السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مذكرات مبارك




العادلى وراء كل ما حدث لنظامى من انهيار
 
بناء على طلب عدد كبير من القراء نعيد نشر هذا الجزء من مذكرات مبارك وفيه يتناول أيامه الأخيرة فى الحكم وعرض المملكة العربية السعودية حق اللجوء السياسى له ولأسرته ورفضه ركوب الطائرة الخاصة الموجودة يوم تنحيه فى مطار شرم الشيخ لنقله هو وأسرته لقاعدة تبوك السعودية ثم يتحدث عن وزراء داخليته السبعة خلال فترة حكمه خاصة حبيب العادلى الذى وصلته معلومات تحذره من سيطرته على مقاليد الحكم كما أن نجله علاء كان يكرهه وسيطرته على جمال مبارك مؤكدا أن العادلى وراء كل ما جرى لنظامه بما فى ذلك الانهيار الأخير وأنه كان رئيسا للجمهورية خلال الأيام الثلاثة من 25 حتى 28 يناير 2011 والتى كانت الاخطر فى حياة أسرته ثم يحكى مبارك عن لقائه بحسام بدراوى أيام الثورة وأنه كان يمثل له طوق نجاة ولكنه طرد من القصر الجمهورى بإيعاز من جمال مبارك وزكريا عزمى عندما تركه مبارك لدقائق ويذكر مبارك أن سوزان اصيبت بأزمة نفسية خطيرة خلال تلك الأيام وانها طلبت منه تأمين خروج الاسرة من مصر ثم يتحدث مبارك عن رموز نظامه مبديا انزعاجه من كم الفساد الذى تكشف بين رجاله وكأنهم تشكيل عصابى على حد تعبيره.
فى البداية يسجل مبارك كآخر فراعنة الحكام المصريين أنه كان عاشقا لإطلاق النكات وأنه كان المفضل لدى الرئيس السادات لسردها حتى إنه كان يطلق عليه «ملك الفرفشة».
كما يكشف المخلوع أن السعودية منحته عرضا ملكيا رسميا للجوء إليها مع أسرته يوم 10 فبراير 2011 كان الأقرب للتحقق على الأرض وأن هناك شخصيات رفيعة فى مصر ضغطت عليه بل توسلت إليه للرحيل ويحكى أنه كانت هناك طائرة خاصة فى مطار شرم الشيخ مساء يوم التنحى الموافق الجمعة 11 فبراير 2011 جاهزة لنقله مع الأسرة لقاعدة تبوك العسكرية السعودية المطلة على البحر الأحمر ومدخل خليج العقبة لكنه لم يوافق على الهروب مع أن الطائرة حصلت على الاذن بالهبوط فى قاعدة تبوك التى تبعد مسافة 20 دقيقة جوا من مطار شرم الشيخ الدولى.
ويؤكد مبارك أنه طلب من «أحمد أبوالغيط» وزير الخارجية السابق فى اول أيام الثورة أن يحاول اكتساب أطول وقت ممكن للمناورة الدولية كى تهدأ الأحداث لكن الأمور ساءت وخرجت عن السيطرة فى الداخل والخارج وأن أبو الغيط أخبره بأن العالم كله تخلى عنه ويطالبه بالتنحى فورا ثم اختفى أبو الغيط كما يقول مبارك.
وفى فصل كامل يسجل مبارك علاقته بوزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى سابع وزراء الداخلية فى عهده كما ذكر فقد سبقه كل من بالترتيب: النبوى إسماعيل – حسن أبو باشا – أحمد رشدى – زكى بدر – محمد عبد الحليم موسى – وحسن الألفى الذى أقاله مبارك فى 17 نوفمبر 1997 عقب مذبحة السياح فى مدينة الأقصر وعن الأخير يعترف مبارك بأنه كان رجلا محترما وشريفا لكن مشكلته الوحيدة أنه لم يكن مثل من سبقوه فلم يكن من أبناء جهاز مباحث أمن الدولة الذى جرت العادة أن يكون وزير الداخلية أحد أبنائه فقد كان الألفى قادما من مباحث الأموال العامة فلم يفهمهم وفشل فى العمل على طريقتهم انتهاء بفقد سيطرته على الأمن من وجهة نظر مبارك وتسبب فى كارثة دولية لمصر فاضطر الرئيس السابق للتضحية به.
