الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

التدين المغلوط يشوه صورة الإسلام... وتطبيق ما ورد فى الدين على الدنيا يوصلنا للتدين الصحيح

التدين المغلوط يشوه صورة الإسلام...  وتطبيق ما ورد فى الدين على الدنيا  يوصلنا  للتدين الصحيح
التدين المغلوط يشوه صورة الإسلام... وتطبيق ما ورد فى الدين على الدنيا يوصلنا للتدين الصحيح




كتب - صبحى مجاهد


تتعدد الاستفسارات فى العديد من القضايا مع قدوم شهر رمضان حيث تكثر الأسئلة عن الوقوع فى المعاصى وكيفية مواجهتها أثناء الصوم، وتأثيرها على صحة الصوم.. لكن تبقى إشعارات أخرى تتعلق بالتدين المغشوش الذى كثيرا ما يتبعه البعض لا سيما فى شهر الصوم، كما هناك نوع من التدين المغشوش الذى يؤثر على صورة الدين بالسلب أمام العالم، كل هذه القضايا طرحناها على  فضيلة د. على جمعة لمعرفة الردود الوافية عنها.
■ بداية كيف يقى الإنسان نفسه من الوقوع فى المعاصى  فى رمضان؟  
- الشياطين مصفدة فى رمضان لكن تأثيرها لم ينته، والتدريب على الطاعة يقى الانسان من الوقوع فى المعصية فى رمضان، أما صحة الصوم  فالذنوب ليست لها علاقة بصحة الصيام وإنما قبوله، لكن عقوق الوالدين وديمومة المشاحنة يؤثران فى قبول الصيام.
■ ما حكم مشاهدة المسلسلات الرمضانية؟
- هناك بعض المسلسلات الرمضانية بها مناظر لا يليق مشاهدتها، وعلى الصائم أن يمتنع عن المعصية ومشاهدة ما لا يليق مسئولية شخصية، خاصة أن عرض المشاهد غير اللائقة بمسلسلات رمضان وراءه الكسب، كما أن: جدول المسلم فى رمضان مليء ويمنعه عن مشاهدة مالا يليق.
■ ما حكم صيام النائم؟
- صيام النائم صحيح.. ولكن اليقظة والمخالطة أفضل.
■ ما كيفية الصوم إن زادت عدد ساعات النهار على 19 ساعة؟
- عدد ساعات الإفطار إن زادت على 18 ساعة فالمسلم أن يصوم على صيام مكة بحيث تصوم عدد ساعات على نفس مدة ساعات صوم مكة، وإن كانت الشمس ما زالت  ساطعة.
■ كثيرا ما نسمع أن المغضوب عليهم ولا الضالين المقروءة فى الفاتحة هى دعاء على أهل الكتاب لأنه يقصد بها اليهود والنصارى فما حكم ذلك؟
- المسلمون من اهل الكتاب لأن لديهم كتاب القرآن، فأهل الكتاب ليسوا اليهود والنصارى فحسب، وعليه فكل ما ذكر عن أهل الكتاب مدحا أو قدحا المسلمون مشمولون فيه ولفت إلى أن القرآن  الكريم يتحدث عن قضايا وليس عن أشخاص أما تفسير ما جاء فى سورة الفاتحة عن غير المغضوب عليهم ولا الضالين بأنهم اليهود  والنصارى هو اجتهاد فى التراث مع أن هناك عشرة أقوال فى تفسير تلك الآية وهذه التفسيرات زمنية ينبغى أن تجاوزها خاصة أننا نخاطب العالمين، وعلينا ان نعلم الناس الأمر الصحيح.
■ كثيرون يخلطون بين الدين والتدين فما هو الفرق بينهما؟
- الدين علم والتدين سلوك، وينبغى علينا أن نفهم هذه المصطلحات، وأن نعرف أن الدين علم وأن التدين سلوك وأنه يجب أن يكون هذا السلوك مقيداً بالذكر والفكر  قال تعالى {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِى خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
كذلك يجب أن يكون منضبطا بالتخلية والتحلية؛ فنخلى قلوبنا من كل قبيح ونحليها بكل صحيح.
