الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الإسماعيلية التخصصى يغتصب حق الفقراء بعد تحوله لـ«استثمارى»

الإسماعيلية التخصصى يغتصب حق الفقراء بعد تحوله لـ«استثمارى»
الإسماعيلية التخصصى يغتصب حق الفقراء بعد تحوله لـ«استثمارى»




الإسماعيلية – شهيرة ونيس


انتابت حالة من الاستياء أهالى الإسماعيلية بعد تحول المستشفى التخصصى الذى أنشئ كمستشفى للطوارئ، لخدمة مدن القناة وسيناء، ولتخفيف الضغط على طوارئ المستشفى الجامعي، إلى مستشفى استثمارى من الدرجة الأولى لا يخدم سوى فئة معينة فقط من أهالى «باريس الصغري»، حيث الشريحة التى تمتلك من الأموال ما يكفيها ويسد احتياجاتها اليومية بل ويزيد.
أضف إلى ذلك أن القائمين على إدارة المستشفى ضربوا بقرار رئيس مجلس الوزراء، الذى ينص على أحقية المرضى من الحالات الحرجة والطارئة فى العلاج لمدة 48 ساعة بالمجان، «عرض الحائط»، حيث إنها لم تعترف به، وأغلق الأبواب فى وجوه الفقراء والبسطاء الذين بنوا أحلامهم عليه بشأن الحصول على الخدمات الطبية.
«روزاليوسف» سمعت من هنا وهناك.. والتقت المضارين، ورصدت معاناتهم ومأساتهم فى الحصول على العلاج والدخول إلى المستشفي..
فى البداية يروى شاب مأساة والده الذى يعمل بشركة التمساح لبناء السفن بالإسماعيلية، قائلا: «تبدأ قصة والدى حينما أصيب فى قدمه أثناء أداء عمله فى 14 من شهر مايو الماضي، وتطوع أحد أصدقائه واتجه به إلى المستشفى التخصصى، حيث استمر ينزف من قدمه من الساعة الثالثة عصرًا حتى الحادية عشرة مساءً، علاوة على أنه لم يتعرض للكشف الطبى داخل المستشفى خلال هذه الفترة، حتى أصيب بـ«غرغرينة» تم بتر صابع القدم على أثرها، متعجبا من سوء الخدمة بمستشفى من المفترض أنه خاص، متسائلا: ماذا لو كان المستشفى عامًا؟».
ويتساءل جمال محمد الغيطاني، موظف: هل يعقل أن يدار المستشفى الجامعى بمثل هذه الطريقة، وأن يتم وقف كل من يرفض تقديم فروض الولاء والطاعة للمفسدين، وهل أصبح اغتصاب الحقوق حرفة ومتعة دون وجود أدنى رادع لهم؟، مستنكرا تقاعس المسئولين فى محاسبة المقصرين والمخطئين، حيث إنه لابد أن يقدم للمرضى خدمة مميزة تصلح وآدميتهم، والمبالغ المالية التى يتم توريدها إلى خزينة المستشفى.
ويوجه ماهر عبدالباقى، مدير أحد المواقع الإلكترونية، رسالة شديدة اللهجة لنواب مجلس الشعب عن محافظة الإسماعيلية، قائلا: «ايها النواب المحترمون نحن أمام واقع فأنتم صوتنا وصوت البسطاء والفقراء، لا تخذلونا، ومن لم يستطع أن يخدم الإسماعيلاوية فعليه التقدم باستقالته وإفساح الطريق أمام غيره»، مستنكرا تقاعسهم عن تقديم أى طلبات إحاطة بشأن الصحة فى الإسماعيلية، مطالبا بضرورة التدخل لتحسين الخدمات الصحية ورحمة الأهالى من العذاب ورحلة «كعب داير» على أعتاب المستشفيات.