ولا ينسى مبارك أن يسجل انه أصبح يتشاءم من الرقم 7 حيث كان له أيضا سبعة رؤساء للوزارة كان آخرهم الدكتور أحمد نظيف الذى كان أحد أهم العوامل التى ادت لتقويض نظام حكمه وكان قد سبقه بالترتيب كل من أحمد فؤاد محيى الدين – كمال حسن على – على لطفى محمود – عاطف صدقى – كمال الجنزورى وعاطف عبيد.
يعود مبارك بعدها إلى العادلى ويحكى تفصيلا عنه وعن علمه بوجود ملفات عديدة تدينه حصل عليها من مصادر عدة لكنه كان مضطرا للإبقاء عليه لأنه تحكم فى خيوط الأمن كلها وكان مبارك يخشى فى أعوام حكمه الأخيرة من المشاكل الداخلية حتى إنه شهد بأن أجهزة أمن أمريكية وأوروبية كبيرة حذرته عدة مرات من العادلى لدرجة أن المخابرات المركزية الأمريكية أطلعته على معلومات لديها تفيد أن العادلى يمكنه الانقلاب على مبارك بما توفر له من السيطرة على كل مقاليد الحكم حتى إنه كان يخيف الجيش نفسه أما جهاز المخابرات الفرنسى فأطلع مبارك على أن العادلى سيطر على رأس جمال مبارك تماما فى حين ذكر مبارك فى المذكرات أن علاء مبارك كان يكرهه اتضح أنه كان يشمئز من العادلى ويرفض الجلوس معه ويتحجج وكان لا يلجأ إليه إلا عند الضرورة القصوى أما سوزان مبارك زوجة المخلوع كما سجل فكانت تتعامل مع العادلى بشكل يومى فى تنفيذ المشروعات التى كانت تتولاها وأن علاء كان يطلب منها داخل الأسرة علانية عدم التعاون مع العادلى محذرا والدته منه.
مبارك نسب إلى العادلى تقريبا كل ما جرى لنظامه بما فى ذلك الانهيار الأخير لنظامه وقال: «كان العادلى رئيسا للجمهورية لمدة ثلاثة أيام كانت الأخطر والأهم فى حياتى وحياة أسرتى وهى الفترة من 25 يناير إلى عصر 28 يناير 2011» حيث يصف مبارك تلك الفترة بالخارجة عن سيطرته تماما.
وقال مبارك إنه لولا نزول الجيش للشارع يوم جمعة الغضب 28 يناير 2011 لنهبت مصر فى 24 ساعة وحكى مبارك أنه طلب من المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى هذا اليوم النزول لتسلم المسئولية وحماية الشعب وليس قمع الشعب ولأول مرة يكشف مبارك بصراحة أنه كان قد عرف أن تلك هى نهاية حكمه وقال: «عندما شاهدت أخبار السى إن إن وما تناقلته الشبكات الأخرى وعلمت بهول ما حدث تيقنت أنها النهاية».
ويكشف مبارك أنه عندما قابل الدكتور حسام بدراوى فى قصر الرئاسة يوم 9 فبراير كان يشعر وكأنه وجد طوق نجاة وحاول أن يفهم بدراوى الذى طلب منه التنحى بشرف أن ينقل للثوار عنه أنه موافق على طلباتهم ويخاف عليهم لكنه طلب دقائق يختلى فيها بنفسه بينما اقترح عليه بدراوى أن يشرع فى كتابة خطاب التنحى له.