كذلك لابد أن يكون سلوكنا مقيدا بالأدب مع الله، وباتباع المحجة البيضاء التى تركها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما أن الدين هو هذا الوضع الإلهى الذى أنزله الله سبحانه وتعالى لأجل سعادة البشر، وهو قائم على عبادة الله قال تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} ، وعمارة الأرض قال تعالى {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [هود: 61] أى طلب منكم عمارها، وتزكية النفس قال تعالى{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}، فالدين علم وهذا العلم له علماءه، وأن الإسلام ليس فيه كاهن يستطيع أن ينشئ الأحكام إنشاءً.
والإسلام قد أمرنا بعبادة الله وعمارة الأرض وتزكية النفس؛ وهذه التزكية شرحها لنا القرآن الكريم على أبدع ما يكون فى نظام أخلاقى فريد من خلال أسماء الله الحسنى التى تفوق فى عدِّها كتاب ربنا المائة والخمسين اسما من اسمائه وهى صفات وصلت إلى الغاية فسميت بالأسماء، وأسماء الله الحسنى تمثل هيكل الأخلاق عند المسلمين.
■ كثيرا ما نرى أفعالاً خاطئة تحت شعار التدين فما خطورة ذلك؟
- التدين المغلوط يشوه صورة الإسلام فى العالمين، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جاءنا بالحنيفية السمحة والتيسير والرحمة للعالمين ونهانا عن التنطع والتشدد وعن الخروج عن الصراط المستقيم هذا ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن الخوارج قد يحقر أحدكم صلاته إلى صلاتهم الخاشعة الطويلة المستمرة إلا أنهم لا يعرفون صحيح الدين بل إنهم يشوهون الدين بالدين ولذلك يستحق أن يكون من كلاب أهل النار.
وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد التحذير من هذا الصنف من الناس الذى يعكس الدين من أجل رفع راية الدين ويتوصل إلى مراده فيعبد الله كما يريد هو لا كما أراد الله كما فعل إبليس.
■ ماذا يفعل المسلم فى ظل هذا الخلط والتشويه للتدين؟
- رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك لنا المحجة البيضاء ولها معالم حتى نتدين بموجبها، فإذا خرجنا عن هذه المحجة البيضاء فقد أخطأنا.
 ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأمرنا بالصدام بل قال: «إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا وَهَوىً مُـتَّـبَـعًا وَدُنْـيَا مُؤْثَـرَةً وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِى رَأْيٍ بِرَأْيِهِ فَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ وَدَعْ عَنكَ أَمْرَ الْعَامَّـةٍ» راوه أبو داود.
وأمرنا أن نُربع على أنفسنا وأن ننسحب من الفتن، وهو الذى أمرنا بالمعروف ونهانا عن المنكر وقال «الدين النصيحة» ولكن بشروطها وبكيفيتها وبوقتها وبأشخاصها وبمكانها فإن خرجنا عن ذلك فنكون قد خرجنا عن نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن منهاجه القويم وعن وحى ربنا له ولذلك قال «لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز العرش».
كثير من الناس يرى لنفسه حولا وقوة ولكنه لا حول ولا قوة إلا بالله، ولا يكون فى كونه إلا ما أراد.
■  هل يمكن أن نصلح من تدين الناس؟
- علينا تطبيق ما ورد فى الدين على الدنيا حتى نصل للتدين الصحيح، يحدث معه مشارب مختلفة وأفهام متعددة، فإذا انصلح التدين وأصبح على منهج الدين صلحت الدنيا، أما إذا فسد التدين يخفى وراءه الدين الصحيح، ويفسد الدين والدنيا معا؛ هذا الذى يحدث أمامنا والذى رأيناه فى تجربة فى حياتنا أن أناسا يسعون فى الأرض فسادا بعنوان الدين وهم يرفعون هذا اللواء ويعتقدون فى أنفسهم أنهم هم الأولى وأنهم خلفاء الله فى أرضه وأنهم ظل الرحمن.