الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

هل نحن بحاجة إلى قانون لمنع المنكرات فى رمضان؟

هل نحن بحاجة إلى قانون لمنع المنكرات فى رمضان؟
هل نحن بحاجة إلى قانون لمنع المنكرات فى رمضان؟




كتب – عمر حسن

 لشهر رمضان الكريم حُرمة ربما لا يراعيها بعض المسلمين، ويتمثل ذلك فى عدة أشكال تتدرج بداية من المجاهرة بالإفطار فى نهار رمضان، والجلوس على المقاهي، وحتى التسكع مساءً فى الملاهى الليلية، وشرب الخمور حتى الصباح، وسط أنغام تتمايل عليها الراقصات، وهذا نتيجة لما يقوم به أصحاب تلك الملاهى من فتح أبوابها على مصراعيها للشباب، فتأخذ ربما مُسميات أخرى مثل «الخيمة الرمضانية»، طرحنا سؤالنا على علماء الدين ودعاة المسلمين، ألا هو هل نحن بحاجة إلى قانون لمنع ممارسة تلك المنكرات فى رمضان؟
فى البداية يوضح مستشار وزير الأوقاف، الشيخ صبرى عبادة،  إن منع بيع الخمور، وإغلاق الملاهى الليلية طوال شهر رمضان واجب على  ولى الأمر، وذلك أسوة بما فعله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حينما كان خليفة للمسلمين.
وأوضح عبادة لـ«روزاليوسف» أن الشرع أجاز حبس المسلم المُفطر فى منزله خلال نهار رمضان حتى آذان المغرب، مشيرًا إلى ضرورة أن يلتزم غير المسلمين بآداب التعامل مع قدسية هذا الشهر، وذلك لأن الإسلام أمرنا أيضًا باحترام ممارسة أبناء الأخرى لشعائرهم الدينية.
وفيما يتعلق بالحرية الشخصية لممارسة تلك الأفعال، أجاب مستشار وزير الأوقاف قائلًا: «حرية كل إنسان تنتهى عند حرية الآخر.. وفى اعتقادى أن حرية المسلم فى شهر رمضان تكمن فى ممارسة أبسط حقوقه وهى التمتع بروحانيات هذا الشهر بدون أى ملوثات»، مختتمًا: «فترة الليل فى رمضان قصيرة جدًا وتكاد تكفى لصلاة العشاء وما يعقبها من تراويح وقيام ليل، ومن باب الحفاظ على شعور الآخرين هو وقف كافة تلك المُلهيات».
من جانبه سرد رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالجامع الأزهر، الشيخ عبد الحميد الأطرش تجربته الشخصية فيما يتعلق بهذا الأمر، حينما كان فى إعارة عام 1982م إلى دولة الأردن، فوجد أن الملك أصدر قرارًا بأن من يُضبط مُفطرًا فى نهار رمضان، يُزج به إلى السجن، ويدفع غرامة قدرها عشرون دينارًا، ولا يخرج من السجن إلا فى أول أيام العيد.
واستطرد الأطرش مُعلقًا: «كان لهذا القرار أثرًا كبيرًا فى نفوس من يقطن دولة الأردن حينها»، متابعًا: «نرى شبابنا يجاهرون بالإفطار فى رمضان بالشوارع والمواصلات العامة، وأولى بنا أن يُصدر قرار بإغلاق المقاهى التى تفتح أبوابها لهؤلاء الشباب فى نهار رمضان، فيكون ذلك زجرًا للمستهترين بحرمة الشهر وقدسيته».
وعن أحقية المسيحيين فى الجلوس على المقاهى ودخول المطاعم فى نهار رمضان بحكم ما تسمح به عقيدتهم الدينية، أجاب رئيس لجنة الفتوى الأسبق قائلًا: «لا أحد يستطيع إرغام مسيحى على شيء، ولكن إذا نظرت إلى إخواننا المسيحيين ستجدهم يحترمون مشاعر الصائمين فى رمضان، ربما أكثر من المسلمين المفطرين»، مُختتمًا: «لا يجب أن نجعل عقيدة المسيحيين شماعة لهذه الأفعال».
فى سياق متصل، أكد الداعية الإسلامى الشيخ خالد الجندي، أننا لا نحتاج إلى قانون لمنع المنكرات فى رمضان، ولكننا نحتاج إلى «قلوب ورعة»، وظمأة للخير، تساعدنا على التخلص من أى أفعال منكرة، فكل إنسان رقيب على نفسه.
وأضاف الجندى أنه لا يؤمن بأن الإكراه هو الوسيلة المُثلى للسيطرة على مظاهر الانحلال والتسيب الأخلاقي، مُختتمًا: «لا نريد أن نمارس الحسبة على الناس، وإنما نريدهم أن يمارسوها على قلوبهم».