الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شبهة السنة غير محفوظة مثل القرآن الكريم (2)

شبهة  السنة غير محفوظة مثل القرآن الكريم (2)
شبهة السنة غير محفوظة مثل القرآن الكريم (2)




فى كل يوم نعرض لإحدى الشبهات الواردة عن السنة النبوية أو الرسول صلى الله عليه وسلم ونعرض الرد الوافى لها من الأزهر الشريف واليوم نكمل الرد على شبهة ان السنة غير محفوظة مثل القرآن الكريم.
ويشير الأزهر إلى قول ابن حزم: «ولا خلاف بين أحد من أهل اللغة والشريعة فى أن كل وحى نزل من عند الله - عز وجل - فهو ذكر منزل, فالوحى كله محفوظ بحفظ الله - عز وجل - له بيقين, وكل ما تكفل الله بحفظه؛ فمضمون ألا يضيع منه, وألا يحرف منه شيء أبدا تحريفا لا يأتى البيان ببطلانه... فوجب أن الدين الذى أتانا به محمد - صلى الله عليه وسلم - محفوظ بتولى الله - عز وجل - حفظه, مبلغ كما هو إلى كل ما طلبه مما يأتى أبدا إلى انقضاء الدنيا، قال عز وجل: (لأنذركم به ومن بلغ) (الأنعام: 19). فإذا كان ذلك كذلك فبالضرورى ندرى أنه لا سبيل البتة إلى ضياع شيء قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى الدين، ولا سبيل البتة إلى أن يختلط بباطل موضوع اختلاطا لا يتميز عند أحد من الناس بيقين؛ إذ لو جاز ذلك لكان الذكر غير محفوظ، ولكان قوله عز وجل: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون (9) (الحجر) كذبا ووعدا مخلفا، وهذا لا يقوله مسلم.
 ثم يرد على من زعم أن حفظ الذكر مقتصر على القرآن وحده قائلا: «هذه دعوى كاذبة مجردة من البرهان وتخصيص للذكر بلا دليل... فالذكر اسم واقع على كل ما أنزل الله على نبيه - صلى الله عليه وسلم - من قرآن أو من سنة وحى يبين بها القرآن، وأيضا فإن الله - عز وجل - يقول: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم) (النحل: 44) فصح أنه - صلى الله عليه وسلم - مأمور ببيان القرآن للناس، فإذا كان بيانه - صلى الله عليه وسلم - غير محفوظ ولا مضمون سلامته مما ليس منه، فقد بطل الانتفاع بنص القرآن فبطلت أكثر الشرائع المفترضة علينا فيه، فلم ندر صحيح مراد الله - عز وجل - منها, وما أخطأ فيه المخطئ أو تعمد فيه الكذب الكاذب، ومعاذ الله من هذا»([1]).