الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

السادات والعاشر من رمضان

السادات والعاشر من رمضان
السادات والعاشر من رمضان




مديحة عزت تكتب:

هذه الأبيات من أشعار الشاعر صالح جودت إلى شهيد الحرب والسلام أنور السادات يقول لمصر من رحاب الله
أنا صوت من ربى الجنة يا مصر بنادي
أنا سيف يرد الله به شمل الأعادى
فى سبيل الله يا مصر عمرى وجهادى
اذكرينى كلما ودعت الدنيا شهيدًا
أنا من انكرت أن نحيا على الأرض عبيدًا
أنا من كنت فى معركة النصر شهيدًا
أنا حى عند ربى خالد رغم التنائى
اكرم الناى الذى مثواه دار الشهداء
يالذاتى أين مجد الأرض من مجد السماء
إن سألتم مصر عنى من أنا قالت فدائى
رحم الله الشاعر صالح جودت وغفر له ورحم الله شهيد العلا زعيم مصر وقائد الحرب والسلام أنور السادات الشخصية التى كانت دائمًا جديرة بالإعجاب وخليقة بالإطراء.. وشجاعته وعبقريته العسكرية الممتازة وإخلاصه وتفانيه فى خدمة المثل العليا إلى جانب قوة إرادته.. وتنزه عن الغرض ورقة عواطفه وميله دائمًا للعدالة والإنصاف.. كل هذه الصفات معلنة أهلًا لحب واحترام كل من عرفه وقد عرفته شخصيًا وعن قرب منذ قيامه بدور مهم للتمهيد لثورة يوليو وتردده مع الزعيم جمال عبد الناصر على مكتب أساتذنا إحسان عبد القدوس.. ثم استمرت علاقتى بجميع تطوراته.
 فقد استخدم أنور السادات هذه السجايا فى جميع أدوار حياته، كما استخدمها فى خدمة القضية الوطنية حتى جاء أنور السادات «بنصر أكتوبر» العاشر من رمضان وكان يقول لم تكن حرب العاشر من رمضان المجيدة مجرد قتال مدبر بين جيوش متحاربة وإنما كانت بداية انطلاقة فى تاريخ الشرق الأوسط أحدثت تغيرات وتطورات واسعة النطاق فى المجالات السياسية والدبلوماسية والمعنوية والعسكرية.. انتشر صداها فى جميع المعمورة.
 وحينما خاضت مصر هذه الحرب كان هدفها أن تكون معركة دفاع شرعى من أجل إقامة السلام العادل والمتوازن والدائم فى هذه المنطقة التى اكتوت بنار الحروب المتصلة وأعاقت تقدم الشعوب نحو التنمية الاقتصادية والاجتماعية.. ومن ذكرياتى مع شهيد الحرب والسلام الزعيم الحق أنور السادات كان يقول إنه كمصرى فلاح يعتز بمصريته كما يعتز بجذوره القروية.. وكان أكثر ما يميز أنور السادات هو قربه من مشاعر شعبه وردود فعله لولا ذلك لما كان قام بمبادرة السلام.
 فقد كان يعرف أن الشعب المصرى يتوق إلى السلام بعد أن ضحى بالكثير فى حرب 1967 وحرب النصر فى أكتوبر والعاشر من رمضان هو زعيم الحرب والسلام كما عرفته ومن ذكرياتى عن إنسانية السادات.
لقد كان قائدًا حنونًا، كان السادات بسيطًا متواضعًا حتى انه وهو رئيس جمهورية، توفى الحاج حسن كبير مطابع روزاليوسف، كان السادات يعرفه جيدًا منذ أن كان يتردد على روزاليوسف لذلك صمم السادات على ان يذهب بنفسه للعزاء ولم يسمع لرأى استاذنا إحسان، لأنه خاف عليه ولكن السادات صمم وذهب مع إحسان إلى إحدى حوارى السيدة زينب، وقدم العزاء بنفسه وهو رئيس جمهورية.
ثم انه وهو رئيس كان ينزل إلى شوارع القاهرة ليتفقد أحوال الناس وقد كان يقرأ الصحف ويتتبع أحوال الإعلام عن طريق رائد الإعلام وقائد الإعلام استاذنا عظيم الإعلام دكتور عبد القادر حاتم عليه رحمة الله.
ثم.. لقد كان أنور السادات إنسانًا قائدًا ووطنيًا عسكرياً مدنياً وفنانًا كان يهوى الغناء والموسيقى حتى أنه كان مرة فى زيارة لاستاذنا إحسان فى سهرة مع الأصدقاء فقد سمعته يغنى مع أستاذتنا الكبيرة أمينة السعيد بعض أغانى «سيد درويش» وكان السادات إنسانًا كريمًا، مثلًا كان يدفع شهرية دائمة لأولاد أحد عمال مطبعة روزاليوسف حتى استشهاده فى ذكرى نصر أكتوبر، كما كان قبل أن يصبح رئيسًا للجمهورية يشترك معنا فى روزاليوسف عندما نتبرع لجهاز أحد العمال حتى أنه اشترك فى ثمن جهاز الزملاء الصحفيين رحمهم الله جميعًا.
هكذا كان السادات قائد وزعيم الحرب والسلام عاشت ذكري السادات وعشتم شعب وجيش مصر دائمًا منصورة وعاشت مصر أم الدنيا.. مصر مهبط الأنبياء.. مصر التي ذكرت في القرآن «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين» صدق الله العظيم.
باسم النصر العسكري الباهر الذي صنعه الإنسان المصري في معارك العاشر من رمضان الخالدة.. أقدم إليكم هذه الوصية التي قدمها أنور السادات في كتابه وصيتي..
«في العالم دربان من النجاح أحدهما وهو الأهم النجاح الداخلي الذي يقوله ضميري لي والآخر هو النجاح الخارجي الذي يراه الناس أولهما أولي بالتحقيق، في جنة الخلد يا شهيد الحرب والسلام. سيناء يا زعيم الحرب والسلام التى كان الجيش الثانى، الميدانى ورجاله من أبناء الجيش برئاسة الفريق فؤاد عزيز غالى قائد الجيش الثانى والذى كان زوجى حبيب عمرى لواء نبيل وهبى أحد الذين حاربوا دفاعًا عن سيناء.
إليك يا نبيل الحب كله وكل عاشر من رمضان وأنت فى قلب عامر بذكراك..
نبيل يا زوجى العزيز كل عاشرمن رمضان وأنت فى جنة الخلد بإذن الله مع الحبايب فى رحاب الله.
وأخيرًا.. هذه تحية وفاء لشهدائنا الذين جادوا بأرواحهم فى سبيل رفعة الوطن وسطروا صفحات المجد والفخر على أرض سيناء الغالية.
وكل عام وأنتم وأنا والحبايب والزملاء بخير وسلامة وحب.. وتحية حب ومعزة خاصة إلى السيدة العظيمة العزيزة جيهان السادات خالص الدعاء لك يا عزيزتى كل عام وأنت وكل أبنائك وحبايبك وكل من تحبين بألف خير وصحة وحب وإليكم الحب كله.. وتصبحون على حب.