الخميس 26 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رمضان فى عيون المبدعين «3»

رمضان فى عيون المبدعين «3»
رمضان فى عيون المبدعين «3»




كتب - إسلام أنور

يتميز شهر رمضان بطقوسه الخاصة على المستوى الدينى والاجتماعى والثقافي، وفى ظل الحضور الكبير لمفهوم الطقوس فى المجتمع المصرى على مدار تاريخه منذ المصريين القدماء وحتى الآن، روزاليوسف تحاور طوال أيام شهر رمضان مجموعة من المبدعين والمبدعات المصريين والعرب حولهم طقوسهم فى رمضان وكيف ينعكس رمضان على إبداعهم.

 

يتميز شهر رمضان بطقوسه الخاصة على المستوى الدينى والاجتماعى والثقافى، وفى ظل الحضور الكبير لمفهوم الطقوس فى المجتمع المصرى على مدار تاريخه منذ المصريين القدماء وحتى الآن، روزاليوسف تحاور طوال أيام شهر رمضان مجموعة من المبدعين والمبدعات المصريين والعرب حولهم طقوسهم فى رمضان وكيف ينعكس رمضان على إبداعهم.
يقول الشاعر والقاص محمد خير «بسبب طبيعة عملى وطبيعة عاداتى الشخصية أيضا، ليس ثمة اختلاف كبير بالنسبة لى بين رمضان وغيره من شهور السنة، فلابد لى من القراءة والكتابة كل يوم، ربما أشاهد مزيدا من برامج التلفاز بنسبة أكبر من المعتاد وتزداد الزيارات العائلية أيضا، لكن ذلك لا يؤثر على يومى بشكل جذري، فتلك «الالتزامات» يعوضها بالنسبة للوقت أن ساعات العمل تقل فى رمضان».
يضيف: «ولا زال يومى خلال الشهر الكريم مكونا من القراءة والكتابة أو محاولات الكتابة، وإن لم أقرأ فى اليوم فصلا من كتاب أو رواية، أو لو لم أدوّن ولو فكرة أو خاطرا، لن أقول أننى أعتبره يوما خاسرا لكن تنخفض معنوياتى، على كل حال يبقى رمضان رغم الزحام وعصبية الكثير من الناس شهرا قريبا من القلب، وربما لا يختلف بالنسبة لعاداتى فيه، سوى اختلاف ما أتناوله خلال ساعات القراءة والكتابة، مزيدا من الحلوى والمشروبات الرمضانية المبهجة، بدلا من كآبة الشاى والقهوة ومختلف أشكال الكافيين».
وعن الكتب التى يقرأها فى شهر رمضان يشير خير إلى أنه يقرأ الآن رواية «فى غرفة  العنكبوت» لمحمد عبدالنبى وكتاب «عن الحشيش» لفالتر بنيامين.
وفى هذا السياق يقول الكاتب طه عبد المنعم «رمضان بالنسبة ليا لا يختلف عن أى شهر فى السنه، إلا أنه أكثر هدوءا، فأنا مقاطع للتليفزيون بكل القنوات الفضائيات من أكثر من ستة سنوات، فلا تشغلنى المسلسلات والمعارك حولها، إلا لو تم ترشيح عمل فنى واحد وحصل إجماع من أصدقاء أثق فيهم، أتابعه على القنوات اليوتيوب فقط.
ويضيف «من فترة طويلة حكمت على نفسى بروتين معين يناسب يومى لكى أنجز أعمالى الإبداعية والبحثية، هدوء شهر رمضان سوف يساعدنى على تنفيذ هذا الروتين بكفاءة. يومى يبدأ فى الثامنة صباحا، ساعة صباحية بدون أى مهام غير ترتيب الدماغ، فى التاسعة أفتح الملفات التى لم أكملها أمس وأواصل العمل بها، يتخللها فترات على الانترنت (فالفيسبوك والتويتر مفتوح على الدوام لمتابعة الأخبار)، حتى حوالى الساعة الواحدة ظهرا، بعد ذلك أهتم بطلبات البيت».
ويكمل «لو أكملت يومى بالبيت بدون مواعيد خارجية تقضى على بقية النهار، أرجع للقراءات سواء على الإنترنت أو من مكتبتى، حتى المساء وهو الوقت المخصص للحياة الزوجية ومشاهدة الأفلام الروائية والوثائقية والمسلسلات الأجنبى على الكمبيوتر، وقبل النوم أنزل للمشى حول القصر الجمهورى لمدة ساعتين».
ويوضح «البرنامج ليس بهذه الصرامة ولا حتى ينفذ بهذا الشكل، لكنى أحاول دائما الالتزام بعدم خرق هذا الروتين، لأنى لو تركت خططى للهوى، لن أنجز أى شيء خصوصا أنى من عشاق الكسل، فمن الممكن أن تمر ثلاث أيام كاملة بدون أن أفعل شيئا على الإطلاق، شهر رمضان سيفرض تغيرات ولكنها ليست جوهرية على المواعيد والأوقات، ولكنها لن تخرج من فترة الصباح للكتابة وفترة المساء للقراءة، يفصلهم الإفطار الرمضانى وساعة المشى قبل السحور».
ومن جانبها تقول الكاتبة الشابة ولاء الصياد «أعتقد أن شأن الكاتب لا يتغير تغييراً جذرياً بمرور المناسبات إنما هى فقط إطلالات جديدة تطل برأسها من تحت عباءة تلك المناسبات مخلفة بعض الأفكار والتأملات، وسيبقى كما هو باحث عن نفسه من خلال ما يكتب وليس العكس، فهو دائماً يحمل أفكاراً ومواقف تتشكل فى عقله بل وحوارات تجريها شخصيات فى خياله لم يحن وقت كتابتها وظهورها للحياة لكنها موجودة تعبث برأسه وأحياناً تمنعه من النوم».
وتضيف «بما أننى زوجة مصرية، فبالتأكيد سيشغلنى أحوال الطبخ والعزومات وأشياء من هذا القبيل، لكن فى حقيقة الأمر سأعترف بأننى أستغل كل الاجتماعات العائلية وغير العائلية وأعتبرها إمدادًا وعونًا إلهيًا لأمثالى ببعض الأفكار «الحقيقية»، فأنا أحب أن أستمع لكل القصص والحكايات فالأمر بالنسبة لى بمثابة شحن للأفكار من نتاج الواقع غير مزيفة ولا مقولبة ولم تشوبها شائبة العبث الفنى، أو كما يقال «حكاية لسه بشوكها». وتكمل «فى نهاية اليوم يأتى الليل فأختلس منه ساعتين أو أكثر «حسب الظروف والغسيل والسحور» للقراءة بشكل عام واستكمال ما أكتبه فأنا أعكف الآن على كتابة مجموعة قصصية تكون هى الأولى لى، مع قراءة بعض الأساطير القديمة فدائماً ما يشغلنى ذلك المخزون الإنسانى الذى خلفته حضارات عظيمة وما يحويه من أفكار، وبالتوازى مع هذا الأمر أقرأ أيضاً للعظيم تشيخوف مجموعته القصصية الكاملة، ورواية 1984 لجورج أورويل».