الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

د. خالد الجندى: الدعوة فى حالة متردية وتحتاج جراحة عاجلة

د. خالد الجندى: الدعوة فى حالة متردية وتحتاج جراحة عاجلة
د. خالد الجندى: الدعوة فى حالة متردية وتحتاج جراحة عاجلة




حوار - عمر حسن


تراجع دور الدعاة والعلماء فى الآونة الأخيرة سبب رئيسى فى تفشى الأمراض الاجتماعية ونقص الوعى الدينى لدى الناس، فأصبحوا عُرضة للجهلاء من ذوى العلم المتهلهل الذى يهدف لقتل الدين داخل الناس وليس إحياءه، ولهذا التراجع عدة أسباب ناقشناها مع الشيخ خالد الجندى أثناء حواره الخاص لـ«روزاليوسف»، من بينها بداية اختفاء البرامج الدينية فى مصر والتى هى جزء أساسى فى عصرنا الحالى من تشكيل الوعى الدينى فى عقول الناس، وذلك بسبب طغيان جرعة الأعمال الدرامية على البرامج الدينية التى لا تجذب المعلنين، تحدثنا معه كذلك عن خطته الدعوية فى رمضان، وحقيقة خلافه مع شيخ الأزهر، واعتراضه على إحدى مواد الدستور، وتفاصيل أخرى تقرأونها خلال السطور القادمة.
■ بداية كيف ترى حال الدعوة الإسلامية فى مصر فى الوقت الحالى؟
- الدعوة فى حالة متردية وليست سليمة وتحتاج علاجاً جراحياً شديداً التعقيد، والسبب هو عدم قدرة العلماء والدعاة فى مصر على الوفاء بمتطلبات تجديد الخطاب الدينى كما يتمنى المجتمع، والبعض يظن أن هذا هو طلب رئيس الجمهورية ولا يعرفون أن هذا طلب الناس جميعا، وكل ما فعله الرئيس هو أنه عكس متطلبات الشعب وعجّل من تنفيذها ولكن لا نرى نتيجة واضحة لذلك.
■ لماذا لم يظهر دعاة جُدد على الساحة منذ وقت طويل؟
- هذا  بسبب الحرب الضارية والشرسة التى تعرض لها الدعاة القدامى الذين كانوا جدداً من قبل وقادها الإعلام ورجال الصحافة، مما أبعد بعض الشباب عن خوض التجربة، أنا واحد ممن كان يطلق عليه فى الماضى من الدعاة الجدد، تعرضت لعدد من المؤامرات والمكائد فى الصحف والقنوات، والسبب فى ذلك أن هناك اتجاهاً عاماً يرفض جرجرة المجتمع إلى التدين أو ربما كانوا يخافون من التطرف أو تسطيح مناقشة بعض القضايا الدينية، أو كانوا يشكون فى وجود نوايا مادية لدى بعض الدعاة الجدد، كما أن البعض يظن أن هناك مؤامرة لوجود هؤلاء الدعاة لتنفيذ أجندة معينة، وهذا الأمر دفعنا ثمنه باهظا وخضنا حروباً عديدة وقاسية لنفيه، وهذا جعل البعض يخاف من تكرار التجربة أو اقتحام مجال الدعوة والمجاهرة بالرأى والمعارضة الدينية الحميدة، وأنا اتلمس الأمر فى العديد من الدعاة الذين أدعوهم للظهور فى الإعلام فيخافون ويتراجعون لأنهم لا يريدون أن يهاجمهم أحد.
■ لكن من حق الإعلام أن يتحقق من نوايا هؤلاء لأنه جزء من مسئوليته الاجتماعية أمام الناس؟
- من المؤكد أن الصحفيين ورجال الإعلام ليسوا أنبياء وأنا لا أتكلم عن الجانب الخير فى الصحافة، فالجانب الإيجابى للصحافة لا يُعد ولا يحصى فى توجيه الناس وارشادهم للحقيقة، ولكن هناك جانباً سلبياً فى الصحافة المصرية، ونحن لسنا فى حاجة إلى المدح وإنما فى حاجة ماسة إلى النقد، فكما أن الإعلام يمارس دوره فى نقد الخطاب الدينى لا بد أن يمارس الدعاة والعلماء دورهم فى النقد أيضا، أم أن هذا من حق الإعلامى فقط وليس من حق الداعية! كلنا رقباء على المجتمع ونشترك فى مسئوليتنا الاجتماعية اتجاه.
■ هل تتفق أن هناك بعض الدعاة ظهروا بهدف التربح؟
- نعم، كما ظهر فى الاعلام أناس بهدف التربح وكذلك الفن ورأينا مفاجآت عديدة، فالدعاة فصيل من الفصائل له ما له وعليه ما عليه، وأنا ضد التعميم لأنه آفة العرب، فالقرآن نفسه ليس فيه لفظ عام، والتعميم أسلوب غير أمين ويظلم الكثيرين، نعم ظهر بعض الدعاة لهم أطماع وهؤلا انكشف عنهم الغطاء، وليس قطاع الدعوة فقط، ولكن العلاقة بين الدعوة الدينية وبين الإعلام بشكل عام الآن مستقرة ومنضبطة والكل يجتمع على آلية عمل واحدة وهى تجديد الخطاب الدينى والعمل للوطن وفصل الدين عن السياسة والحرص على إرجاع هيبة الدين إلى المؤسسة الأزهرية.
■ ما حقيقة خلافك مع شيخ الأزهر؟
- من أنا حتى اختلف مع الامام الأكبر، هو عالم جليل وقامة كبيرة له كل الاحترام والتقدير فى سنّه وعلمه ومركزه وأنا لا استطيع أن أذكره إلا بخير، لكنى فى الحقيقة ضد الأبدية فى كل شىء، فكلنا راحلون ومن العجيب أن يأتى نص فى الدستور يمنح منصب شيخ الأزهر لشخص معين  مدى الحياة، هذا النص مخالف لما يجب أن يكون عليه فى الحقيقة، فالإنسان يكبر ويشيخ ويختلف أداءه، وأنا أتساءل متى يتبوأ الشباب هذا المنصب؟ هل من الكفر أن يتولى أحد الشباب منصب شيخ الازهر بحماس الشباب وعلم الشباب، ولهذا أنا اتمنى أن ينفصل الازهر عن مؤسسات الدولة، وأتمنى أيضا أن هيئة كبار العلماء تكون منتخبة وتتولى هى ترشيح شيخ الازهر، وأن يكون هذا المنصب بفترة محددة ولتكن خمس سنوات، وأطلب إنشاء نقابة للدعاة لتحصينهم، ورفع الكادر الخاص بهم، وتجريم لبس الزى الازهرى لغير الأزهريين على القنوات الفضائية.
■ لكن توجد هنالك نقابة للدعاة ألم تسمع عنها؟
- توجد 4 نقابات للدعاة لا نعرف عنها شيئاً وليس لها تأثير، كل منها هدفها إضعاف النقابة الأخرى والحط من قدر النقابة الأخرى، ما هو دورها وماذا قدمت للدعاة ومن الذى انتخب هؤلاء؟، عايزين نقابة واحدة قوية تكون مسئولة عن 62 ألف شيخ وتحت إشراف الدولة، هذا تهميش متعمد، فالراقصات لهم نقابة والبوابين لهم نقابة، هل من المعقول ألا تكون هناك نقابة للدعاة.
■ إذا تم إنشاء نقابة على النحو المأمول أتقبل أن تكون نقيبها؟
- لا فأنا لا أريد أى منصب ولا أصلح لذلك، ولن تروننى يوماً ما أتبوأ أى منصب فى هذه الدولة.