الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

شىء لله يا سيد يا بدوى

شىء لله  يا سيد يا بدوى
شىء لله يا سيد يا بدوى




على الشامى  يكتب:


الجو حر والصيام صعب والعبادة قد تشق على البعض لكن رمضان كريم والله أكرم والصيام يصفو بالنفوس ويعلو بالهمم رغم المشقة فهو قرب وأى سعى لا يكابد فيه المرء فى سبيل محبوبه لا يعول عليه احكى لكم عن قطب الأقطاب السيد أحمد البدوى كان الرجل فذا فى العبادة يصوم أربعين يوما متصلة لا يصيبه تعب وكانت له مسبحة عظيمة بها 1999 حبة يصل طولها لتسعة أمتار!
الرجل أصلا من المغرب انطلق والده الى الحجاز بعد هاتف أخبره أن يذهب إلى مكة ليموت هناك!! وبعد الوصول مات الرجل! وترك أبناء أصغرهم أحمد والذى كان يضع اللثام فسمى بالبدوى لتشبهه بزى البدو وكان فارسا لا يشق له غبار وبعدها بسنوات غادر إلى مصر حيث العلم والتعلم فتربى على المذهب الشافعى وذاع صيته وعلا ذكره حتى أن سلطان المسلمين فى ذلك الوقت كان يجله ويحترمه حتى أن بعض المصادر التاريخية تؤكد أن بيبرس كان يقبل قدمى السيد البدوى عند الوقوف أمامه إجلالا له!
وللرجل حكايات كثيرة بعضها خرافات أدخلها الجهال على حياته بعضها حقيقى وكانت له صولات وجولات فى الحروب مع الصليبين وشارك فى حرب الصليبيين فى معركة المنصورة الشهيرة وعند العودة اشتكى له الناس لوقوع بعض الاسرى فى أيدى الفرنسيين فاستطاع الرجل تحريرهم بفروسيته وكراماته! وعاد الناس ينشدون «الله الله يا بدوى جاب الأسرى» وهو النشيد الذى ظل محفورا فى الموروث الشعبى المصرى حتى الآن وعرف بعدها بـ «جياب الأسير» - أى الذى يعيد الأسرى.
وعرف أيضا بالسطوحى لأنه كان يتعبد فوق السطوح وقيل فى سبب ذلك حتى لا يحجبه عن السماء أى حجاب وقال عنه أحد أتباعه ويدعى عبد العال - والذى تسلم منه الراية فيما بعد وهى راية حمراء كانت من الشيخ البدوى دلاله على انتقال الولاية - إنه عاصر الشيخ أربعين عاما لم يغفل عن عبادة ابدا وهى مقولة تضحد الشائعات السخيفة عن الصوفية والتى تقول باسقاط التكليف والفرائض عن بعض أئمة التصوف الكبار وكان يلقب ببحر العلوم لعلمه وتبحره فى علوم الشرع وكان يقول: «وعزة ربى سواقي تدور على المحيط لو نفد ماء سواقى الدنيا ما نفد ماء سواقي» يقصد أنه كان ينهل من علوم النبى صلى الله عليه وعلى صحبه وسلم مباشرة فلا تنضب علومه وكراماته أبدا وعرف أيضا بباب النبى لنسبه الشريف الذى ينحدر من نسل سيدنا الحسين بن على بن أبى طالب.
رضى الله عن الشيخ البدوى وصلى وسلم على جده سيد الخلق وأعانكم على الصيام والقيام.