام فى «الإنعاش»

مستشفى بنى مزار العام فى «الإنعاش»
مستشفى بنى مزار العام فى «الإنعاش»




المنيا - علا الحينى


مأساة حقيقية يعيشها أهالى مركز بنى مزار، التى يصل تعداد أهالى قراة الكثيرة الممتدة شرقا وغربا إلى أكثر من 600 ألف نسمة، بسبب تردى الخدمة الصحية فى مستشفى متهالك يغيب عنه الأطباء ولا يقدم الخدمة المأمولة منه بعد تهالك مبانيه وعدم قيامه بالدور المعهود له، خاصة فى تقديم خدمة الطوارئ لحوداث الطريق الصحراوى الشرقى لأنها الأقرب لكمين الشيخ فضل.
«روزاليوسف» انتقلت إلى المستشفى لترصد معاناة المرضى والمترددين على المستشفى، التى لم يلتفت لها أى مسئول..
فصرخات المترددين على المستشفى تطالب الصحة بالإنقاذ لنقص الأدوية والمستلزمات، حيث إنه لا يوجد بالمستشفى أى أجهزة أشعة تشخيصية متطورة وأبسطها جهاز الأيكو، علاوة على أنه لا يوجد به سوى جهاز أشعة عادية، بالإضافة إلى تردى حالة النظافة، وعدم وجود مقاعد انتظار للمرضى، ما يدفعهم إلى افتراش الأرض، انتظارا لتوقيع الكشف الطبى عليهم.
ويتكون المستشفى من مبنيين، أحدهما الرئيسى، الذى أنشئ منذ عام 1979 ولم يشهد أى أعمال تطوير هيكلية أو داخلية حتى الآن، بالإضافة إلى مياه المواسير التى تخللت جدرانه وفشلت معه كل محاولات الترميم، كما تفتقر المستشفى لجهاز أشعة مقطعية وأشعة إيكو للقلب، ما يعطل عمليات فحص المرضى الذين يكون قد وصل بعضهم إلى مراحل حرجة من المرض.
بداية يقول على رزق، من أهالى مركز بنى مزار إن الوضع فى المستشفى متردى للغاية بسبب عدم تواجد الأطباء وتعطل بنك الدم بالمستشفى وعدم وجود أى أجهزة تشخيصية، مؤكدا أن الجهاز الوحيد الموجود بالمستشفى هو الأشعة العادية، وأغلب سكان القرى يذهبون للمستشفى لعدم تواجد أطباء بالوحدات الصحية أيضا التى تعانى عجزا صارخا فى الأطباء.
وتلفت نادية أحمد، متضررة، ومن قاطنى إحدى القرى القريبة من مركز بنى مزار، إلى أنه على المترددين على المستشفى ويأملون فى العلاج المجانى ألا ينتظروه، حيث إن كل شىء على نفقة المريض، فالمريض الذى يأتى فى الصباح الباكر للحصول على التذكرة المدعمة للعلاج بالمجان لا يجدها، لأن فى النهاية تجد أن الطبيب يكتب له كل احتياجاته من الخارج فيضطر لشراء روشتة العلاج والمستلزمات الطبية من الخارج، لعدم وجودها بصيدالية المستشفى، مثل الحقن أكياس الدم الجبائر، الأمر الذى يصعب على بعض النزلاء التعامل معه فى ظل الغلاء وضعف دخول المواطنين.
ويستعرض وائل ربيع، أحد أهالى مركز بنى مزار، مشكلة أخرى إنه أثناء وجوده برفقة صديقه المحتجز بالمستشفى وجد النظافة به تكاد تكون منعدمة، خاصة الأسرة، حيث لا يوجد اهتمام بصحة المرضى أو نظافة المكان، بالإضافة إلى عدم توافر مقاعد بمعظم الأقسام، لجلوس الزائرين، بل يقوم أهالى المرضى بافتراش الأرض والجلوس عليها، ما يشكل عامل اخطيرا لارتفاع احتمالية نقل العدوى، وسط تزاحم وتدافع الآلاف، الذين يترددون على المستشفى، والعيادات الخارجية.
