الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

دلائل النبوة (1)

دلائل النبوة (1)
دلائل النبوة (1)




لا يختلف اثنان عاقلان أن تحمل أمانة الوحي المنزل من عند الله مسئولية كبرى بالنسبة للأنبياء وأمر ثقيل على النفس.
فهذا موسى لما علم أن الله اختاره للرسالة أشفق على نفسه أن يتحملها وحده ،ولذلك أراد عاضدا ووزيرا يتحمل معه هذا العبء وطلب من الله ذلك (واجعل لى وزيرا من أهلي هارون أخى اشدد به أزرى وأشركه فى أمرى) وقال (وأخى هارون هو أفصح منى لسانا فأرسله معي ردءا يصدقنى).
وما كانت الرسالة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بأهون من التى نزلت على موسى بل أشد وكان الحمل أثقل.
وأبلغ ما يوضح لنا أعباء الرسالة الشديدة على رسولنا صلى الله عليه وسلم قوله وهو فى سكرات الموت ردا على فاطمة ابنته الثكلة التى كانت تبكيه وتقول (واكرب أبتاه).
فرد عليها قائلا: (لا كرب على أبيك بعد اليوم)، وهذا لأن حياته كانت مليئة بالصعوبات الطاحنة التى جَنَتْها عليه دعوته للحق.
وما الأمر عند من يدعون النبوة  كذبا بأمثل مما كان عليه  الصادقون ،فهم أيضا يواجهون المصاعب الكثيرة فى الدنيا وسيواجهونها حتما فى الأخرة.
فما قام كذاب يدعى النبوة إلا وانْبرى له أبناء الإسلام المخلصين بالقضاء عليه إما عن طريق جهاد السلاح إن كان المسلمون فى قوة ومنعة تسمح لهم بذلك ،كما حدث فى خلافة أبى بكر وقتاله للمرتدين وأتباع الكذبة من أمثال مسيلمة الكذاب وسجاح والأسود العنسى.
أو بالاكتفاء بجهاد الكلمة وإقامة الحجة على كذبه إن لم يكن للمسلمين استطاعة على المواجهة المسلحة ،كما حدث مع القديانى الذى ادعى النبوة وكان فى كنف الحكومة البريطانية فما استطاع أحد أن يمسه بسوء، ولكن قام علماء بلدته من المسلمين الأنقياء وعلى رأسهم الشيخ (ثناء الله تسرى) رحمه الله فأقام مع هذا الدجال المناظرات والمناقشات ودوما كان الانتصار حليفا للشيخ فكشف بهتانه وأوضح زيغه ونفض التراب عن غية.
وإن كان الأمر بالنسبة للمدعين بهذه الصعوبة فلابد من مقابل لما يقومون به، وهذا المقابل قد يكون مقابلا ماديا أو معنويا على حسب ما ينقص الشخص فلا يمكن أن يتصور أن شخصا يقدم على خطوة كهذه تستدعى استنفار الناس عليه بغير أن يكون له دوافعه التى تدفعه لهذا من طلب جاه أو شرف أو مال أو نساء.
والسؤال الذى يطرح نفسه لو كان سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم ليس صادقا (ما الدافع الذى قد يكون عنده حتى يدعي النبوة) وهذا ما سنجيب عليه فى المقالة القادمة بإذن الله تعالى.