ويؤكد مبارك أنه عقب دخوله مكتبه فوجئ بجمال مبارك وزوجته سوزان يحذرانه من أن بدراوى يحاول لعب دور تاريخى على حساب النظام كله وأن جمال طلب بعدها من زكريا عزمى التصرف مع بدراوى لكن عزمى كان قد علم هو الآخر بما يجرى وأدرك أن النظام يسقط فلم يشأ مواجهة بدراوى فأوعز لأحد المقربين منه فى الرئاسة دون أن يشعر بدراوى أن يخرجه من القصر.
ويكشف مبارك أنه ثار بشدة عندما خرج ليملى على بدراوى كلمات من عنده كى يضيفها لخطاب التنحى الذى لم يكتبه بدراوى لكنه وجد بدراوى قد غادر القصر وأنه لم يعلم بما حدث مع بدراوى آخر طوق نجاة له كما اطلق عليه صراحة إلا بعدها بساعة من نائبه اللواء عمر سليمان الذى حكى له ما جرى مع بدراوى من وراء ظهره وكان بدراوى قد ترك رسالة ورقية لسليمان حكى فيها بجمل قليلة وحادة ما جرى معه واصفا الموضوع بأنهم طردوه من القصر دون علم الرئيس.
ويكشف مبارك فى الفصول الأخيرة أن سوزان مبارك اصيبت بأزمة نفسية خطيرة فى الأيام الأخيرة وأن طبيباً نفسياً شهيراً قد تم استدعاؤه للقصر لعلاجها من نوبات تشنج وبكاء هستيرى انتابتها بداية من يوم 8 فبراير 2011 وأنها كانت ترفض الطعام خوفا من أن يكونوا يخططون لدس السم لها فيه وكانت تطلب من مبارك وأفراد الأسرة عدم تناول الطعام من القصر وكانت تجعل طاقم القصر يأكل قبلها وكانت طيلة الوقت تتمتم بجمل غير مفهومة وقال مبارك إنها كانت مذعورة مما تشاهده فى الشوارع ولم تتدخل نهائيا بأى رأى مثلما كتب عنها بل كانت منهارة وأنه كان يحاول أن يجعلها تشعر أن الأمور تحت سيطرته حتى فاجأته يوم 10 فبراير 2011 صباحا بقولها: «لا تكذب على فكل شىء انتهى وما أطلبه منك أن تؤمن خروجنا من مصر فورا» ويحكى مبارك أن كلمات سوزان زوجته وقعت عليه مثل الجبل وأنه بدأ يبحث من عصر يوم 10 فبراير تأمين خروج عائلته أولا لكنهم رفضوا أن يتركوه وحيدا.
وعن أفراد طاقم حراسته يسجل مبارك أنهم كانوا مذعورين وكانوا يسألونه ماذا يمكن أن يحدث لهم لو دخل الشعب إلى القصر وأنه طلب منهم أن يتركوه لمصيره لو حدث ذلك.
وعن رموز نظامه حكى مبارك أنه لم يكن يتخيل أن الثقة التى وضعها فى رجال النظام كان يمكن أن تجعلهم «تشكيلا عصابيا» وقال: «كنت أتفهم أن الفاسد شخص واحد أو على الأكثر شخصان لكن أن تكون 90% من الوزارة فاسدة كان ذلك أكبر من استيعابى» وقال مبارك: «أنا اكثر الرجال فى التاريخ الحديث من حيث التعرض للخداع المنظم وأحاسب نفسى الآن بعد فوات الأوان» وقال: مازلت غير مستوعب كإنسان لكم الفساد الذى يتكشف فى الملفات التى تصله أخبارها أولا بأول نافيا نهائيا أن يكون قد أفسد أو أن يكون قد سرق كما يكتب عنه وهو يحافظ بشكل دائم ومفضوح فى مواضع عدة على عدم الخوض فى أى تفاصيل للفساد الذى نسب معظمه لشخصه منذ سقوطه وحتى وضعه نهاية المذكرات التى ننقل عنها.