ويستنكر ربيع تأخر الأطباء فى التعامل مع الحالات، ما يعكس بدوره تدهورها وتحول المرض من عاد إلى مزمن، منوها إلى أن المستشفى يفتقر بنك دم، الأمر الذى يعرض حياة النزلاء للخطر، بل حدث بالفعل أن العديد من المواطنين قد لقوا حتفهم نتيجة لعد وجود دم، وتأخر عملية استلام أكياس الدم من البنك الإقليمى بالمنيا، الذى يبعد عن بنى مزار ما يقرب من ساعتين تقريبا.
ويشير محمد عبدالنعيم، مدير مركز الحريات والحصانات، وأمين حزب حراس الثورة بالمنيا، إلى أن هناك عملية بزنسة سيئة السمعة، تتم لصالح الصيدليات والعيادات الموجودة بجوار المستشفى، حيث يتم توجيه المرضى من الأطباء لمراكز تحليل أو إشاعات أو صيدليات مجاورة للمستشفى، معتبرا إياه بأنها متاجرة بآلام المريض، وتحميله أعباء على عاتقه.
وينوه مدير مركزالحريات والحصانات إلى أنه خلال الفترة الماضية قام المركز بعمل تقرير حول مستشفى بنى مزار العام، رصد خلاله وجود قصور صارخة فى تقديم الخدمة الطبية، وحدوث العديد من المشاكل، بين أهالى المرضى والمستشفى، تصل لحد الاشتباكات بالأيدى، وتسفر عن تحطيم بعض الأجهزة والنوافذ.
يذكر أن المستشفى شهد واقعة تجمهر من أهالى قرية صندفا الفار التابعة لمركز بنى مزار، بعد وفاة الطفل حسين عصام، 8 سنوات، داخل المستشفى، واتهم المواطنون الأطباء بالإهمال والتقصير، الأمر الذى قام ذوو الضحية على أثره بتحطيم العديد من الأقسام بالمستشفى، واحتجاز المدير والممرضين وبعض العاملين داخل حجرة العمليات بسبب وفاته فور دخوله غرفة العمليات، حيث إنه دخل وهو يعانى نزيفا حادا وتقرر نقله إلى غرفة العمليات لخطورة حالته، متهمين إدارة بنى مزار العام بالإهمال والتقصير وعدم تواجد جميع الأطباء، مصرين على ضرورة إلقاء القبض على مدير المستشفى، حتى خرج منه والكلابش فى يده، الأمر الذى عكس بدوره قيام الأطباء بالاضراب عن العمل ومطالبة الأمن بتأمين المستشفي.
من جانبه قال النائب محمود يحيى، عضو مجلس النواب عن دائرة بنى مزار إنه تقدم بطلب إلى وزارة الصحة لإزالة المستشفى وإعادة بنائه على طراز حديث وتجهيزه ليستوعب الزيادة المستمرة فى أعداد المرضى، وجاء رد وزارة الصحة بالموافقة وإدراج المستشفى ضمن خطة التطوير 20162017.
وأضاف عضو النواب إنه فوجئ أثناء استعراض الميزانية المخصصة لبند الأدوية بمديرية الصحة بالمنيا أنه ضعيف للغاية ولا يكفى، حيث إن نصيب مستشفى بنى مزار العام مثلا من حقن إذابة جلطات القلب لا يتعدى 2 أنبول على أقصى حد والمخصص للمحافظة كلها ما يقرب من 20 أنبولا وهى كمية غير كافية بالمرة حتى لمستشفى واحد، مشيرا إلى أنه يأمل خلال الفترة المقبلة أن يتم مضاعفة بند الأدوية فى موازنة وزارة الصحة بعد إضافة بند النسبة المخصصة من الناتج القومى للصحة.
أما الدكتورة أمنية رجب، وكيل وزارة الصحة بالمنيا، نفت شكاوى المرضى بعدم وجود مستلزمات طبية، مثل السرنجات وخلافه، مشيدة بمستوى الناظافة العامة به، وحسن معاملة المرضى من قبل الأطباء، مؤكدة دخول المستشفى خطة التطوير فى موازنة الوزارة لخطة 20162017.