الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

فؤاد قنديل: تحمست للكتابة بعد عثورى على تسجيل لجندى إسرائيلى






 «أغيثونا الآلاف من المجانين يحصدوننا برشاشاتهم وقد سقط الأطباء من الإجهاد، الدبابات لم تصل كما وعدتم ، وما وصلنا منها يضرب فى الأماكن الخطأ»... كان هذا الصراخ الذى عثر عليه الروائى والناقد الأدبى فؤاد قنديل مسجلا لجندى إسرائيلى أثناء حرب أكتوبر، السبب فى خروج رواية «زمن العنف الجميل» للنور.
 
قال قنديل عن روايته الجديدة -الصادرة ضمن سلسلة «روايات الهلال»- التى تناول فيها جوانب إنسانية وعسكرية عن حرب أكتوبر1973: قاومت كتابة هذه الرواية لمدة عشر سنوات، لكنها منعتنى أن أكتب غيرها، وأصرت على ملاحقتى، إلى أن احترمت رغبتها أو أردت إزاحتها من طريقى، لكن المؤكد أنى كنت منتشيا بما جرى فى أكتوبر 1973، وما كان باستطاعتى أن أتجاهل ذلك الإبداع العسكرى والعلمى الذى شكل ملحمة التحرير.
 
وأكمل: هذه الملحمة العظيمة التى بدأت أحداثها ظهر السادس من أكتوبر جديرة أن تدرّس، لما بها من علم وخطط وتمويه واندفاع وتضحية واستبسال مشتعل بالرغبة الحميمة لاستعادة الوطن والكرامة والشرف، وهو ما حاولت فعله فى هذه الرواية من خلال الإمساك بلحظات نادرة من عشق الأوطان، تتبلور فى هذا «العنف الجميل».
 
وأضاف قنديل: صورت فى الرواية ما يجرى على ضفتى القناة قبل وأثناء الحرب المفاجئة للجميع، من خلال مشاعر ومواقف لشخصيات مصرية وإسرائيلية تذوق مرارة الانتظار وعذابات الرغبة فى الانتصار،، خاصة أننى خرجت فى مظاهرات عامى 71 و72 مع جماهير الشعب المطالبة باستعادة سيناء مهما كانت العقبات.
 
 وقد تحمست للكتابة بعد أن عثرت على شريط كاسيت لجندى إسرائيلى يحتل موقعه على القناة داخل تحصينات لا تؤثر فيها الصواريخ، ما إن بدأ الجندى يسجل رسالة لأسرته حتى داهمته النيران، فنسى التسجيل دائرا ومضى يصرخ فى قادته واصفا المصريين بأنهم لا يحفلون بملاحقة الطائرات لهم، أو الرصاص الذى ينصب على أجسادهم، مطالبا بسرعة وصول الدعم وهو يقول: أغيثونا الآلاف من المجانين يحصدوننا برشاشاتهم وقد سقط الأطباء من الإجهاد، الدبابات لم تصل كما وعدتم، وما وصلنا منها يضرب فى الأماكن الخطأ.