وقال مبارك: «الآن يمر من أمامى الكثير من المواقف التى كان يجب على أن أفهم أن هناك جرائم ترتكب لكننى لم أفهم» وقال: «تذكرت يوم 28 يناير 2011 مشاهد من حرب 1967 وعلمت أن مصر تتعرض لنكسة جديدة» وشهد أنه خشى لساعات أن تنتهز إسرائيل فى هذا اليوم بالذات الفرصة ومصر لا تستطيع الرد وتحاول إعادة التاريخ للوراء كى تنتقم من هزيمتها وقال: أعطيت الجيش أوامر باتخاذ وضع القتال وصد الهجوم على جبهات الجمهورية ولم أفاتح أحداً فى مخاوفى ولم أهدأ إلا بعد أن أكد لى المستشار بنيامين بن إليعازر أن هذا الأمر أبعد ما يكون عن الفكر الإسرائيلى.
كما يكشف مبارك أن بن إليعازر أخبره يوم 4 فبراير 2011 صباحا أن الجيش الإسرائيلى صدرت له أوامر سيادية عليا بتوفير ممر آمن لأسرة مبارك للخروج من مصر وأن العملية الخاصة بتهريب عائلة مبارك كان اسمها الكودى الذى وضعته تل أبيب هو فعلا «الخروج من مصر» وقال إن الترتيبات التى أخبره بها بن إليعازر كانت لدخول إيلات بواسطة يخت مرورا بالقرب من العلامة 91 الحدودية فى طابا المصرية لكن مبارك رفض رفضا تاما الموافقة وحتى إنه لم يشكر بن إليعازر يومها على حد ذاكرته.
وعن علاقته بالولايات المتحدة الأمريكية كشف مبارك لأول مرة عن أسرار خطيرة منها أن أمريكا كانت من أهم أسباب سقوطه خاصة عندما سمحت بنشر تقارير قال إنها مجحفة عن ثروة نسبت له زورا تبلغ أكثر من 70 مليار دولار أمريكى ويكشف مبارك لأول مرة أنهم فى البيت الأبيض منحوه يوم 31 يناير 72 ساعة لتصفية الثورة وأنهم لم يعترضوا على أى طريقة يمكن بها وأد الثورة على حد تعبيره لكنهم لم يعلنوا عن ذلك السر نهائيا وقال: «لم يكن معى بالقصر سوى زكريا عزمى وصفوت الشريف وجمال مبارك وعلاء مبارك وسوزان يوم الاتفاق مع البيت الأبيض وما حدث من رموز النظام الذين علموا منى بالاتفاق الأمريكى السرى تصرفوا بشكل بربرى وغبى يوم 2 فبراير المعروف بموقعة الجمل وما قاموا به أمام كاميرات العالم جعل البيت الأبيض يلغى الاتفاق قبل نهاية المهلة بـ24 ساعة».
ونفى مبارك أنه كان قد قرر ضرب الثورة وقال: «انهارت الخيوط من يدى فى يوم 2 فبراير 2011 ولم أكن أتحكم فى البلاد بداية من مساء 2 فبراير وكل ما حدث من 2 فبراير إلى 11 فبراير من الظلم أن تنسبوه لى»، والمسئولون عن تلك الأحداث أحرار طلقاء بل منهم من يسعى للسلطة دون أن يشير تحديدا إلى أى أسماء.
ثم يعود مبارك لقصته مع العادلى سريعا بين السطور حيث يكشف أنه يعتقد حاليا بقوة أن العادلى كان ينفذ خطة للانقلاب على النظام فشلت منه يوم 28 يناير 2011.
كما وجه مبارك إلى ألد أعدائه وهم شباب الثورة التحية الشريفة اعتقادا منه أنهم ساهموا فى حماية المنشآت العامة من عمليات النهب التى كان مقررا لها الحدوث فى ربوع مصر كلها وأن الجيش حمى البلاد من النهب بعد أن أفرغت السجون من سكانها.