وشدد عبدالباقى على نواب الإسماعيلية، بضرورة التدخل وتحويل مستشفى طوارئ الجامعة الذى تم تخصيص قطعة أرض ملك المحافظة له خارج الحرم الجامعى لإنشاء مستشفى طوارئ للغلابة، وبعد الانتهاء من اكتمال الإنشاءات تم تحويله إلى مستشفى تخصصى بل استثمارى للأغنياء فقط، أما عن الغلابة فحدث ولا حرج، فمصيرهم «المقابر» بسبب عدم قدرتهم على توفير العلاج وسداد المستحقات المالية فى المستشفيات الخاصة.
ويرى مصطفى مكرم، موظف، أنه لا مانع من أن يخدم المستشفى التخصصى رجال الأعمال، وأصحاب الشركات، وموظفى البنوك، وكبرى الشركات، شريطة أن يتم تحويل الإيرادات إلى المستشفى الجامعى الذى يخدم الفقراء ومعدومى الدخل، ما يسمح بتطوير المستشفى الجامعى وتأهيله لاستقبال أكبر عدد ممكن من المرضى دون وجود أزمة فى الخدمات الطبية، والأدوية التى سيتم توفيرها بصيدليات المستشفى.
أما يسرى محمد، إعلامى، فقام بتدشين مبادرة «معا لاسترداد حق الإسماعيلية فى المستشفى التخصصي»، حيث انضم إلى تلك المبادرة الآلاف من الأهالى المطحونين والمهضوم حقهم فى الدولة، مؤكدا أن تلك المبادرة لو تم تفعيلها والتفت إليها المسئولون ستكون نقطة الانطلاقة بل والتحول فى تحسين وتعافى القطاع الطبى.
ويوضح أن الحالة التى كانت سببا فى تدشين المبادرة، الحاج إدريس محمد موسى، من قرية سرابيوم،  42 سنة، له 4 أولاد، حيث كانت قد أجريت له 3 عمليات جراحية داخل مستشفى جامعة قناة السويس، ومع توجهه فى اليوم الـ11 من تاريخ العملية للغيار على الجرح بمستشفى الخير والبركة كانت المفاجأة، هى عدم خياطة الجرح بالطريقة الطبية والصحيحة له وظهور الطبقة السفلية من البطن.
ويتابع: وكانت المفاجأة رفض المستشفى الجامعى، استقباله، بعدما طالب أطباء الخير والبركة ذهاب المريض إليه مرة أخرى، حيث إنه المختص بإجراء العملية الجراحية، وذلك بحجة أن ذلك اليوم لم يكن مخصصا للطوارئ الخاص بالمستشفى الجامعي، منوها إلى أنه حال نجاح الحملة والمبادرة فى تحقيق أهدافها سيصبح المسشفى طوارئ على مدار الأسبوع، ليفتح ذراعيه أمام الجميع على مدار الـ24 ساعة، مشيرًا إلى أن المستفيدين الحقيقيين من استمرار بقاء الحقوق المغتصبة بمستشفى الطوارئ هم الأطباء الذين يحققون مكاسب خيالية من وراء المستشفى، مطالبا المحافظ بضرورة التدخل.
ويتساءل على عبدالعال موظف: لمصلحة من كل هذا الظلم وكم الفساد الذى يغتصب حقوق الفقراء؟، حيث إنه لا يزال تجاهل قرار مجلس الوزراء فى حق المواطن فى العلاج 48 ساعة مجانا، الأمر الذى يؤكد أن البسطاء هم كبش الفداء لكل فاسد أو ظالم، منوهًا إلى أن المستشفى يجبر مرافقى المرضى على سداد 500 جنيه فور وصولهم المستشفى مقابل حجز غرفة وتقديم خدمات لهم، ويشترط دفع مبلغ 5 آلاف جنيه لفتح غرفة العناية المركزة، إلى جانب محاسبة المرضى داخل التخصصى على 200 جنيه عرض استشارى للمرة الواحدة، علما بأن هناك نحو 3 زيارات يومية.