الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«النقل الثقيل» يفرم «فوه» ويدمر تراثها

«النقل الثقيل» يفرم «فوه» ويدمر تراثها
«النقل الثقيل» يفرم «فوه» ويدمر تراثها




كفر الشيخ - محمد الأسيوطى


أصيب أهالى فوه، بمحافظة كفر الشيخ، بحالة من الهلع والخوف، بسبب مرور سيارات النقل «التريلا» القادمة من جميع المحافظات والمتجهة إلى «فوه ـ دسوق ـ مطوبس ـ سيدى سالم»، بعد غلق كوبرى الموقف، حيث إنها تمر إلى داخل المدينة الأثرية التى تحتوى على 365 مسجدًا إسلاميًا، أقيمت منذ الفتح الإسلامى، تهددها بالانهيار فى أى لحظة، ناهيك أن معظم الأهالى يتمسكون بمنازلهم القديمة لأنها تعبر عنها كمدينة أثرية.
ضف إلى ذلك أن هناك منازل على وشك الانهيار، فى الوقت الذى تعانى فيه الشوارع من الضيق، تجد أن هناك إصرارًا من سائقى التريلات على المرور منها، بغض النظر عن كونها تهدد البنية التحتية من صرف صحى ومواسير مياه الشرب وغيرها بالتدمير والتلف المحقق.
سلطت «روزاليوسف» عدستها على الأزمة، والتقت المواطنين ورصدت معاناتهم، ومدى حالة الخوف التى ضربت «فوه» بعد اقتراب منازلهم من الانهيار فوق رءوسهم..
فى البداية يقول نعمان الريوينى، من أهالى فوه: إن سيارات النقل الثقيل تمر فى قلب مدينة فوه، وهذا مخالف للنظم المعروفة ولقرار عدم السماح بمرور سيارات النقل داخل المدن، إلا عواصم المحافظات فى ساعات محددة ليلاً، تحسباً لحدوث حوادث جراء تواجدها داخل المدينة، منوها إلى أن مدينة فوه أثرية ولابد من الحفاظ على آثارها بدلاً من إهدارها، وتعرضها للهلاك.
ويضيف الريوينى: إن سيارات النقل تهدد بانهيار تلك المساجد والمنازل القديمة بسبب الهبوطات الأرضية التى ستحدث، علاوة على ضيق شوارع فوه، وعدم وجود إرشادات مرورية، الأمر الذى يدفع سائقى السيارات إلى المرور فى شوارع غير مؤهلة للمرور بها، ما يجبر السائق العودة من تلك الشوارع للخلف، وحينها تحدث أزمة مرورية فى تلك الشوارع الضيقة، تؤدى إلى مشادات ومشاجرات مع سائقى تلك السيارات.
ويلفت حسن دربالة، أحد المتضررين من أهالى فوه، إلى أن الكارثة الكبرى التى نخشى حدوثها انهيار مئذنة مسجدالفتح بمدينة فوه، التى يصل طولها إلى 40 مترًا وليس لها قاعدة خرسانية من الأساس، مؤكداً أن أساس المئذنة على سطح المسجد، وبعد إغلاق كوبرى الموقف «محمدخليل» بسبب وجود شروخ كبيرة وتصدع بجسم الكوبرى، تحول خط سير سيارات النقل الثقيل إلى شارع الفتح بجوار مسجد الفتح، وهذا سيسبب انهيار المسجد لوجود شروخ كبيرة، إلى جانب وجود هبطات أرضية ستأثر على البنية التحتية.
ويقول فكرى الخطيب، من أهالى فوه: إن طرق المدينة بها تشققات من جراء مرور التريلات ما ينذر بهبوطات أرضية، تهدد البنية التحتية، متوقعا حدوث كارثة وتحويل المدينة إلى مستنقع صرف صحي، لانفجارات مواسير المياه، ومن الصعب التغلب على آثارها.
ويطالب سعيد شبور أحد المضارين، محمد أبوغنيمة، رئيس مركز ومدينة فوه، واللواء السيد نصر، محافظ كفر الشيخ، بمنع مرور سيارات النقل الثقيل لداخل مدينة فوه حفاظاً على آثارها ومنازلها والبنية التحتية، وحفاظاً على مسجد الفتح، ومئذنته التى نخشى سقوطها فى أى لحظة على المارة، ما سيدفع أهالى فوه الثمن باهظاً، إما بمصرع من بالمسجد أو بمن يمر بذلك الطريق المؤدى لموقف فوه العمومى، خاصة أن المسافة مابين المسجد والموقف عدة أمتار، مشددا على ضرورة الانتهاء من امتداد طريق الرافد الدولى الذى سيريح الأهالى من مرور سيارات النقل داخل المدينة، أو يتم اختيار مداخل أخرى بعيدة عن مدينة فوه لدخول التريلات، حفاظا على ممتلكات وآثار وأهالى فوه.
يشار إلى أن «فوة» إحدى مدن شمال محافظة كفر الشيخ على فرع رشيد ولديها سواحل النيل تمتد لمسافة 12 كيلو مترا و تبلغ مساحتها 25678 فدانا وهى مدينة قديمة منذ العصر الفرعونى وكانت تسمى «ميتليس» وعندما احتل الرومان مصر اطلقوا عليها مدينة فوة وبنوا بها العديد من المعابد فوق المدينة وأسفل النهر وعندما دخل الفتح الاسلامى المدينة فى عهد عمرو ابن العاص تم تهشيم الآثار الرومانية وتكسير العديد من المعابد الرومانية وتم بناء مساجد ومآذن إسلامية عديدة حتى وصل عدد المآذن بالمدينة إلى 360 مئذنة بعدد أيام السنة وجعلها محمد على عاصمة التجارة البحرية فى الدلتا فى عصره ومع كثرة تلك الآثار إلا أن المدينة دائما غارقة فى بحر الإهمال والنسيان على مدار 150 عاما لذلك دخلت «روزاليوسف» المدينة لكى تتعرف على ملامحها الأصيلة ويعرف الشعب المصرى مدى الإهمال الذى تعيشه تلك المدينة العريقة.