الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الفنون وتجديد الخطاب الثقافى

الفنون وتجديد الخطاب الثقافى
الفنون وتجديد الخطاب الثقافى




يكتب: د.حسام عطا
الدورة الأولى للملتقى الدولى لتجديد الخطاب الثقافى العربى عقدها المجلس الأعلى للثقافة فى الفترة من 29 إلى 31/5/2016، وجاءت القضية المطروحة كما حددها الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة فى تجديد الخطاب الثقافى العربى بحضور ممثلى 117 دولة عربية وأوروبية وخمسين مشاركًا عربيًا وتسعين مفكرًا مصريًا، ولعل السؤال البديهى المبدئى: أين سؤال الثقافة الوطنية المصرية؟ والحق أنه لا يمكن الحديث عنها بمعزل عن السياق العام للثقافات المعاصرة العربية والعالمية لأن السياق العام مؤثر بالتأكيد خاصة فى عالم واحد، ولما كان السؤال عن تجديد الخطاب الثقافى العربى فإن السؤال الحقيقى هل يوجد بالأساس خطاب عربى موحد حتى يمكن تجديده؟
ربما يصبح الهدف هو تجديد ثقافة الدول الوطنية التى تنهار فى اتجاه الأقليات والانفصاليات والصياغات الفسائدية والمذهبية.
وبالتالى هل يمكن حقا الدعوة لتأسيس خطاب ثقافى جديد يستند لمرحلة ما قبل الربيع العربى أم يتجاوز أزماتها ويتجدد فى اتجاه استهداف عقل المواطن العربى، ويستعيد قضية فلسطين ويستهدف هزيمة مخطط التفتيت والتفريق، أنها معضلة كبرى وسؤال كبير تصعب الإجابة عنه بدون أهداف محددة وخطط وميزانيات وأدوات تنفيذية محددة ما جعل الحوار مثاليًا مفارقا للواقع.
 أما اللافت للنظر فهى الجلسة التى أدارها الكاتب الصحفى د.أحمد النجار حول العلاقة بين الثقافة والتكنولوجيا وربما اتجهت لقراءة النوع الأدبى الجديد للقص والحكى القائم على الاختزال والمجاز، والذى جاءت به وسائل التواصل الاجتماعى وإن كانت القضية فى تقديرى فى مصر أعمق وأخطر، ذلك أن البسطاء فى مصر والملايين التى تعانى الأمية الثقافية وتكاد تفهم بالكاد استخدام الأبجدية الهجائية بطريقتها الخاصة قد استطاعت إدماج التكنولوجيا التى أصبحت رخيصة فى حياتها اليومية فى العشوائيات والمناطق الشعبية وبالتأكيد لدى الناشئة فى كل الطبقات الاجتماعية لتصنع ثقافتها بعيدة عن معنى المجتمع المدنى خاصة فى ظل غياب أفكار خارج الصندوق لدى المتن الثقافى فى إنتاج الفنون والتواصل مع الجمهور العام.
ذلك أن المقدرة على التواصل معه تحتاج لاستعادة القوة الاقتصادية المؤمنة بقيمة الفن ودوره، والقادرة على الخروج بعيدا عن الخطاب الثقافى النخبوى، مع ضرورة وجود ما هو نخبوى بالتأكيد، فالفنون الرفيعة ضرورة ومخاطبة جماعات تأويلية نخبوية أمر لا يمكن إنكاره، ولكن تجديد الخطاب الثقافى بلا شك يحتاج لمهارات التواصل مع الجماهير الكبيرة بأفكار جديدة تؤمن بأن الصناعات الإبداعية يمكن أن تسهم فى تغيير المشهد العام فى مصر والوطن العربى.