الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

جوائز الدولة.. وجائزة المحبة فى الفنون

جوائز الدولة.. وجائزة المحبة فى الفنون
جوائز الدولة.. وجائزة المحبة فى الفنون




د.حسام عطا يكتب:

لا شك أن جوائز الدولة هذا العام بها قامات صنعت البهجة والفن والمعرفة مثل الشاعر الكبير فاروق شوشة والفنانة الكبيرة ماجدة صباحى فى جائزة النيل، ومثل الباحث والشاعر المختلف صلاح الراوى فى التقديرية وغيرهم، إلا أن منطقة المنتصف فى الإبداع بمعنى رصد التفوق، تظل منطقة غامضة تحتاج إلى إعادة تعريف وتوصيف، خاصة أن السنوات الخمس الماضية فى مجال الإبداع الفنى فى مصر والمسرحى على وجه الخصوص، قد حملت نوعا من التأجيل المتعمد لانجاز أفراد كانوا قد انتظموا فى العمل لمدة لا تقل عن ربع قرن، وواحد من هؤلاء المخرج الفنان محسن حلمى المشتبك مع الواقع اليومى للثقافة فى مصر والصديق الفنى لمعظم الكتاب والشعراء والتشكيليين الجادين فى مصر.
رحلة من العمل الشاق بدأت بالمسرح الجامعى ومسرح الثقافة الجماهيرية ومسرح الدولة والقطاع الخاص، كان خلالها نموذجا للفنان المستنير المنحاز لقيم الجماعة الوطنية، كما كان نموذجا للإدارة الفنية المستنيرة بلا تعال ولا انفصال، وكان مكتبه كمدير لمسرح الطليعة هو بيت العائلة المسرحية، لجيله المنهك القوى ولتفاصيل المساندة والدعم النفسى للأصدقاء المتورطين فى العمل المسرحى الجاد، وقد تلقينا صدمة جديدة بسببه، بعد ما حدث مؤخرا من حجب جائزة الدولة فى التفوق فى مجال الإخراج المسرحى حيث حجبت الجائزة الثانية، ومنحت فى الفنون فقط للمخرجة سميحة الغنيمى وفى الآداب للكاتب بهيج إسماعيل، وهما قامتان فنيتان كبيرتان، ولكن أى تفوق فى هذا السن وقد اقترب مشروعهما الإبداعى من الاكتمال؟ تحتاج معانى جوائز الدولة بالتأكيد لإعادة التعريف.
لقد غاب محسن حلمى صاحب دقة زار لمحمد الفيل والتى كانت ضمن سياق مشروع البحث عن مسرح مصرى أصيل، وصاحب الكابوس بمسرح الهناجر، وهو العرض التجريبى المختلف المعبر عن أزمات الطبقة الوسطى المصرية للمؤلف لينين الرملى، والذى جاء كمجموعة صور مسرحية مبتكرة فى إطار تجديد المشهد المسرحى المعاصر فى صيغته الحديثة المرتبطة بالقالب العالمى للمسرح المعاصر، وهو صاحب الساحرة للمؤلف يسرى الجندى والقديرة سميحة أيوب، كما أنه صاحب ليلة من ألف ليلة مؤخرًا على المسرح القومى للمبدع الكبير يحيى الفخرانى والتى حققت إقبالا جماهيريًا لافتًا للانتباه وإيرادات مليونية كبيرة واستقبالا نقديا إيجابيا، فلماذا الحجب إذن؟ لك منى ومن جيلك يا محسن حلمى جائزة المحبة والتقدير، أما الحجب غير المبرر فهل نجد له تبرير؟ وهل ننتظر فى السنوات المقبلة اتساقا أكثر فى معنى المنح والمنع فى جوائز الدولة للفنون؟