وفى أول تأكيد منه كشف مبارك أن عملية إطلاق السجناء كانت عملية مدبرة وممنهجة وقال إن اللواء عمر سليمان كشفها فور حدوثها مؤكدا أنه لأجل إطلاق سراح السجناء يجب فتح أكثر من 12 بوابة لكل منها طبقا لمعلومات عمر سليمان مفتاح مع شخص معين بدفتر خاص بكل بوابة ومعنى فتح 12 بوابة وراء بوابة للسجناء يعنى أن شخصا ما جمع أفراد الخدمة بالسجون التى فتحت فى توقيت واحد وهو ما لا يمكن حدوثه عمليا وإداريا فى مكان واحد حيث تبعد كل بوابة عن الأخرى عشرات ومئات الأمتار وأن ذلك الشخص الذى أمر بالتنفيذ فتح جميع الأبواب مرة واحدة وطلب مبارك ممن لا يصدقه فى مكتب النائب العام أن يعد البوابات ويقوم بعمل رسم كروكى هندسى لها وساعتها على حد ما كتبه سوف تكتشف مصر كلها حقيقة ما حدث فى السجون وأن بعد ذلك ستكون عملية الكشف عن الفاعل مجرد تحصيل حاصل من واقع دفاتر خدمات الأيام التى حدث فيها تهريب السجناء لترويع مصر كلها وللتعجيل من سقوط نظام حكمه مع أنه يؤكد أن الحكم كان سينهار فى كل الأحوال.
ويسجل مبارك فى عدة مناطق وسطور خلال مذكراته أنه لم يعط أبدا أمرا بإطلاق الرصاص على الثوار أو الشعب وقال إنه تنحى حفاظا على الشعب ولو أنه أخذ بالاتفاق الأمريكى لكان قد قمع الثورة فى التحرير فى يوم واحد.
وعن الأيام التى أمضاها مبارك منذ صدور أول أمر بحبسه فى فجر 13 إبريل 2011 من المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام المصرى أكد أنه لا يزال يشعر كأنه فى حلم وأنه يحاول النوم بأى الطرق ليهرب من الواقع وأنه عندما ينام يعود لقصر الرئاسة رئيسا من جديد.
ويكشف مبارك فى مذكراته عن عدد من الأحلام المفزعة التى راودته منذ سجنه حيث يذكر منها حلم فاجأه فى غفوة منه ليلة فجر 3 أغسطس 2011 وهو أول حضور له أمام كاميرات العالم فى القفص متهما وأشار إلى أن الرئيس العراقى الأسبق صدام حسين جاء إليه فى منامه يبتسم ابتسامة صفراء خبيثة وهو لا يتكلم معه وكان حبل المشنقة لا يزال مربوطا فى رقبته فاستيقظ مبارك من غفوته ولم ينم الليلة حتى الصباح حيث أصر على الذهاب للمحكمة صائما لأنه كان يوما من أيام شهر رمضان الكريم وفى موضوع آخر يكشف مبارك عن حلم أكثر فزعا راوده مئات المرات بنفس الطريقة منذ أحداث ثورة يناير 2011 وفيه يشاهد مبارك وجوها لأشخاص من أعمار مختلفة من الطفل للشيخ يأتون إليه جماعات وملابسهم مضرجة فى الدماء ويحاصرون سريره حيث ينام ويتمتمون بكلمات غير مفهومة وعيونهم ثاقبة تتركز عليه حتى إنه استيقظ عشرات المرات وهو يصرخ هلعا من رعب الحلم المتكرر وقد طلب المقربون منه أن ينام فى الضوء وأن يشغل بجانبه قرآنا بصوت خافت جدا وأن يضع تحت رأسه مصحفا ومع أنه نفذ كل تلك النصائح يؤكد مبارك أن أصحاب تلك الوجوه لا يفارقوه فى نومه وأن واعظا دينيا كان يتردد عليه فى المركز الطبى العالمى بانتظام قد شرح له عن استحياء أنها أرواح الشهداء الذين سقطوا فى مصر فى ثورة 25 يناير.