الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مكافحة التسريب.. بالتشويش

مكافحة التسريب.. بالتشويش
مكافحة التسريب.. بالتشويش




وليد طوغان  يكتب:

بعد عناء وجهد، وعقب مشقة ووعثاء وتعب وعرق، توصلت لجنة التعليم بمجلس النواب إلى أن حل أزمة تسريب امتحانات الثانوية، هو التشويش على الانترنت داخل لجان الثانوية!
على مواقع التواصل، وصل الهرى مداه، وجابوا سيرة الوزارة والوزير واللجنة بالبطال على كل لسان. يخيبهم رواد مواقع التواصل، قاعدين للسقطة واللقطة، لكن مناقشات لجنة التعليم كانت سقطة.
المثل يقول : ما قدرش على الحمار، قدر على البردعة. البردعة، هى السرج الذى تركب به ظهر الحمار، الحمار أهم من البردعة، لو من غير الحمار، هتركب الهوا. الذى حدث أن لجنة التعليم بالنواب، ركبت الهوا أيضا. تغاضت عن التوصل إلى مصادر تسريب مستمر ومنظم للامتحانات، وناقشت الوسيلة، وقطع الطريق على الطريقة!
غريب ألا تنقلب اللجنة فوقانى تحتانى حتى تصل لكيفية تسرب الامتحانات؟ غريب أن تفشل، لليوم، وزارة التعليم، وأجهزتها، ولجانها وقطاعاتها، الى الكيفية التى جعلت صفحة شاومينج تعد بالتسريب مساء، ثم تفى صباحا فتضع الاسئلة بإجاباتها، على مواقع التواصل قبل دخول الطلبة اللجان.
قالوا له ودنك منين يا جحا، فلف بيده الشمال، كى يشير إلى ودنه اليمين.
أعضاء لجنة التعليم والمسئولون فى الوزارة فعلوا الشىء نفسه، لفوا بأيدهم الشمال، كى يشيروا إلى ودنهم اليمين. قالك نشوش على الانترنت، فلا تصل الأسئلة للطلبة داخل اللجان. طريف أن يتحول الجدل بين نواب ومسئولين، عن كيفية منع وصول الأسئلة المسربة، بينما البيت «خربان» من الداخل، والأخ المسرب مجهول!
هل يتكلمون جد عن التشويش كحل، بينما أجهزة وزارة طويلة عريضة، ومكتب وزير فخيم ثقيل، ووكلاء وزارة من النوعية العالية الخبيرة لم يستطيعوا التوصل الى كيفية التسريب ومصدره؟ أليس الأولى تكتل هذه الجهود لمعرفة مصادر التسريب، بدلا من منح الأزمة مزيدا من المسكنات، على طريقة «اديها ميه تديك زعازيع»!
بكرة ندخل مناقشات عن تكاليف تمويل أجهزة التشويش على الانترنت فى محيط لجان الثانوية، وصراعات عن الممول، وترفض المالية، وتبعث الوزارة للمشتريات، وترد المشتريات على مكتب الوزير، فيرد الوزير على المشتريات، ثم يخرج كام موظف بالوزارة يتحدثون عن فساد تأجير أجهزة التشويش، وإسنادها بالأمر المباشر، لابن فلان، أو شركة علان، ثم نفاجأ بانتهاء امتحانات الثانوية، دون ان تكشف الوزارة تفاصيل التسريبات، ولا من وراءها، ولا كيف يصل السيد المسرب بيته بالسلامة يوميا، بعد كل تسريب، يحمد ربنا على السلامة، وعلى فضل الله ونعمه، على مائدة إفطار الأسرة العامرة!
كيف فات النواب نقاشا عن ظاهرة طالب غشاش وصائم؟ كيف لم يلتفتوا الى مسئولين بالكنترول، يقومون من على سجادة الصلاة فجرا فى الشهر الكريم، بزبيبة فى الجبين من النوع الاسود الفاحم، ليلحقوا التسريبات من أولها، ويمنحون طلبة عنق الزجاجة أسئلة مسروقة بمعرفتهم؟
مصيبة ألا تصل الوزارة للمسئول عن التسريبات، ولا كيف وصلت الاسئلة من الاظرف المتبرشمة لمواقع التواصل، حتى بعد القبض على أدمن صفحة شاومينج، ورغم احالة 12 مسئولا بالتربية والتعليم للنيابة.
من قال إن التشويش هو الحل؟
لا أحد قال هذا. ولا عاقل يعقل هذا. على مواقع التواصل هروهم نكت، واحدة منها تقول إن وزير التربية والتعليم يبحث إنشاء قطاعا للترسيبات يتبعه شخصيا، مهمته ضمان توزيع الاسئلة المسربة بالعدل والقسطاط على الطلبة المحتاجين. فاذا كان مصدر التسريب خفيا، فالحل الأنجز تقنين التسريب، ضمانا لوصول الاسئلة للمستحقين!
بعض رواد مواقع التواصل متخوفون ان يصل بنا الزمن لعصر، يشتكى فيه طلبة الثانوية غياب عدالة توزيع التسريبات، آخرون يقولون، لو الوزارة اعتمدت التشويش حلا.. فاننا حتما سنصل إلى هكذا زمن.
ملعون أبو هكذا زمن يا أخى!