الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«قنتير».. تتحول إلى قبلة اليهود بالشرقية

«قنتير».. تتحول إلى قبلة اليهود بالشرقية
«قنتير».. تتحول إلى قبلة اليهود بالشرقية




الشرقية - سمير سرى

قنتير.. قرية صغيرة تقع على مسافة 10 كيلومترات شمال مدينة فاقوس وتبعد 38 كيلومترا عن مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية لكن قيمتها كبيرة جدا بتاريخها الكبير وآثارها، حيث يؤكد سكانها أن سيدنا موسى ولد بها ودارت فيها قصته الشهيرة مع فرعون مصر وشهدت خروج اليهود من مصر لذلك تزورها وفود يهودية كل عام باعتبارها مكانًا أثريًا شهد خروج أجدادهم من مصر.
«روزاليوسف»  زارت القرية ورصدت كل مايدور داخلها على ألسنة  الأهالى مؤكدين أن حكاية تلك القرية بدأت منذ مايزيد على 40 عاما عندما جاءت بعثة ألمانية برئاسة «إدجار بوش» اليهودى الألمانى ومنذ هذا الوقت تحولت القرية إلى علامة استفهام رغم أنها غير مدرجة على الخريطة السياحية.
وعند مدخل القرية أمام الكوبرى الثانى يوجد منزل «ادجار بوش» رئيس البعثة الألمانية  والذى يطلق عليه البيت الأبيض لأنه مطلى بالكامل باللون الأبيض ووجدناه مغلقا نظرا لعدم وجود الخواجة الذى يأتى إلى «قنتير» باستمرار ويمكث بها 3 أشهر سنويا منذ عام 1979 بعد معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل مباشرة.
والمنزل مغطى تقريبا بالأشجار العالية ولا يبدو من معالمه أى شىء تقريبا وشكله غريب بعض الشىء عن بقية منازل القرية
ولفت انتباهنا وجود عدد كبير من الأحجار والأوانى الفخارية الموجودة فى حديقة المنزل كما شاهدناها من بين فتحات بوابته الكبيرة مع وجود قطع من الأحجار الأثرية القديمة متناثرة حول بوابة المنزل قيل إنها فى طريقها للترميم أو أنها بلا قيمة أصلا.
وكان رئيس البعثة الألمانية قد استأجر منزله الذى تقيم به البعثة من أحد الأهالى أمام بركة الديوان وهى ترعة صغيرة يقال إنها اليم الذى ألقى فيه التابوت الذى حمل سيدنا موسى عليه السلام وهو رضيع ويوجد بهذا البيت مخازن للآثار وفى تل الضبعة أيضا توجد مخازن للآثار وفى أثناء الثورة هجم البلطجية على المخازن وسرقوا السلاح ولكن معظم القطع الاثرية هناك كبيرة وبالتالى يستحيل نقلها بسهولة وحسب كلام أهالى القرية فإن الخواجة بوش يتعايش معهم كأنه واحد منهم ويتضامن معهم فى كل شىء.
ويقول «محمد جمال» 70 عاما إن كل ما أعلمه أن هناك مواقع أثرية فى القرية وتوجد  بعثة ألمانية تقوم بالتعاون مع هيئة الآثار بالتنقيب عن الآثار  فى القرية وعدد من القرى المجاورة منذ سنوات طويلة.
ويشير «رجب على»25 عاما إلى أن القرية فوق سراديب من الاثار التى تعود إلى العصر الفرعونى وكثير من الأهالى عثروا على لوحات أثرية مرسوم عليها رموز غريبة مستغربا من إجبار البعثة الأثرية لكل من يجد بواقى جدران أثرية للبناء عليها وإخفائها.
وقال رجب :قصة القرية بدأت قبل ما أتولد وأشوف الدنيا وجاءت البعثة الألمانية من أكتر من 40 سنة ونقبت فى مئات المناطق بالقرية والغريب أن محدش من الأهالى يعرف بيطلعوا ايه ولا بيعملوا ايه وأن فى اهتمام كبير خالص من البعثة بالقرية والمناطق المجاورة لها وزى ما أنت شايف الآثار والحجارة القديمة ظاهرة على الأرض والسطح.
ويقاطعة أحمد سليمان قائلا: إن إدجار بوش رئيس البعثة الألمانية حاول شراء قطعة أرض فى عام 2005 حتى  يبنى عليها معبدا لسيدنا موسى عليه السلام ولكن الأهالى رفضوا بيع الأرض وتوقفت محاولته ورغم ذلك تأتى وفود كثيرة من الخارج تزور القرية وبتيجى بصورة كثيفة للقرية من السياح وبتشوف القرية وبتمشى تانى.
ويضيف «هانى عبد الغنى» 42 عاما، أنه شاهد عيان وشارك البعثة قبل 30 عاما فى التنقيب عن الآثار بإحدى مناطق القرية.
وقال اشتغلت معاهم سنة فى الحفر والتنقيب وكنا بنحفر على عمق متر ونص ومترين وكنا بنلقى حجارة فرعونية كتير وعواميد ولوحات مرسوم عليها كتير لكن مكانش فى حاجات لها قيمة.
وتابع هانى قائلا: فى إحدى المناطق اللى كنا بنقب فيها وجدنا اسطبل ملكى والبعثة قالت إنه أسطبل فرعونى وكان فيه دواوين وحاجات غريبة وحمام متوصل بالبحر القديم اللى بيقولوا إنه هو نفسه البحر اللى ألقى فيه سيدنا موسى عليه السلام وكان البروفيسورات بينقبوا باستخدام الـ«gbs».
واستكمل هانى حديثه إن اسم القرية  قنتير يعنى حسب لغات اجنبية مدينة الأرواح وفى اعتقاد يهودى أن القرية ملكهم وفى يوم من الأيام هيرجعولها.
وقال هانى: أنا سافرت ألمانيا منذ سنوات وكانت هناك قنوات ألمانية بتتكلم عن القرية وعملت فيلم قصير عنها مما يدل على أن القرية لها أهمية بالغة بالنسبة لليهود حيث يعتقدون أن القرية كانت العاصمة الصيفية للفراعنة فى مصر القديمة للاسرتين 16 و17.
وأضاف أن القرية مليئة بالأختام الفرعونية والمصبات والتماثيل وحاجات على شكل الجعران والأهالى دائما يجدونها عندما يحفرون فى الأرض مؤكدا أن الجعران يباع بـ 100 جنيه وهناك جعارين ملونة بالأحمر والأسود.
ويؤكدالشيخ رزق العرباوى أكبر شيوخ القرية وأحد علماء الازهر «إنه فوجىء بالصحف تكتب أن البعثة الألمانية اكتشفت قصر رمسيس الثانى تحت مبانى القرية وتعجب مما حدث لأن الذى اكتشف قصر فرعون كان الدكتور سليم حسن فى كتابه مصر القديمة.
وذكر أن علماء الآثار المصريين اكتشفوا قصر فرعون أسفل الجبانة الحديثة بالقرية وليست البعثة الألمانية.