الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
يوم افتتاح المحور
كتب

يوم افتتاح المحور




 


   كرم جبر روزاليوسف اليومية : 08 - 09 - 2009

الدكتور الذي زنق نفسه في إشارة مرور وهمية!


1


- دكتور من الذين يكتبون في الصحف الخاصة، شن هجومًا ضاريًا علي افتتاح محور المريوطية.. ولم ير في ذلك المشروع إلا الازدحام الرهيب بسبب حضور الرئيس للافتتاح.. مع أن شوارع القاهرة في ذلك اليوم كانت فاضية جدًا.


- كانت فاضية لأن المرور في رمضان شيء رائع خصوصًا في ساعات النهار، حتي شارع قصر العيني المجنون كان هادئاً ووديعاً، ولا ازدحام ولا اختناقات، وهذه هي بركة رمضان.
- لكن الدكتور يحرك قلمه بالريموت كنترول، فأي مشروع يتم افتتاحه لا يجد فيه إلا زحمة المرور وعذاب الناس ومعاناة المرضي، يكتب ذلك حتي لو كان الموكب الرئاسي بالطائرة ولم يمر في الشوارع.
2
- الدكتور لم ير ولم يسمع شيئاً يوم افتتاح المحور، ولكن سمع عن الزحمة في مشروعات سابقة منذ عامين، ولأنه علمي أراد أن يطبق نظرية الأمس علي افتتاح اليوم.. والعلم طبعاً لا يكذب.
- هذه المرة كان الافتتاح في العاشرة صباحًا، وكان الحفل البسيط جدًا فوق الكوبري بعيدًا عن التقاطعات الرئيسية، وفي مكان جديد تسير فيه السيارات لأول مرة.. ولم يتعطل المرور لحظة واحدة.
- بعد الافتتاح بلحظات، سارع عدد كبير من قائدي السيارات إلي السير في الطريق الجديد، حتي لو لم يكن ذلك ضمن خط سيرهم، ليتعرفوا بأنفسهم علي التسهيلات المرورية الكبيرة التي حدثت بعد الافتتاح.
3
- صديقي حمدي رزق رئيس تحرير المصور سعيد بافتتاح المحور لأنه يذهب كل يوم إلي مدينة 6 أكتوبر لتقديم برنامجه في قناة الأوربت، ويقطع المسافة من المنيل إلي أكتوبر في 28 دقيقة بدلاً من 128.
- كنت مع الصديق أسامة سرايا في حفل الافتتاح، وبعده اصطحبني في سيارته إلي روزاليوسف في شارع قصر العيني، ولم تتوقف السيارة في أي إشارة، ولا زحمة ولا تكدس كما يقول الدكتور الزعلان.
- كثير من المواطنين الذي التقي بهم والأصدقاء والمعارف تحدثوا عن سعادتهم بالمحور الجديد، الذي خفف من حدة الازدحام الرهيب خصوصًا أزمة ميدان الرماية، ويتمنون الانتهاء من منازل ومطالع الكوبري الأخري بسرعة.
4
- محور المريوطية ليس مطارًا سريًا ولا يقع في زمام طاقية الإخفا ويستطيع أي إنسان أن يقود سيارته إلي هناك، ليجيب عن السؤال المهم: هل يعتبر المشروع إنجازًا عظيمًا أم حفلة عكننة كما صوره الدكتور؟
- كان في إمكان الدولة أن تنشئ بدلاً من الكوبري 02 مصنعًا لأنه تكلف مليارًا و002 مليون جنيه.. ولكن الإنفاق علي المشروعات الخدمية هو الذي يشعر الناس بتحسن ظروفهم المعيشية.
- في الهند مثلا لا يبنون المستشفيات ولا يشيدون الطرق والكباري ولا ينفقون أموالهم علي المشروعات الخدمية، وينفقون كل مليم علي المشروعات الإنتاجية، ولكن الإنفاق في مصر يهتم بالبشر وحياتهم.
5
- ماذا يريد الدكتور بالضبط.. افتتاح الكوبري أم عدم افتتاحه؟.. وإذا أراد الأول، فما الذي يضيره إذا شرف رئيس الدولة الحضور وقدم للناس إنجازًا جديداً يلمسون آثاره بأنفسهم؟
- إلي متي تستمر هذه النظرة السوداوية والروح العدائية والرغبة الانتقامية لكل إنجاز يحدث.. وهل يكون تقييم الإنجازات بدس الفتن والأحقاد الشخصية؟
- أين التقييم الموضوعي والرؤية العلمية والنظرة المتجردة التي تنتصر للمصلحة العامة وُتنحي الهوي الشخصي جانباً.. ومتي تنتشر ثقافة الاختلاف المحترم؟
6
- لقد وصل الأمر بالدكتور أن ادعي كذبًا أن بعض الناس اضطروا لقضاء حوائجهم في الشوارع؟.. فهل شاهدهم، وأين هي الشوارع التي يتحدث عنها.. هل تصل السخافة إلي هذا الحد؟
- أليس هذا الإنجاز رصيدًا جديدًا للوطن، يخدم الجيل الحالي والأجيال المقبلة؟.. وهل ناقش الدكتور الموضوع بطريقة تتفق مع علمه وشهاداته أم مع حنقه وكراهيته؟
- هل سنحتفل بكل مشروع يتم افتتاحه بهذه الطريقة المحتقنة التي تفرغ كل شيء من مضمونه، وتلجأ إلي توافه الأمور وصغائر الأشياء؟
7
- ما كتبه الدكتور عن هذا المشروع العظيم، صك إدانة ضده وضد من يلبسون النظارات السوداء، التي لا تري الأشياء إلا حالكة وداكنة، وإذا لم يجدوا سلبيات.. اخترعوها.
- الدكتور تجسيد حي لشخصية قاسم السماوي.. الذي كلما شاهد شيئًا جميلاً قال جتنا نيلة في حظنا الهباب.. ويتصور أن قامته سوف تعلو كلما هدم الأشياء الأخري.
- بالفعل جتنا نيلة في حظنا الهباب.. لأن الطريق إلي الشهرة والبطولة الآن، أصبح مفروشًا بكتابات وإسقاطات مثل هذا الدكتور.. شفاه الله من داء الكراهية.
 


E-Mail : [email protected]