الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المصالحة الفلسطينية - الإسرائيلية فى مؤتمر باريس

المصالحة الفلسطينية - الإسرائيلية فى مؤتمر باريس
المصالحة الفلسطينية - الإسرائيلية فى مؤتمر باريس




كمال عبدالنبى يكتب:

لا شك أن الإدارة الأمريكية بشكل عام وفى الفترة الماضية تعاملت بحذر شديد فهى تتفادى التعامل المباشر مع ملف السلام الشائك، ذلك على أساس أن الملف الآخر هو ملف سوريا والعراق وليبيا واليمن ازاد  اشتعالًا وتوسعت أجزاؤه وتثير اهتمام دول العالم كما ان الإدارة الأمريكية الحالية لا تريد مواجهات جديدة مع رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو» وكما نعلم أن وزير الخارجية الأمريكية جون كيرى. يشارك فى اجتماع وزراء الخارجية فى باريس من أجل مناقشة عملية السلام فى الشرق الأوسط، ومعنى مشاركة وزير خارجية أمريكا فى هذا المؤتمر أن أمريكا لا تعترض  على عملية السلام أو حتى تعارضها وهو من أجل اقتناع الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى بالذهاب إلى مائدة المفاوضات المباشرة من أجل إيجاد حل للمشاكل المتعلقة بينهما، هو السبيل الوحيد من أجل التوصل إلى سلام فى منطقة الشرق الأوسط.
 وتعتبر المبادرة الفرنسية لتسوية القضية الفلسطينية الإسرائيلية التى دعت إليها من أجل السلام مدخلًا سياسيًا وإيجابيًا من أجل استئناف المفاوضات بعد توقف دام قرابة العامين.
 وقد رأينا فى الفترة السابقة تغيير أشياء كثيرة على أرض الواقع مثل تعزيز الاستيطان الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطنيية المحتلة وتهويد القدس كما أننا نرى إسرائيل تريد استئناف مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين دون مرجعية أو إطار زمنى محدد، وفى نفس الوقت تقوم إسرائيل بالمزيد من الاستيطان... عمومًا يجب أن يستغل الجانب الفلسطينى المبادرة الفرنسية من أجل عقد المؤتمر والإجماع على موقف عربى أمام التعنت الإسرائيلى.
وقد رأينا الرئيس عبد الفتاح السيسى أشار عدة مرات بشأن القضية الفلسطينية  وقد دعا الرئيس إلى استئناف ا الإسرائيلية - الفلسطينية من أجل المصالحة ومن أجل اتمام عملية السلام بين الطرفين كما توجد فرصة سانحة مما تملكه مصر من مقومات دبلوماسية وسياسية فى دعم تلك القضية.
وإننا نجد وجهة النظر المصرية تمتلك مواقف ثابتة عبر سنوات طويلة. فضلًا على التضحيات التاريخية التى بذلتها للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطينى، فالفرصة مازالت سانحة مثلما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي. وقد تم عقد قمة مصرية فلسطينية بين الرئيسين السيسى وعباس، فنجد أن هذه الإشارة تدل على أن جميع الدول العربية، تقف على قلب رجل واحد من أجل استئناف عملية التفاوض على الملف الإسرائيلى الفلسطينى بالإضافة إلى إشراف المجتمع الدولى من خلال مؤتمر باريس، وهذا يجعل الكرة فى الملعب الإسرائيلي.
المؤتمر الذى تشهد باريس من أجل عملى السلام يهدف إلى اتفاق على تحضير لمؤتمر دولى فى نهاية هذا العام بحضور الطرفين. ويستهدف المؤتمر توفر الدعم اللازم لإحياء عملية السلام نظرًا لخطورة الأوضاع القائمة وفى ظل التحديات التى يواجهها الشرق الأوسط وتنامى التطرف وظهور ما يسمى داعش التى انتشرت فى أجزاء كثيرة.. فى سوريا والعراق.. وليبيا،، وفى هذا الصدد فإن الموقفين العربى والمصرى يمثلان ضرورة الالتزام بحل الدولتين باعتباره هو السبيل الوحيد من أجل عملية السلام العادل والدائم فى الشرق الأوسط وهذا ما ينادى به السيسى من أجل الحفاظ على حسن الجوار بين الدولتين وكذلك انهاء الصراع الطويل والدامى فى الشرق الأوسط، كما يبدو الطريق إلى التسوية مفتوحًا، وبصرف النظر إذا كان مفروشًا بالورود أو الأشواك كالعادة التى رسختها تجارب الماضى وهى محاولة من أجل فتح طاقة أمل تجعل عملية السلام والسير فيها تنطوى على قدر من السلاسة.