الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

سد النهضة فكرة يهودية

سد النهضة فكرة يهودية
سد النهضة فكرة يهودية




كمال عبد النبى يكتب:

تعد إثيوبيا هى محور الارتكاز للعقل الصهيونى فى وسط إفريقيا من أجل ذلك تحتفظ إسرائيل بعلاقات جيدة مع إثيوبيا على المستويين الاقتصادى والعسكرى، كما لا توجد أى وثائق رسمية تعلن ما هو الدور الإسرائيلى فى سد النهضة وملف مياه النيل، لكن الأهداف المائية الإسرائيلية وطموحها وما أعلنت عنه الشركة الإسرائيلية المسئولة عن تطوير وتخطيط المصادر المائية فى إسرائيل، كما أنها تقوم بمشاريع وأعمال فى إثيوبيا لحساب البنك الدولى وأنها تقوم بأعمال إنشائية فى أوجادين فى إثيوبيا على الحدود الصومالية، وكذلك ما كشف عنه بعض الخبراء الإسرائيليين قاموا بعمل مسح مجرى النيل والمناطق المحيطة به لتقديم الاقتراحات حول إنشاء عدد من السدود على النيل الأزرق المغذى الرئيسى لمياه نهر النيل، كما يهدف التعاون الإثيوبى - الإسرائيلى إلى تنفيذ العديد من المشروعات المائية التى يصل عددها إلى خمسين مشروعا مائيا على مجرى النيل الأزرق لتنمية الأراضى الزراعية على الحدود الإثيوبية - السودانية، كما تعتمد المشروعات الإسرائيلية هناك على الدراسات التى يصدرها المكتب الأمريكى وهذا المكتب كان يريد الضغط على الرئيس جمال عبد الناصر فى الخمسينيات وأوائل الستينيات.
إن سد النهضة هو فكرة يهودية - إسرائيلية قديمة الأجل ونعلم أن هذه الفكرة قد تقدم بها اليهودى «تيودور هرتزل» وهو مؤسس المشروع الصهيونى فى عام 1902 وبلورها رفيقه ديفيد بنجوريون وهو أول رئيس وزراء إسرائيلى عام 1955 حتى أعلن أن مستقبل إسرائيل سيظل مهددا مع العرب من أجل الحصول على المياه وبدأت من هنا الحيل الصهيونية المختلفة فى دول حوض النيل وكان على رأسها دولة إثيوبيا من أجل الحصول على مياه النيل ومعروف أن إثيوبيا هى دولة المصب لنهر النيل، لذلك عملت إسرائيل على توثيق العلاقة القوية معها من أجل مصلحتها وليس فى حب إثيوبيا، لذلك بدأت من هنا الحيل الصهيونية المختلفة فى دول حوض النيل وعلى رأسها إثيوبيا للحصول على مياه النيل، وكان دعم إسرائيل لإثيوبيا بشكل غير معلن والبعض يرى أن عمل إسرائيل فى إثيوبيا عمل استخباراتى بجانب إرسال الخبرات الفنية وبعثات إنسانية وطبية وتعليمية وثقافية وعسكرية وأمنية لتدريبهم وعمل تجسس.
إسرائيل لم تقتصر بتواجدها بالدعم الفنى والتقنى والإنشاءات المائية فقط، بل تشمل تطوير البحث الإثيوبى على طريقتها الخاصة لكى يكون الولاء لإسرائيل ومن بداية عام 1995 أعلنت إسرائيل أنها منذ عام 1996 تضخ كميات من الأسلحة إلى إثيوبيا وطائرات نقل واستطلاع، بالإضافة إلى منظومات رادار وصواريخ بحرية وصواريخ ومدافع مضادة للطائرات.
إن ثمة تشويشا قد حدث لصور الأقمار الصناعية الاستطلاعية التى تتابع سد النهضة، ما دفع مصر إلى السعى للحصول على صور توضح ديناميكية بناء سد النهضة المزمع إنشاؤه فى دولة إثيوبيا.
إن إسرائيل هى الدولة الأولى المستفيدة من هذا السد، وهى فعلت سد النهضة أساسا للضغط على مصر لأنها تريد حصة من مياه نهر النيل التى لم توافق مصر على إمدادها بها منذ معاهدة كامب ديفيد بين السادات وبيجن، فحلم إسرائيل هو مياه النيل لذلك نريد التوفيق بين مصر وإثيوبيا، وإذا أصرت على التوفيق إذا هى تريد حصة من مياه نهر النيل وهذا هو حلم إسرائيل من قبل إنشاء دولة إسرائيل وهو من النيل إلى الفرات، فهم يريدون أن يأخذوا 1٪ من حصة مياه النيل، ورغم ذلك فقد قام الرئيس عبد الفتاح السيسى بزيارة إثيوبيا أكثر من مرة والتقى برئيس وزرائها، كما تقابل الرؤساء الثلاثة السودان من أجل حل مشكلة مياه سد النهضة لكى تعود بالنفع على الدول الثلاث (مصر - إثيوبيا - السودان) ودول حوض النيل وقد طالب الرئيس عبد الفتاح السيسى أن تستفيد إثيوبيا من السد فى زيادة الكهرباء، كما يطمعون فى ذلك ولكن يجب ألا يضر سد النهضة بدولتى مصر والسودان.