السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

العمل فى رمضان ومراقبة الله

العمل فى رمضان ومراقبة الله
العمل فى رمضان ومراقبة الله




د. محمد مختار جمعة


وزير الأوقاف


ذا كان من أخص صفات الصائم المراقبة لله عز وجل فإن ذلك يقتضى مراقبة الله عز وجل فى الوفاء بحق العمل ، فالذى يراقب صلاتك وصيامك وإمساكك عن الطعام والشراب هو من يراقب وفاءك بحق العمل أو تفلتك منه وتقصيرك فى حقه.
وإذا كان من أهم ما يجب أن يحرص عليه الصائم أكل الحلال واستجابة الدعاء، فعليه أن يدرك أنه إذا أخذ الأجر ولم يؤد حق العمل فإنه إنما يأكل سحتا وحرامًا، لأنه يكون قد أخذ أجرًا بلا عمل ، أو أخل بالعقد والعهد والشروط التى يتطلبها العمل، سواء أكان ذلك عملاً حكوميًا أم خاصًا، على أن حرمة المال العام أشد، لأنه حق لأفراد الشعب جميعًا ، وهم سيختصمون من يأخذ على حقهم أمام الله عز وجل يوم القيامة.
وإذا كان رب العزة لا يقبل صدقة من غلول فإن أهل العلم بل إن أى عاقل يدرك أنه إذا أتعب نفسه بالجوع والعطش ثم أفطر على الحرام الخبيث فما انتفع بصلاة ولا صيام ولا دعاء ولا حج، لأن نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول:  كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به.
ومن هنا يأتى هذا الإنذار المبكر لجميع الهيئات والمؤسسات التى تعد خطتها لشهر رمضان، وبعضها يعمد إلى تخفيض العمل أو جعله نصف وقت ، وكثير منها يرجئ البرامج المهمة إلى ما بعد رمضان، ويقول لك : ها نحن مقبلون على رمضان فاجعل هذا الأمر أو ذاك إلى ما بعد العيد ، وبعضهم قد يصدمك بقوله : وهل هذا وقته، إذا عرضت عليه أمرًا يتطلب جهدًا كبيرًا أو تركيز اً فى العمل ، وكان الصيام الذى ينبغى أن يدفع إلى مزيد من النشاط والعمل صار يدفع البعض إلى الخلود إلى الراحة والكسل .
رمضان شهر العزيمة وشهر الإرادة ، وينبغى لتلك العزيمة القوية والإرادة الفولاذية التى تقهر الجوع والعطش ، بل تقهر سائر الشهوات والموبقات والخصال الذميمة أن تقهر البطالة والكسل ، كما ينبغى أن تقهر العادات السيئة ، وبخاصة لدى المدخنين أو المتعاطين أو المدمنين ، فهذه فرصتهم للإقلاع عن هذه العادات السيئة والأوبئة والسموم  المدمرة القاتلة.