الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خانقاة «نظام الدين الصوفى» نهبها جنود الحملة الفرنسية.. والإهمال حولها إلى خرابة

خانقاة «نظام الدين الصوفى» نهبها جنود الحملة الفرنسية.. والإهمال حولها إلى خرابة
خانقاة «نظام الدين الصوفى» نهبها جنود الحملة الفرنسية.. والإهمال حولها إلى خرابة




كتب - علاء الدين ظاهر


تعانى خانقاة نظام الدين فى شارع الدحديرة من باب الوداع بمنطقة باب الوزير خلف أسوار القلعة من إهمال شديد أدى لسوء حالتها، ورغم أنها تحمل رقم 140 ضمن الآثار الإسلامية، إلا أنها وعلى ما يبدو سقطت من حسابات مسئولى الآثار على مدار عشرات السنوات الماضية، ولم تمتد لها يد الترميم منذ أن قام جنود الحملة الفرنسية بتخريبها ونبش المقابر فيها قبل أكثر من 200 عام.  الآثارى محمد عبد الفتاح النجار مفتش آثار بمنطقة آثار القلعة كشف لنا تاريخ الخانقاة، وقال إن منشئها الشيخ اسحاق بن عاصم بن محمد بن عبد الله بن الجلال بن مجد الدين بن سعد الدين الاصبهانى الحنفى المعروف بالشيخ نظام الدين الصوفى، وذلك فى القرن الثامن الهجرى سنة 753 هـ / 1352 م.
وتابع: قدم الشيخ نظام الدين الصوفى إلى القاهرة بعد أن برع فى عدة علوم وصار معدودا من الفضلاء، وولى مشيخة خانقاة سرياقوس ووصف بشيخ مشايخ الاسلام، ثم توجه إلى بلاد الهند وعاد وقد كثر ماله حتى أنه أهدى الذهب فى الأطباق إلى عظماء الدولة، وقد أنشأ خانقاته بالقرب من قلعة الجبل تجاه باب الوزير، وقف لها الكثير من المال للإنفاق عليها.
وقال عن تاريخ الخانقاة: اتخذت فى أيامها الأخيرة كمدرسة للعلم، وذكر الجبرتى فى كتابه «عجائب الآثار» أن معالم الخانقاة تغيرت حينما دخلت الحملة الفرنسية أرض مصر، حيث قام جنودها فى سنة 1215 هـ - 1800م بتخريب الخانقاة وبقيت على هذا التخريب حتى الآن، حيث هدموا أعالى المدرسة النظامية «الخانقاة» ومنارتها وكانت فى غاية من الحسن وجعلوها قلعة.
وتابع: ليس هذا فقط، بل إنهم نبشوا ما بها من القبور فوجدوا الموتى فى توابيت من الخشب، وظنوا أنها تحوى بداخلها دراهم فكسروا بعضها فوجدوا بها عظام الموتى، وعلى ذلك قاموا بإلقاء تلك التوابيت خارج الجبل، واجتمع أهل الجهة وحملوها وأقاموا لها مشهدا بجمع من الناس، ودفنوها داخل التكية المجاورة لباب المدرج.  وأوضح أن الخانقاة كما وصفها الجبرتى تشتمل على طبقات علوية وسفلية فى بعضها مساكن وخلاوى حاليا كلها خرابة، والطابق العلوى بها يضم بهوا فى أوله غرفة بها حاجز (درابزين) من خشب، وفى داخله ثلاثة قبور وبقايا بعض من شواهد الترب التى كانت عليها قبل تخريبها، وصندوق من خشب قد أبلاه القدم بغير كساء، وبعض كتابات متقطعة على جوانب هذه القبور والشواهد.
والنص التاسيسى للخانقاة يقرأ «بسم الله الرحمن الرحيم»: أمر بإنشاء هذه الخانقاه المسمى بالنظامية العبد الفقير إلى الله تعالى الجناب الكريم العالى المولوى نظام الملة والدين اسحاق القرشى الأصفهانى نفع الله تعالى ببركته شيخ الشيوخ بالديار المصرية والبلاد الشامية وسائر المملكة الإسلامية من ولد الظهر والبطن».