السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شبهات وردود.. شبهة عدم وجود أمر قرآنى باتباع السنة (1)

شبهات وردود..  شبهة عدم وجود أمر قرآنى باتباع السنة (1)
شبهات وردود.. شبهة عدم وجود أمر قرآنى باتباع السنة (1)




فى كل يوم نعرض لإحدى الشبهات الواردة عن السنة النبوية أو الرسول صلى الله عليه وسلم ونعرض الرد الوافى لها من الأزهر الشريف واليوم نعرض لشبهة عدم وجود أمر قرآنى باتباع السنة.
الآيات القرآنية متعددة فى اتباع سنة الرسول.. والقول بغير ذلك طعن فى كتاب الله
رد الأزهر الشريف  على إحدى شبهات عدم اتباع السنة والتى تقول «إننا لو بحثنا فى القرآن كله عن آية واحدة تأمر الناس باتباع كتاب تشريعى مستقل غير القرآن لم نجد..»  وقال الأزهر إن هذا طعن فى القرآن وافتراء عليه ،لأن القرآن أمر باتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - وطاعته ونهى عن مخالفته وعصيان أمره، وحث على التمسك بالسنة والاعتصام بها، فكيف يدعى بأنه يؤمن به وهو يخالفه؟!
 فهناك آيات أمرت باتباعه صلى الله عليه وسلم: منها قوله عز وجل: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم (31) قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين (32) (آل عمران).
وهناك آيات أمرت بطاعته - صلى الله عليه وسلم - منها قوله عز وجل (تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم (13) (النساء). فجعل ربنا - عز وجل - طاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - طاعة له سبحانه؛ وذلك لأنه - صلى الله عليه وسلم - مبلغ عن الله، وما جاء به إنما هو من رضوان الله، وفى ذلك إعلاء لكل ما جاءنا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإعلاء لقدر طاعته وأنها طاعة لله، وأن سنته من دين الله، على المسلم أن يلتزم بها، وأن يطيع أوامر القرآن الكريم والسنة النبوية، وأن ينتهى بنواهيهما، والله تعالى يقول: (إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون (51) (النور). حيث يؤدب الله - عز وجل - الأمة كلها، ويعلمها أن تسمع وتطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأفرد الضمير فى قوله (ليحكم)؛ لأنه يعود على الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فهو المباشر للحكم، وإن كان الحكم فى الحقيقة لله عز وجل.
هذا، وإن كان سياق الآية على طريقة الخبر، فليس المراد به ذلك، بل المراد به تعليم هذا الأدب، وأنه يجب على المؤمنين أن يقبلوا حكمه - صلى الله عليه وسلم - ويمتثلوا أمره، وهم بذلك المفلحون الفائزون بخيرى الدنيا والآخرة، دون من عداهم ممن لم يمتثلوا أمره.
أما الآيات التى تحذر من مخالفته - صلى الله عليه وسلم - فإنها جاءت لتبين أن من خالفه - صلى الله عليه وسلم - فقد ضل ضلالا مبينا، ومصيره جهنم خالدا فيها، وله عذاب مهين منها: قوله عز وجل: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا (36) (الأحزاب).
والمعنى: أنه لا يصح أن يكون للمؤمن اختيار فيما قضى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فعلى كل المؤمنين أن يطيعوا أمر الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - بالامتثال، لا سيما وقد عطف قضاء رسول الله على قضاء الله؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - مبلغ عن الله عز وجل، فطاعته طاعة لله عز وجل.
ولا شك أن هذه الآيات وأمثالها - وهى كثيرة فى كتاب الله - تأخذ بأيدى المؤمنين إلى الاقتداء به - صلى الله عليه وسلم - والحرص على كل ما هو من سنته وطريقته، فهو الذى اصطفاه الله لدينه، وأنزل عليه وحيه، وأسرى به وأراه من آياته، ووفقه وشرفه، وأعلاه وكرمه.
وقد اتبعه السلف اتباعا صادقا، فاقتدوا به، فى كل أمر، واهتدوا به فى كل حال، وهكذا يجب على كل مسلم أن يتبع سنته فى كل مكان وزمان، وفى كل حلال وحرام.